تكنولوجيا جديدة لتوليد المياه من الهواء في أي مكان بالعالم
تشهد دولة الإمارات وبالتحديد إمارة دبي إنشاء مصنع تجميع جديد لنظام جديد مستدام لتوليد المياه، والذي تم تصميمه ليشكل حلا عمليا واقتصاديا لمشكلة ندرة المياه حول العالم.
وفي هذا السياق، صرح ميران إلهي، الرئيس التنفيذي لشركة ماز جلف م.م.ح، قائلا: ”هذا تقدم كبير على طريق البحث عن حلول مستدامة لمشكلة نقص المياه عالميا، المشكلة التي باتت تتفاقم أكثر مع ذوبان القمم الجليدية وتقلص عددها وعدد البحيرات العذبة نظرا للتغيرات المناخية الناجمة عن الاحتباس الحراري وارتفاع الطلب على المياه“.
واضاف قائلا: ”لدى التكنولوجيا الجديدة القدرة على توليد المياه في أي مكان في العالم، بغض النظر عن المناخ فيها. من وجهة نظر تجارية، نثق تماما بأننا نقف على عتبة صناعة جديدة تقدر بمليارات الدولارات.
وتقوم تكنولوجيا التدفق المبتكرة بتوليد المياه من الهواء وهي بالتالي عديمة الكربون. ومن المتوقع أن تحظى باهتمام بالغ في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تتطلع لإيجاد حلول سريعة وفعالة لمشكلة ندرة المياه فيها.
وقامت شركة ماز جلف م.م.ح، التي تتخذ من دبي مقرا لها، بتوقيع اتفاقية شراكة مع ووتر مايكرون ورلد، وهي شركة توريد مولدات مياه تعمل بتقنية التدفق المبتكرة، على أن تبدأ عمليات تجميع الوحدات -مولدات المياه- للسوق العالمي من المنطقة الحرة بجبل علي العام القادم.
وترى الشركتان أن الشراكة الجديدة ستساهم في فتح الباب على مصراعيه لصناعة جديدة تقدر بمليارات الدولارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المنطقة المصنفة بكونها من أكثر المناطق ندرة بالمياه في العالم ، طبقاً لما أوردت شبكة أريبيان بزنس.
وتصف شركة ووتر مايكرون ورلد، التي قامت بتطوير تكنولوجيا التدفق المبتكرة وتسجيلها كبراءة اختراع، أن التكنولوجيا الجديدة ستساهم في تغيير وجه صناعة توليد المياه حول العالم، ذلك أنها أكثر طرق توليد المياه بيئية في العالم، بالإضافة لكونها أقل كلفة وأكثر إنتاجية بمراحل مقارنة بتقنيات توليد المياه المنتشرة حاليا في الأسواق.
ومن أبرز العملاء المحتملين للمصنع الجديد، هيئات المياه الوطنية للدول الواقعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تتطلع لحلول سريعة وفعالة واقتصادية ومستدامة للمياه في بلادها لمشاكل ندرة المياه.
وفي آذار قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بإصدار قانون ينص على إنشاء ”مؤسسة سقيا الإمارات“ وتهدف المؤسسة، والتي تم إلحاقها بهيئة كهرباء ومياه دبي، لإيجاد حلول مستدامة لنقص المياه من خلال الاعتماد على الطاقة الشمسية.
وعلق فرانسيسكو رودريغز، الرئيس التنفيذي لشركة ووتر مايكرون ورلد، بقوله: ”توليد المياه بتقنية التدفق المبتكرة لها مزايا عديدة تتفوق فيها على الطرق الأخرى المستخدمة لتوليد المياه مثل التحلية‘ أو التناضح العكسي، والتي تستخدم مصدرا للمياه لمعالجة المياه وتنقيتها. هذه العمليات تتطلب رأس مال ضخم وكل منها له مشاكله الخاصة، فمثلا التخلص من الملح الناتج عن عملية التحلية في البحر يؤثر سلبا على بيئة الحياة البحرية“.
وأضاف قائلا: ”كما أن ’تكنولوجيا التدفق المبتكرة‘ رخيصة التكلفة ويمكنها إنتاج كميات أكبر من المياه مقارنة بـ مولدات المياه الجوية، التي ظهرت قبل فترة لكنها كانت فعالة فقط في المناطق عالية الرطوبة. أكبر كمية أنتجتها مولدات المياه الجوية‘لم تزد على 5000 لتر في اليوم“.
ويمكن لمولدات المياه العاملة بتكنولوجيا التدفق المبتكرة إنتاج حتى 10 ملايين لتر في اليوم الواحد، وبكلفة أرخص من عمليات التحلية والتناضح العكسي وتبلغ تكلفة إنتاج المياه باستخدام ’تكنولوجيا التدفق المبتكرة حوالي 0.0006 دولار للتر الواحد أو 0.60 سنت للمتر المكعب (في حال إنتاج 10 ملايين لتر يوميا) بالمقارنة، تحاسب هيئة كهرباء ومياه دبي عملائها اليوم 0.0025 دولار مقابل كل لتر أو 2.50 مقابل كل متر مكعب.
وأختتم رودريغز حديثه قائلا: ”نتوقع أن تكون الشرق الأوسط وأفريقيا سوقا مزدهرا بالنسبة لنا. ’تكنولوجيا التدفق المبتكرة‘ لا تقوم بتوليد المياه من الرطوبة، وبالتالي يمكن استخدامها في مختلف المناطق بغض النظر عن المناخ فيها. فسواء كانت في القطب المتجمد الجنوبي أو في الصحراء أو الغابات الماطرة أو في أفريقيا، ستعمل مصانعنا على توليد المياه بكل كفاءة“.
ومنذ إطلاقها لمصنع توليد المياه ’بتكنولوجيا التدفق المبتكرة‘ في الشرق الأقصى أواخر العام الماضي، تمكنت شركة ” ووتر مايكرون ورلد ” من توقيع عقود بملايين الدولارات مع كل من شركة ” بتروناس ” وحكومة أندونيسيا.[ads3]