إيران تحرج ” حزب الله ” في سوريا : الأجندات تتباعد !

بمجرد الدخول في هدنة الزبداني يعني ذلك أن “حزب الله” تعرّض لهزيمة أولى في سوريا وفق منطلقاته القتالية هناك. ثلاثة أيام من وقف القتال بعد أربعين يوماً من القصف الصاروخي والمدفعي العنيف بمساندة الطيران الذي يلقي البراميل المتفجرة ناهيك عن عشرات محاولات الإقتحام للمدينة والتي باءت جميعها بالفشل.

جرى التوصل إلى الهدنة خلال مفاوضات إيرانية مع حركة “أحرار الشام” في تركيا، قد تكون القناعة الإيرانية غلّبت مفهوم تحقيق المصالح بالحوار بدلاً من القوة (على غرار الإتفاق النووي مع الدول الكبرى) وفق ما تشيع دوماً إدارة الرئيس حسن روحاني.

جملة أمور كسرت مفاهيم “حزب الله” في سوريا، في فترة ما بعد الإتفاق النووي، أولها الموافقة على الهدنة بعد فشله باقتحام المدينة، ثانيها دخول الإيراني على خط التفاوض للجم الخسائر، ثالثها الشروط التي تقدم بها الإيراني لإنجاز التسوية والتي تنطوي على رغبة ورؤية تقسيمية ما يتناقض مع كلام الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، فيما رابعها يكاد يكون دحضاً لكل ما حاول الحزب بناءه طوال السنوات الثلاث الماضية من مجد وبطولات عسكرية في سوريا للتأكيد أن كل المناطق التي سيطر عليها كانت نتاج مفاوضات وصفقات كانت سرية وأخرجتها الزبداني اليوم إلى العلن.

ثمة إحباط في صفوف “حزب الله”، فلم يتعود مقاتلوه ولا مناصروه على هدن ومفاوضات وحوارات وتسويات، على الأقل في السياق العلني للأمور، لانهم تربوا على أن النصر حليفهم الدائم. في معركة الزبداني وطريقة إدارة أبناء المدينة للمعارك بالإضافة إلى فتح جبهات أخرى لمساندة المدينة ونصرتها، كان النصر يبتعد والحزب يركض خلفه متكبداً كبرى الخسائر، ولم يكن اللجوء إلى الهدنة لو أن النصر ممكن أو حاصل.

كل ما جرى أعاد جمهور “حزب الله” ومقاتليه إلى ما كان يبثّه الإعلام الحربي، عن الإنتصار والتقدم والقضم وما إلى هنالك، شيء من ذلك لم يكن واقعياً، لا في جرود القلمون ولا في جرود عرسال واليوم في الزبداني ما تسبب بضربة معنوية وعسكرية ل”حزب الله”.

الضربة الأخرى، هي في طريقة التفاوض التي قادها الحرس الثوري الإيراني مع حركة “أحرار الشام”، والتي تركزت المطالب الإيرانية خلالها على إخراج أهالي المدينة من منطقتهم إلى مناطق أخرى في مقابل إخراج أهالي كفريا والفوعة من منطقتيهم إلى دمشق، وهذا يشكل بوضوح المسعى الإيراني لتغيير الديموغرافيا السورية، إذ أن من بين الشروط هي إفراغ الزبداني وسرغايا ومضايا في ريف دمشق من أهاليها وذلك لتصبح هذه المنطقة خاضعة للنظام بشكل صرف ويتم جلب اهالي مناطق أخرى من طائفة معينة إليها.

هذه المطالب الإيرانية التي لم يوافق عليها مقاتلو المعارضة، هي دليل على الإنتقال الإيراني إلى “الخطة ب” أي لرسم معالم الدويلة العلوية، وهو اعتراف ضمني بعدم القدرة على استعادة سوريا كلها، وهذا يعني اللجوء إلى خيار التقسيم الذي افرز نصرالله حيزا كبيرا للحديث عنه في خطاب الامس بوصفه مخططاً اميركياً – صهيونياً – سعودياً عبر “داعش”.

سقطت الهدنة، عادت الإشتباكات، تضغط المعارضة على معاقل النظام و”حزب الله” والإيرانيين في أكثر من منطقة، بخلاف ما كان يجري في السابق، وتحديداً في القصير والقلمون التي سيطر الحزب عليهما بتسويات وصفقات، هو الإنكسار المعنوي والعسكري الأول للحزب في سوريا، ومع عودة الإشتباكات في أكثر من منطقة ربطاً بالزبداني فإن الأمور ستبقى بانتظار مبادرة جديدة تفضي إلى هدنة جديدة.

منير الربيع – مدن

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

6 Comments

  1. معركة الساحل هي الحل .. احلام حزب الشيطان وايران تتبخرعندمعركة الساحل

  2. حسن زميرة حفر قبره بحقده الطائفي والطاعة العمياء والعبودية للولي السفيه

  3. الحمدلله رب العالمين
    بفضل الله ونعمته وبتأييده استطاعت الزبداني الصمود بهذا الشكل واعادة الثقة للثورة اليتيمة وزعزت ثقة الاحزاب بانفسهم.
    وكوني من منطقة الزبداني فماارى الا ملائكة تقاتل مع اهالي ارضنا ضد هؤلاء المجوس المنافقين وتعود الزكرى لغزوة الخندق والاحزاب فنسأل الله كما هزم الاحزاب وحده ان يهزم احزاب هذا الزمان حزب الشيطان وحزب بشار السفيه وحزب الثوري الايراني وحزب الدفاع الوطني الذين يقاتلون اهلنا في الزبداني بغير حق وبكل ظلم.

  4. الله ناصركم يا أبطال الزبداني و ما حولها
    كتب الله عليكم ان تكونوا فسطاط المؤمنين وانتم بإذن الله أهل لذلك
    ثبت الله أقدامكم و أنار قلوبكم بالإيمان

  5. التاريخ يعيد نفسه فها هي غزوة الأحزاب في سوريا فكما تآمرت أغلب القبائل العربية بقيادة قريش على الإسلام في غزوة الأحزاب فقد تآمرت وتكالبت أغلب دول العالم بقيادة أمريكا ومعها الأعضاء الدائمين في مؤتمر الحقد ( روسيا – إيران -الاتحاد الأوربي ) وكما هزم الله الاحزاب في غزوة الأحزاب فسوف يهزم الله أحزاب هذا العصر في غزوة الاحزاب الثانية في سوريا وإن غداً لناظره قريب