لاجئ سوري : ألمانيا أصبحت بلدي الآن

هرب علاء من جحيم الحرب في سوريا ولجأ إلى ألمانيا العام الماضي وقضى وقتا صعبا في أحد مراكز اللاجئين قبل أن يتم الموافقة على طلب اللجوء. علاء يستعد لحياة جديدة وسكن جديد، عازم على المضي قدما في التأقلم مع حياته الجديدة.

علاء حود قدم في خريف 2014 إلى ألمانيا هاربا من سوريا، بعد أن كادت رحلته أن تكلفه حياته. وهو من ضمن العشرات من اللاجئين الذين يعيشون حاليا في منطقة “راديفورمفالد” التي تقع محاذية لمدينتي كولونيا ودوسلدورف في ولاية شمال الراين وستفاليا. علاء يعيش في مبنى كان مدرسة ابتدائية في السابق. ويتقاسم حجرة مساحتها 20 مترا مربعا مع ثلاثة لاجئين آخرين. هي حجرة متواضعة والرفاهية الوحيدة الموجودة بها هي الصندوق الأسود المركب على حائط الحجرة الذي يبعث بالإشارات لخدمة الإنترنت اللاسلكية.

وهي وسيلة الاتصال التي تمكن علاء من التواصل مع العالم الخارجي حيث يقوم على سبيل المثال بمشاهدة الأفلام على هاتفه الجوال. “الأمر يكلف 5 يوروهات في الشهر”، يقولها مبتسما لإخفاء عناء العيش في مركز اللاجئين. “كل شيء على ما يرام”، يقول علاء بالألمانية وهي جملة يكررها كثيرا طوال ليوم.

مفترق طرق

لن يفتقد علاء مركز اللاجئين في منطقة “راديفورمفالد” حين ينتقل إلى مدينة بون الألمانية. لكنه، ومما لاشك فيه، سيفتقد رفقاءه في الحجرة:”لقد أصبحوا مثل عائلتي في الأشهر العشرة الماضية”، يقول علاء ابن الثمانية والعشرين عاما خلال مغادرته للمكان.

أغلب من يسكنون هنا في نفس سنه، ويأتي أغلبهم من العراق وسوريا وإريتريا. وقصصهم متشابهة وهذا ما يجمعهم. ولكن في العادة لا يبكي الرجال، بل يلقون بعض العبارات المتهكمة للتعبير عن أنهم سيفتقدون زميلهم علاء. علاء لا يملك الكثير من الأمتعة سوى حقيبتين وكيسا بلاستيكيا . لذلك فعملية انتقاله إلى مدينة بون سهلة.

المحطة التالية: بون

“الوقت الذي قضيته في منطقة “راديفورمفالد ” كان مرحلة انتقالية”، يحكي علاء وهو في طريقه إلى مدينة بون. “الانتظار كلفني الكثير من الطاقة والأعصاب. 10 أشهر قضيتها منتظرا. الكثير من اللاجئين يشعرون بأن الوقت يسرق منهم و الكثير منهم يصابون بالاكتئاب “.

علاء يقع تحت ضغط بناء حياة جديدة في ألمانيا وأن يعجل بقدوم أسرته أيضا إلى ألمانيا. ولكنه تخطى حتى الآن الكثير من العقبات، من أهمها أن مصلحة الهجرة واللجوء الألمانية قبلت طلب اللجوء الذي تقدم به. وهذا يعني أنه يمكنه البحث عن وظيفة وسكن في أي مكان في ألمانيا. ولكن الطريق أمام اللاجئين ليس مفروشا بالورود. فللبحث عن سكن، “هناك الكثير من الناس الذين يستغلون هذه الفرصة ليتقاضوا مبالغ هائلة لكي يجدوا لك مكانا للسكن”، يحكي علاء تجربته في رحلة بحثه عن سكن مناسب.

وقد وجد بالفعل حجرة في شقة مشتركة في مدينة بون خلال تصفحه لمواقع الانترنت. وقبل أن يتم قبوله للحصول على هذه الحجرة تعرف على بقية السكان. نيكولاس إشتاري،26 عاما، يعمل في جامعة راين-بون-زيغ وهو أحد قاطني هذه الشقة المشتركة:”حين تعرفنا عليا عرفنا أنه الشخص المناسب للحصول على الحجرة. لقد تحدثنا معه لمدة ساعة كاملة حينما تعرفنا عليه أول مرة”. أما علاء، من جانبه، فيعلق: “هم أناس طيبون. لقد شعرت بذلك على الفور”. وهو سعيد بأنه سيتقاسم شقة يسكنها شباب ألماني، فهي “منفعة مشتركة للجميع”، على حد تعبيره.

اللاجئون إثراء للمجتمع

نيكولاس إشتاري من جانبه يعبر عن امتعاضه من تفكير بعض الألمان وأفكارهم المسبقة الخاطئة تجاه اللاجئين. هي أمور تثير الذعر لدى الناس، حسب نيكولاس. في حين يرى نيكولاس أن علاء يعد أغناء للمجتمع الألماني، حتى وإن تعلق الأمر بمجرد “التحدث معه بالإنجليزية أو التعرف على بعض وصفات الأكل السوري”، يقول نيكولاس ضاحكا. وإذا ما كان علاء سيتحدث مع نيكولاس بالإنجليزية فعلا فهذا مازال أمرا غير معروف. فعلاء يخطط لتعلم اللغة الألمانية، “فألمانيا أصبحت بلدي الآن. ولذلك يجب أن أتعلم اللغة الألمانية”. (إذاعة صوت ألمانيا)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫17 تعليقات

  1. مهاي المصيبه الكبرى انو الي مثلك وكتير سوريين هـمل صارت المانيا بلدهم يعني انا عايش بألمانيا من عشرين سنة بصور بعد شي خمس سنوات على الاكتر رح اسمع انو صار في المانيا رشاوي ونصب وزعرنات ومشاكل وعدم احترام للقانون وسخنه مع البنات والله وشو هاالكم الي اكلتو المانيا ?

    1. وما الذي فعلته خلال هذه العشرين سنة .. يعني كل هذه السنين لم تفعل شيء أنت وأمثالك يتحدث عنه الألمان، بينما شاب بعمر 15 سنة وخلال فترة أشهر قليلة قضاها في المانيا أجبر الألمان على الانحناء احتراماً للسوريين…. والتلفزيونات عملت معه مقابلات .. لدرجة أن احدى الصحف عملت استطلاع لمعرفة نسبة الذين قد يعيدون مبلغاً وجدوه في الطريق إلى صاحبه … والذي يزيد اعجابنا بهذا الشاب أن نسبة من قالوا أنه قد يعيدون المبلغ هي نسبة صغيرة .. فأكثر من اشتركوا في الاستطلاع قالوا انهم سيحتفظون بالمبلغ .. وأنت منهم بالتأكيد .. فسوية أخلاقك لا تدل على إنسان جيد أو حصل على تربية في بيت أهله ..
      والصراحة فإن شخص ينظر إلى المهاجرين بهذه النظرة الاتهامية .. أشك بأنه قد عاش 20 سنة في المانيا .. وإن كنت قد عشت تلك السنين بالفعل .. فيؤسفني أن أقول أن حقد متأصل وتخلفك شديد وأصلك وسخ بحيث لم تستطع 20سنة في أوروبا أن تنظفك ..

    2. يا أهبل .. هذا يلي اخذ المصاري كان بالبداية بدو يسرقهن بس بعدين اهلو اكتشفوه واجبروه يرده ..

    3. وجدت عدة مرات حقائب مالية وتلفونات وأعدتها لأصحابها.(Fund Büro).
      مرة واحدة فقط عندما كنت جديدا لم المسها كان ذلك في غرفة الهاتف.
      هذا رد على ابوحلب ابو حسين لانهما من لبنان!!

  2. مبروك عليك وطنك غير أسمك وأندمج وأعطي لتأخذ من خبير أغتراب منذ 35 سنه أنت أنسان ..

  3. والله في سوريين معتبرين الازمة فرصة للهجرة ، شعب باع بلدو على اول مفرق ، قال بعد ١٠ شهور بالمانيا صارت بلدو …….!

  4. تعلم ألماني واشتغل وخليك ماشي صح ولا تعمل متل بعض كلاب السفارات البعثية …
    طول عمرو السوري قبل انقلاب حافظ الكلب المجرم .. كان بيطلع على أوروبا معتز بنفسو لأنه من الشام ..

    1. انو بدي افهم انت شو دخلك بسوريا…اه فهمت مشان تخلص من السوريين يلي بلبنان عم تشجعهن يطلعوا عاوروبا

  5. حلال عليك المانيا سوريا بلد الي ضَل فيها وبس ومن يوم ورايح سوريا مش بلدك ??

  6. بس حبيبي بس صرلي عايش ببريطانيا 7 سنين وبحياتي ما فكرت هي بلدي ….. يعني أنا ما بعرف بيطلعوا لهنيك لينسوا البلد…. أحسن ما تتحدث بهالسلبية وكأنوا واحد كان يستنى فرصة لحتى ينسى بلدوااا… قول رح أتعلم ضروري وأشتغل ضروري ورخ أعطي فكرة عبلدي منيحة ضروري بس الاضر يا أستاذ ألماني زمانك أنك ترجع تبني بلدك بالخبرة يلي تعلمتها تغلم الناس المساكين شو هوالتفكير الصحيح والسليم… قال بلدي بس يمكن أنك تقول أنوا ألمانيا كبلد حوتني عندا لازم أتعامل فيا مع الناس بأخلاق لازم أندمج بثقافتن من الجانب الايجابي طبعا مو ثقافة الفلت … لازم أحترم قوانينا متل ما كنت أعمل ببلدي سوريا؟؟؟…. لك أصلا أسمك رح يبقى لاجئ حتى لو أخدن جنسية ألمانيا رح ينكتب عجوازك سوري لا تفرح كتير…حسبي الله عليكن لك نسمة هوا من ياسمين الشام بتسوى كل أوروبا بس حلموا أنتوا هلق وبعد كم سنة تعرفوا الحقيقة يلي عرفها المئات يلي طلعوا عأوروبا وصاروا دكاترة ومثقفين طبعا مو لاجئيينننن وحلمن يرجعوا للبلد لحتى يستثمروا ويعلموا ويبنوا هالبلد يلي بالأصل أذا واحد هيك بدو يحكي البلد مو بحاجتووووا

  7. مافي احقر من يلي بيقعد يومين باوروبا بقلك هي بلدي شو بدو يحكي يلي عاش كل حياتو باغتراب وقت كان الناس تحلم تطلع عاوروبا ولا في راتب ولا بطيخ بدك تشتغل متلك متل الالمان واكتر…بالناقص سوريا منك بس للاسف انو المانيا انبلت كتير بهيك شكيلات

  8. ولك تضرب منك لالمانيا ……. هربت من جحيم الحرب قلتلي………… بعد ما شبعتوا سرقة ونهب..

    لعنة الله عليكم أجمعين…… صرتو تتشاطروا مين بروح عبلاد الكلاب قبل………..

    تحولت المحنة تبعكن من آلام القصف والدمار – قل جحيم قال – إلى مرارة الإنتظار للتحول إلى مناطق أكثر رفاهية وإلى لم الشمل…………

    لا بارك الله بكم ولا بصنيعكم.

  9. بنعتذر منكم كلكم بس كل واحد صار يوزع صكوك وطنية للناس الباقية
    الناس بدها تحس بالراحة
    البلد اللي بيصون كرامتك بيجوز يكون احس من بلدك الاصلي اللي نهب رزقك وهدم بيتك وقتل اولادك
    ليس بالضرورة ان يظهر الولاء للعلن والله اعلم بخافية الامور

  10. ان مفهوم الأرض في الإسلام هو أن كل أرض لله وليست لأحد ، وأينما وجد المسلم أرضاً يمكنه أن يعبد الله فيها بحرية فهي أرضه ، وليس هناك بقعة من الأرض أحق من أخرى برسالة المسلم ، ولن يكون المسلم عبداً لمكان ما في هذه الدنيا مرتبطاً بأسبابه(3) .
    وعلى هذا الأساس نفهم قوله تعالى : (يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة ، فإياي فاعبدون) سورة العنكبوت:56]
    قال سيد قطب في تفسير هذه الآية: ” أنتم عبادي وهذه أرضي وهي واسعة ، فسيحة تسعكم فما الذي يمسسكم في مقامكم الضيق الذي تفتنون فيه عن دينكم ، ولا تملكون أن تعبدوا الله مولاكم ؟ غادروا هذا الضيق يا عبادي إلى أرضي الواسعة، ناجين بدينكم أحراراً في عبادتكم فإياي “فاعبدون” وما دامت كلها أرض الله فأحب بقعة منها إذاً هي التي تجدون فيها السعة لعبادة الله وحده دون سواه(4).
    كما أن الإسلام بما فيه من سماحة ويسر يقدر دوافع الإباء التي تجعل الإنسان الحر يرفض الدنية في الدين والدنيا (5)والإسلام يربي الإنسان الحر مستقلاً في رأيه ومواقفه.
    وفقهاء الإسلام-رحمهم الله- لم يتعرضوا لبحث هذه المسألة إلا ابن حزم في كتاب”المحلى” وذلك أن أسلافنا ما كانوا يتصورون بعدما عاشوا في الدولة الإسلامية أعزاء أقوياء مكرمين أن يأتي زمان على المسلمين يهاجرون من بلادهم(6).

    الأدلة على جواز اللجوء إلى بلاد الكفر:
    1-دخول النبي -صلى الله عليه وسلم- في جوار المطعم ابن عدي, وكان كافراً.

    2-دخول أبي بكر -رضي الله عنه- في جوار ابن الدغنة وكان كافراً.

    3- هجرة الصحابة –رضي الله عنهم- إلى الحبشة ودخولهم في جوار النجاشي وكان يومها كافراً

    4- يقول ابن حزم -رحمه الله- في المحلى ( 12/125) : وأما من فرَّ إلى أرض الحرب لظلم خافه ، ولم يحارب المسلمين ، ولا أعانهم عليهم ، ولم يجد في المسلمين من يجيره ، فهذا لا شيء عليه لأنه مضطر مكره
    وقد ذكرنا أن الزهري محمد بن مسلم بن شهاب ، كان عازماً على أنه إن مات هشام بن عبد الملك لحق بأرض الروم ، لأن الوليد بن يزيد كان نذر دمه إن قدر عليه ، وهو كان الوالي بعد هشام ، فمن كان هكذا فهو معذور . انتهى ,ومعلوم أن الزهري عالم من علماء السلف ، وابن حزم يقول عنه معذور رغم أنه كان سيهاجر من أرض الإسلام إلى دار الكفر ليدفع عن نفسه الظلم والقتل . وإذا كان الأمر كذلك فيجب أن يعذر المسلم عندما يهاجر ـ تحت ظروف الاضطرار والإكراه ـ إلى دار الكفر ويطلب فيها حق اللجوء ليأمن من إعادته إلى حيث هلكته وليدفع عن نفسه الظلم والقه