أندية ألمانية تفتح أبوابها لاحتضان اللاجئين

من أجل تشجيع المواهب الكروية التي يتمتع بها بعض اللاجئين في ألمانيا ومن أجل مساعدتها على الاندماج، أطلق الاتحاد الألماني لكرة القدم مجموعة من المشاريع والمبادرات استفاد منها لاجئون شبابلتتغير حياتهم رأسا على عقب.

“مرحبا بكم في كرة القدم” مشروع جديد أطلقته مؤسسة بونديسليغا الخيرية بالتعاون مع مجموعة من الأندية الألمانية بهدف تشجيع اللاجئين الشباب على الاندماج من خلال ممارسة كرة القدم وفتح آفاق أفضل أمامهم.

فريق ماينز المنتمي لأندية الدرجة الأولى في ألمانيا (بونديسليغا) يعتبر الشريك الأول في هذا المشروع الذي خصصت له مؤسسة بونديسليغا مبلغ 750 ألف يورو، وسيشمل في المستقبل القريب أندية أخرى مثل شتوتغارت وبرلين أيضا.

وإلى جانب مؤسسة الدوري الألماني كان الاتحاد الألماني لكرة القدم قد أطلق مشروعا مماثلا في وقت سابق أطلق عليه “مرحبا بكم في الفريق، كرة القدم مع اللاجئين”، ويستفيد مجموعة من الشباب اللاجئ من مثل هذه المشاريع، حيث نجح بعضهم في وقت وجيز في الانضمام إلى أندية معروفة وأصبحوا قريبين من النجومية بعد أن كانت حياتهم قبل أمد قريب مهددة بسبب الحرب أو الاضطهاد.

كرة القدم في خدمة اللاجئين

الغامبي عثمان مانح انتهى به اللجوء في مدينة بريمن شمال ألمانيا، حيث أصبح يسكن في أحد مراكز الإيواء المخصصة للاجئين في ضواحي المدينة، وفي زيارة استكشافية لأحد الأندية التابعة لمدينة بريمن، أُعجب المسؤولون عن الفريق بمهارات عثمان الكروية ليقرروا ضمه لناديهم الممارس في دوري الهواة.

وابتداء من 2015 بدأ ابن الـ 18 عاما بالتدريب بشكل منتظم مع فريق بريمن تحت 23 سنة، لكن نقطة التحول في حياة هذا اللاجئ كانت عندما تم استدعاؤه للمشاركة في مباراة تحضيرية خاضها فريق بريمن الأول ضمن الاستعدادات للموسم الجديد، إذ نجح عثمان بعد دخوله كبديل في الدقيقة 60 من تسجيل 4 أهداف في أقل من 15 دقيقة وهو ما جعل مدرب بريمن فيكتور سكريبينك يفكر في ضمه للفريق الأول خلال هذا الموسم خصوصا بعد انتقال مهاجم الفريق فرنك ودي سانتو إلى شالكه.

ويشترك السوري محمد جادو مع عثمان مانح في الكثير من الأشياء، فكلاهما دفعته الظروف السياسية الصعبة السائدة في بلادهما إلى الفرار إلى ألمانيا، وكان جادو في سوريا يعد من أبرز المواهب الصاعدة، حيث قاد المنتخب السوري تحت 17 سنة للتأهل لكأس العام المقبلة التي ستحتضنها الشيلي مطلع العام المقبل.

بين حلم الاحتراف وواقع اللجوء

تعرف جادو على وكيل لاعبين كرواتي اسمه ايفان كنيتسوفيتش يعيش أيضا في جنوب ألمانيا وساعده على إجراء مجموعة من الاختبارات في أندية مثل آلين وهيدنهايم و يخطط لعرضه على مدرسة فريق هيرتا برلين الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى، وعن ذلك يقول كنيتسوفيتش: “إذا تحقق ذلك، سيكون الأمر شبيها بالفوز في لعبة اليانصيب”، وذلك بسبب الظروف الجيدة التي توفرها أندية كبيرة مثل برلين لنجومها الصاعدين، مثل إمكانية السكن في مدرسة داخلية والجمع بين كرة القدم والدراسة بالإضافة إلى عقد مالي مهم يعود بالنفع أيضا على الوكيل نفسه.

غير أن التحدي الكبير الذي ظل يواجه جادو هو حق الحصول على إذن دائم من السلطات الألمانية بالبقاء في ألمانيا، فبحكم أن العائلة لجأت في بداية الأمر إلى إيطاليا، فإن خطر الترحيل إلى هناك يبقى أمرا محتملا، وبالرغم من أن اللاعب السوري يُقنع المدربين في كل مرة استدعي فيها لإجراء اختبارات تقنية، إلا أن الكثير من الأندية تتخوف من ضمه إليها بشكل دائم خشية ترحيله من ألمانيا في أي وقت، لكن الموهبة السوري وجد أخيرا محتضناً له وهو فريق هايدنهايم تحت 19 سنة الممارس بدوري الدرجة الأولى الخاص بالشباب، وهي فرصة لجادو لإبراز موهبته ولفت الأنظار أكثر وربما تكون وجهته المقبلة بعد ذلك فريق كبير مثل بريمن أو دورتموند على غرار اللاجئ الغامبي عثمان مانح.

فريق كامل من اللاجئين

يذكر أن ألمانيا شهدت مشاريع ومبادرات أخرى تساعد على احتضان اللاجئين في أندية كرة القدم، وكانت أندية الهواة سباقة في هذا الشأن على غرار “SV بابلسبيرغ” الذي أسس فريقا مكونا فقط من لاجئين يلعب في دوري الهواة.

وعن ذلك يقول تورالف هونتسه ممثل التسويق بالنادي، وهو أيضا أحد مستشاري فريق اللاجئين: “لم تواجه الفريق أي حوادث عنصرية، رغم أننا كنا نخشى وقوعها، لكن اقتناع الناس في بابلسبيرغ بمثل هذا المشروع كبير جدا”.

ويضيف هونتسه، وفق ما نقله عنه موقع “شبيغل أونلاين: “نريد أن يشعر اللاعبون بأن لهم وطنا وبإمكانهم هنا التنفيس عن ضغوطهم، نحن نعطي هنا مثلا لعملية الاندماج ونمنح اللاجئين صوتا”. (إذاعة صوت ألمانيا)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها