كيري يدافع عن الاتفاق مع طهران وسط اتهامات بتعرضه “للسلب والخداع”

واجه وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس اتهامات بتعرضه “للسلب” و”الخداع” من قبل طهران، وذلك اثناء دفاعه عن الاتفاق النووي مع ايران في جلسة علنية للمرة الاولى في الكونغرس.

ومثل كيري امام لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ للدفاع عن الاتفاق الذي تم التفاوض عليه بجهود شاقة معتبرا انه “اتفاق جيد للعالم” يستحق اقرار الكونغرس المشكك.

وتحدث عن الاتفاق الذي ابرم في اسبوع الفائت في العاصمة النمساوية “في الحقيقة، سيوفر اتفاق فيينا وسيلة اكثر قوة وشمولية واستمرارية للحد من برنامج ايران النووي، من اي بديل اخر تم تداوله”.

واضاف ان الاتفاق وفور تطبيقه سيضع ايران “تحت مراقبة مكثفة الى الابد” ويضمن وقوف العالم في صف واحد لضمان بقاء انشطتها النووية “سلمية بالكامل”.

وتابع كيري “نؤمن ان هذا الاتفاق جيد للعالم وجيد لاميركا ولحلفائنا واصدقائنا في المنطقة ـ ونعتقد انه يستحق دعمكم”.لكن كيري واجه عاصفة من التشكيك من الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية التي تراسها في السابق بصفته سيناتور ديموقراطي.

وقال له رئيس اللجنة بوب كوركر “اعتقد انك تعرضت للسلب” مشيرا الى ان اتفاق فيينا سيقدم لايران “طريقا معبدة رائعة” نحو التحول الى قوة نووية عندما يحين الوقت، وفق وكالة فرانس برس.

وكرر الجمهوري جيمس ريش هذه الاصداء مؤكدا “مع احترامي لقد تعرضتم للخداع والشعب الاميركي سيدفع الثمن”. واضاف “كل من يعتقد انه اتفاق جيد يقف في صفوف الناس الاكثر سذاجة على وجه الارض”.

وهذه المرة الاولى التي يدلي كيري بشهادة علنية في الكونغرس منذ مصادقة مجلس الامن الدولي الاثنين بالاجماع على الاتفاق مع ايران ما يمهد لرفع العقوبات الاقتصادية عنها.

وابرم الاتفاق بعد مفاوضات شاقة بين ايران ومجموعة 5+1 اي الدول الاعضاء الدائمة في مجلس الامن وهي بريطانيا والصين والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا اضافة الى المانيا.

لكن يواجه مقاومة صلبة خاصة في صفوف الجمهوريين في مجلسي الشيوخ والنواب، علما انهم يملكون مهلة 60 يوما لمراجعته.

ويمكن للكونغرس اصدار مذكرة رفض، لكن يحق للرئيس باراك اوباما نقضها ما يستدعي بالتالي موافقة ثلثي الاعضاء في المجلسين لتجاوز قرار الرئيس.

مع دخول كيري الى قاعة اللجنة رحب به ناشطون يرتدون قمصانا قصيرة وردية اللون تحمل عبارة “السلام مع ايران”، وهتف احدهم “عمل ممتاز!”

لكن وزير الخارجية بدا مستاء من مساءلته العدائية النبرة من قبل الجمهوريين غداة اجتماعات مغلقة اجراها كي يشرح لهم تفاصيل الاتفاق.

وحضر جميع اعضاء لجنة العلاقات الخارجية الخميس وبينهم المرشحان الجمهوريان الى الرئاسة راند بول وماركو روبيو.

وقال روبيو “هذا الاتفاق هو اتفاقكم انتم مع ايران”. واضاف انه لا يعالج باي شكل انتهاكات حقوق الانسان في الجمهورية الاسلامية. وتابع ان “الرئيس المقبل لا يخضع لاي الزام قانوني او اخلاقي لاحترامه (الاتفاق)”.

واكد ان “هذا الاتفاق يمكن ان يزول عندما يغادر الرئيس اوباما منصبه”.

وكما كان متوقعا اعرب الاعضاء الديموقراطيون في مجلس الشيوخ عن تاييدهم للاتفاق لكنهم اكدوا انهم ينتظرون ان تحترمه ايران بحرفيته وروحيته.

وصرحت الديموقراطية بربارة بوكسر “ان لم تحترموا هذا الاتفاق، فاؤكد لكم ان العواقب لن تكون جيدة”.

والاربعاء توافد الاف المتظاهرين الى ساحة تايمز سكوير في نيويورك تنديدا بالاتفاق النووي مع ايران معتبرين انه يشكل خطرا على اسرائيل والامن العالمي، وطالبوا الكونغرس برفضه.

واشارت استطلاعات راي الى انه من اصل 79% من الاميركيين الذين سمعوا عن الاتفاق، 48% يرفضونه.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها