لاجىء سوري يكتب لأهم صحيفة يومية ألمانية : عندما أغمضت عيون ابنتي
لم يمض على إقامتنا في برلين سوى بضعة أشهر بعد وصولنا إليها قادمين من سوريا عبر لبنان، وهي رحلة سهلة إذا ما قورنت بالطرق التي يتخذها السوريون للخلاص مما هم فيه في بلادنا، لكن هذا ليس هو ما انوي الكتابة عنه فقد امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بمئات الحكايا والقصص المرعبة عن مهاجرين ابتسم لهم الحظ فداست اقدامهم ارض ألمانيا، وعن آخرين ماتوا من البرد في غابات بلغاريا أو سلوفينيا او انتهى بهم الامر في قاع البحر فلم يتمكنوا من قص رواياتهم على احد.
أن تكون في ألمانيا لا يعني انك أصبحت بعيدا عن القتل اليومي والصواريخ والقذائف ونقاط التفتيش التي تعتقل السوريين على هوياتهم وحسب، وجودك فيها يعني أيضا أنك على أعتاب مرحلة جديدة من حياتك، عندما تتسلل إليك رغبات متباينة منها ما يدفعك باتجاه التأقلم مع الواقع الجديد غير مكترثة بدفاعاتك المفترضة أو ما يمكن ان يسميه البعض خصوصية، ومنها ما يبقيك حذرا من فكرة الذوبان فيه.
بانتظار الـ M77
في محطة الباص الذي كنت انتظره لينقلنا إلى المسكن الموقت الذي نقيم فيه، كان شاب وفتاة يتبادلان قبلات ساخنة وكأنهما وحيدين في عالم آخر. رؤية العاشقين هذه كانت المرة الأولى بالنسبة لي ويجب ان اعترف انها فاجأتني، بينما لم يبد أي من الناس الموجودين إلى جانبي أي إشارة تدل على الاستغراب باستثناء ابنتي الصغيرة “تسعة اعوام” التي كانت إلى جواري تحدق فيهما بذهول ممزوج باستحياء بريء. وبدون تخطيط قمت بوضع كفي على عيونها لأمنعها من رؤية المشهد الساخن قبل ان احول جسدي إلى حاجز بينها وبين رؤية العاشقين.
في الواقع لم افكر لحظتها إلا في إبعاد الصغيرة عن المشهد كي أعفي نفسي و زوجتي في المساء من سلسلة طويلة من الاستفسارات والشروحات التي لم نحضر أنفسنا للإجابة عنها بعد. لكن الأحاديث غير المترابطة التي اختلقتها لأصرف انتباهها زادت من حرجي وجعلتني اشعر بأنني احتاج إلى المزيد من الوقت قبل ان اتمكن من تحييد شرقيتي التي لا ازال اخبئها بعيدا تحت جلدي، رغم أني لم ات من بيئة محافظة او متدينة، لكني اتيت من مجتمع يعتبر النساء مواطنات من الدرجة الثانية ويعامل الفتيات المتحررات كما لو كن عاهرات، هناك لا يسمح للنساء بهذا النوع من الحرية حتى لو مارسنها مع ازواجهن علانية، وفي مناطق أخرى تتردى شروط الحياة بالنسبة للنساء فيصبحن عرضة للاغتصاب والاعتقال الجائر والقتل ويمنعن في مناطق كثيرة من ممارسة حقهن بالعمل والدراسة.
انا ادرك انني لا استطيع ان امنع ابنتي ان تسترق النظر إلى عاشقين مماثلين قد تصادفهما في طريقها من وإلى المدرسة كما انني لا ارغب في ذلك، لكنني سأعمل على ان أجعلها توقف سلسلة طويلة من المقارنات غير المفيدة بين سوريا وألمانيا، مقارنات لا نزال جميعنا نستحضرها منذ قدومنا وإلى الساعة. كما اعلم ان من بين الالمان من لا يؤيدون هذا النوع من الحريات ويعتبرونه إفراطا او مبالغة ويفضلون ضمنيا الا يمارس في اماكن عامة، خاصة العائلات التي لديها اطفال في أعمار صغيرة، لكن حزمة الحريات الشخصية التي تراكمت عبر سنوات من الحداثة و التطور في هذا البلد تجعل من هذا الطرح متخلفا وراديكاليا، لكنها رغم ذلك لا تلغيه.
أحتاج الجوب سنتر لكنني اكرهه
اول ما تعلمته هنا في برلين هو الطريق إلى الجوب سنتر، فهذا المكان هو أكثر الأماكن أهمية للاجئين، من دونه لا يمكنك ان تعيش، فهم يدفعون لك لكي تتمكن من الاستمرار، لكنهم يمارسون عليك ضغوطا أخرى، واولها اللغة الألمانية، فالموظفون هناك يرفضون التحدث بغير الالمانية -إلا في حالات نادرة- ويطالبونك دوما بان تكلمهم بالألمانية حتى وإن كانت الأوراق التي بين أيديهم تثبت بانه لم يمض على إقامتك في ألمانيا سوى شهرين او ثلاثة.
إنه نوع من الضغط يمارس هناك على اللاجئين لدفعهم للإسراع في الاندماج، لكنه قد يعطي نتيجة عكسية أحياناً، إذ لا يمكنك التغيب عن موعد خاص بالجوب سنتر كي لا تتعرض لخصم مالي، و لا يمكنك تجاوز الحد الذي يقرره لك كإيجار للشقة وهناك عشرات العائلات التي رفض الجوب سنتر منحها بضعة يورويات إضافية على إيجار الشقة، رغم انهم يعيشون اوضاع إنسانية سيئة في اماكن الإقامة المخصصة لهم، خاصة وأن البحث عن شقة في برلين يشبه البحث عن ابرة في كومة من القش.
شخصيا حذرني الكثيرون من اختيار عدد من المدن الألمانية ومن بينها القسم الشرقي من برلين كمكان لإقامتي فهناك عدد متزايد للحوادث التي تقع على خلفية عنصرية، فقبل اسابيع تعرض احد معارفي لاعتداء بالضرب ولم يجد مبرر لهذا الاعتداء سوى انه اعتداء عنصري، وقبل ذلك قامت مجموعة شبان بتكسير دراجة فتاة سورية على نفس الخلفية.
مثل هذه الأخبار تسري بسرعة كبيرة بين اوساط اللاجئين وغالبا ما تصل إليك اضخم مما هي، لكن احدا لا يمكنه ان ينكر وقوع مثل هذه الحوادث وتزايد مشاعر النقمة ضد الأجانب، والغريب في الأمر أن جميع هذه المناطق شكلت تاريخيا جزءا من ألمانيا الشرقية التي كانت ترفع شعارات اممية وتتبنى مقولات مثل دعم شعوب العالم الذي اتيت أنا منه والذي يطلق عليه اسم “العالم رقم ثلاثة”.
ما يهم اللاجئين هنا هو هل تعطي الحكومة الالمانية اهتماما كافيا بهذه الاعتداءات وهل سيؤثر هذا في قرارات استقبال المزيد من اللاجئين؟. فالسلطات الألمانية تعتبر نفسها في وضع متقدم فيما يتعلق بمسألة استقبال اللاجئين فقد استقبلت قرابة 80 الف لاجئ سوري في السنوات الأخيرة، وعندما يوجه إليها النقد بخصوص بعض الاجراءات او السياسات التي تتبعها خاصة فيما يتعلق بمسائل لم شمل العائلات، يسارع المسؤولين فيها لرمي الكرة في ملعب بقية الدول الاوربية التي لم تستقبل مثل هذه الأعداد، لكنها تتغافل عن الواقع المزري لبعض مراكز الايواء التي تشبه إلى حد بعيد مثيلاتها في ايطاليا او اليونان او بلغاريا.
في قلب أوربا
في البداية تجد نفسك شديد الرغبة في التحديق بهؤلاء الشبان والشابات الذين يملؤون اجسادهم ب” تاتو” تكاد تخفي معظم أجسادهم وآخرين يملاؤن انوفهم و آذانهم بحبات الخرز والقطع المعدنية الكبيرة،، وقد تأخذك مخيلتك إلى أفلام الأكشن التي يقوم بها مثل هؤلاء الشبان بكسر قنينة البيرة و البدء بالصراخ في وجهك بكلمات لا تفهمها، ومع مرور الوقت تدرك بانك امام ثقافة وحضارة مختلفتين و سرعان ما تعتاد هذه المظاهر وتبدا بالنظر إلى جمال هذه “التاتوز” او قبحها احياناً، وتتسائل ضمنيا هل يمكن لهذه ال “ألمانيا” التي صدعت رؤوس اللاجئين إليها بكلمة الاندماج، ان تجعلك يوم ما ترسم وشما فوق رقبتك او تضع حلقا في اذنيك؟.
بالطبع تجد عشرات الأشخاص الذين يسارعون لإرشادك إلى محطة المترو او الباص الذي تبحث عنه ومنهم من لا يجد مانع من استخدام اجهزتهم الخلوية للبحث عن الطريق الأقصر الذي يجب ان تسلكه للوصول إلى المكان الذي تبحث عنه، لكنك تتصادف بآخرين يرمقونك بنظرات غريبة إذا ما استوقفتهم في الشارع وطلبت منهم المساعدة، هؤلاء يتركونك وحيدا في الشارع ويمضون بينما تقوم انت بتكرار كلمات الاعتذار بلا فائدة.
زودني اصدقائي الالمان الرائعون هنا بخارطة برلين الشهيرة التي لا تخلو منها حقيبة سائح، واصطحبوني إلى ابرز معالم العاصمة واكثرها جمالا وهي كثيرة، كما ارشدوني إلى اكثر المحلات رخصا كي اتسوق منها ونبهوني إلى انه لا يمكنني السير على الخط الأحمر المخصص للدراجات الهوائية، كما لا يجب علي استعمال وسائل النقل إلا ببطاقة رغم انني تعرضت لمخالفة لأنني تجاوزت مدة الساعتين اللتين يسمح بهما وقت البطاقة، لكنهم لم يقولوا لي ان برلين فيها آلاف العشاق الجميلين الذين لا يترددون عن تبادل القبلات علانية.
اخيرا، في برلين تبقى صورة الغرب النموذجي كما هي في خيال المشرقيين فلا تتحطم عظمة الحضارة الاوربية كما تفعل غيرها من مدن الغرب، لأن المدينة الممتلئة بالحياة والصخب تطرح فيك الطاقة والتفاؤل وتنثر العشاق في محطات الباص وعلى الأرصفة وفوق كراسي الحدائق وتمد اذرعتها الطويلة إليك لتذكرك عند كل زاوية انك في اوربة .. في قلب اوربة.
كتب اللاجئ السوري يحيى الأوس المقال بشكل حصري لصحيفة “زوددويتشه تسايتونغ” الألمانية حيث تٌرجمت للغة الألمانية قبل نشرها و نشر الكاتب نصها العربي على صفحته الشخصية، وزود عكس السير بنسخة من النص.
[ads3]
صحيح هذا الكلام ولكن لا أحد منا ينكر أن سورية وخاصة في العشر سنوات الآخيرة بدأت تظهر مثل هذه الظواهر الخليعة واللبس الفاضح وربما لم تكن بهذه الجرئة الموجودة في أوربا ولكن لا أحد منا ينكر أن هذه الظواهر كانت موجودة ،حتى أن بيوت الدعارة التي كانت في دمشق بالآلاف والتي عمل النظام على ترخيصها لأبعاد الشباب عن دينهم وزرع الانحلال الأخلاقي بين أفراد المجتمع ،فيا صديقي الكاتب العزيز أنت ومن معك في أوربا ،هي ليست بجديدة فنحن نراها كل يوم في شاشات التلفاز ومن خلال أفلامها ،ونعرف مدا الانحلال الخلقي هناك ولكن الجديد عليكم أنكم تعيشون هذا الوسط فأنتم أمام أمرين أما تذوبوا بهذا المجتمع وتطبعوا بطباعه فتخسروا دنياكم وأوأهلكم وأما أن تردوا إلى دينكم ردا جميلا وهذا وربي هو الفوز العظيم أرجوا من الله ثم منكم أن تكون سفراء لدينكم تبلغونه إلى من جهله فتكونوا أنتم وأهلكم الرابحون بإذن الله ……والله من وراء القصد
ايه كثر خير السعودية حامية السنة اللي سكرت أبوابها حتى الناس تروح اوربا لتحافظ على دينها
كنا بخير وبكل البلاد فيها الدعارة وفيها الجامع
اللي بيسمعك بيقول سوريا بلد الدعارة
هذا الشيء اللي شايفوا هو اللي كنت تدور عليه بالبلد يا عابر سبيل و ربنا كان مسهلوا لك
عذرا من صاحب المقال ولكنك تتهكم على المرأة في سوريا فهذه التصرفات محرمة على كلا الجنسين. انت أسأت لمجتمعنا المحافظ في تصنيفك الجائر بحق المرأة السورية.
انت غمضت عيون بنتك لدقيقة كي لاترى قبح مايفعلون ** والشعب السوري كان مغمض 40عام ولمن فتح عيونو رأى أقبح شيئ في العالم يحدث للسوريين ** مقال جميل نابع من قلب الحدث ** لا استطيع ان اقول لأي سوري لماذا تركت الوطن وهاجرت على الاقل عندما تشعر هناك بالاهانة *تنبلع * شوي لانك على غير تراب وطنك **اما ان تهان على تراب وطنك هاي اللي *ماتنبلع ****
أنا شايف أنو الكاتب كتب على الأقل جزء من المقال لكل يعجب به الألمان وأنتقد البيئة التي جاء منها بدون حق !!
ياسيد في مجتمعات سورية المتوسطة ( يعني معظم الناس العاديين السوريين ) المرأة ألها قيمة كبيرة وتكلارم أكثر من الغرب ولعلمك لي صديق سوري تزوج ألمانية منذ زمن ليس قريب ( قبل الثورة السورية بسنوات ) وقد كانت شديدة الإعجاب والسعادة بشيء بسيط أن زوجها لا يفرض عليها العمل للإنفاق على البيت بل يعمل وينفق هو . يعني حتى هنن يرون ويتمنون بعضا من عاداتنا !!!!
للأسف الجميع بيسمع بأسم اوروبا والقليل يعرف ماذا في اوروبا؟ولكن لم يفهمك أحد ألا أن يزوق بنفسه والاغلبية سوف تقول عادي لابلعكس كما تعلمون عندما يتحدث شعبنا تراهه كالعلماءيعرف كل شي. ياسيدي أتمنى كل خير لشعبنا أو يعيش متل بحب بس حاول تنسى كل شي بتعرفو عن الحياة في سوريا لانو ستخسر كثيرا في اوروبا او ارحل قبل فوات الاوان .لكن لن تستطيع لاسباب كثيرا .لذلك تزوق طعم الحياة في اوروبا .