” كانت إجبارية كالموت ” .. كاتب أمريكي يدافع عن سياسة أوباما في سوريا

دافع الكاتب الأمريكي آرون ديفيد ميلر عن سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إزاء سوريا ، مشيرا إلى أن سياسته “كانت إجبارية ولا مناص عنها تماما كما الموت والضرائب”، على حد تعبيره.
ووصف الكاتب، في مقال نشرته صحيفة الـ(فورين بوليسي) أمس الأحد، الأزمة السورية بأنها “كارثة فجّة لم يتعاطى معها أحد”.

ورأى أن كافة تحذيرات النشطاء الليبراليين وصقور المحافظين الجدد من تبعات التقاعس عن اتخاذ إجراء إزاء سوريا قد تجسدت في مأساة شديدة الدموية.

ونوه بأن إدارة أوباما تواجه اتهامات كثيرة لا تقف عند حد القيادة من الخلف، بل تتجاوز ذلك إلى التقاعس عن التحرك، مشيرا إلى معللات هذا التقاعس من جانب تلك الإدارة بالحديث أول الأمر عن خط أحمر غير مرئي ، ثم عن تدريب فاشل للمعارضة السورية، ثم عن التعاطي مع تنظيم “داعش” أولاً قبل الالتفات لنظام الأسد.

وبحسب الكاتب، فإن نتيجة هذا التقاعس، باتت سوريا بمثابة كارثة أخلاقية وإنسانية واستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة.

وقال ميلر: لقد سقط ما يربو على ربع المليون إنسان وتشرد الملايين في الداخل والخارج، كما مهدت الكارثة الأجواء لظهور تنظيم “داعش” في سوريا وأوجدت بذلك مجالا خصبا للألم والأذى والعنف والقتل الطائفي والاغتصاب والاستعباد والتعذيب وألف ألف وباء آخر يتفشى في هذا البلد البائس لحين من الدهر.

والتفت ميلر إلى المنتقدين ممن يريدون تكبيل إدارة أوباما بهذه المسئولية الثقيلة عن هذه الكارثة، ووجه إليهم سؤالا عما إذا كان يمكن لواشنطن أن تفعل في الماضي أو الآن بحيث يمكن تفادي وقوع تلك المآسي ونزع فتيل الأزمة السورية؟

وقال ميلر: ربما يمكن الإشارة إلى أمور كثيرة : مثل فرض مناطق حظر جوي وبري ؛ وتكثيف القيادة الأمريكية على الصعيدين الإنساني والسياسي؛ وتوجيه ضربات عسكرية ضد نظام الأسد؛ وإرسال قوات برية أمريكية إلى الأراضي العراقية أو حتى إلى سوريا لمقاتلة عناصر تنظيم داعش؛ وبذل المزيد من الجهود الجادة الرامية لتوحيد جبهة المعارضة وتدريبها – لكن كل هذه الأمور باتت للأسف مجرد فرضيات.

وسأل الكاتب هؤلاء المنتقدين للإدارة الأمريكية أن يضعوا في حسبانهم الظروف المحيطة بالرئيس أوباما في رؤيته للشرق الأوسط، ورصد قوله “أنا أخرج بأمريكا من حروب سيئة، ولا أدخل بها في أخرى جديدة”.

وقال ميلر لهؤلاء النقاد ” إذا كانت لديكم أية شكوك في أن عزوف الرئيس أوباما عن الدخول في صراعات غير ضرورية يشكل (الحامض النووي) لسياسته الخارجية ، فما عليكم سوى النظر إلى الطريقة التي دافع بها عن الاتفاق النووي الإيراني ، لتعلموا أن أوباما يلتزم بإخلاص بنهج عدم التدخل”.

وأكد أن شبحي العراق وأفغانستان يمثلان ركيزة أخرى من معتقدات أوباما، ومن ثم فهو يبحث عن ضمان لنهايات مستدامة للصراعات، وقد بدت سوريا منذ الوهلة الأولى كمصيدة عسكرية مفتوحة النهايات تنذر باصطياد أمريكا وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والأموال والوقت والموارد.

وأوضح أن الرئيس أوباما عكف في سوريا والعراق على البحث عن تدخل متوازن واتخاذ “أنصاف خطوات”، لكنه لم يجد هذا النوع من التدخل.

وأكد ميلر أنه إذا كانت هناك أي فرصة لاستظهار القوة ضد نظام الأسد، فإن هذه الفرصة قد انتهت عندما لاح اتفاق إيران في الأفق، فلم يكن ممكنا أبدا أن يعمد هذا الرئيس إلى تسليح الدور الأمريكي في سوريا والمخاطرة بمواجهة مباشرة أو حتى بالوكالة ضد إيران.

وتابع : ثم كان ظهور تنظيم “داعش” على هذا النحو البشع، فأغلق الباب تماما دون أي استجابة أمريكية قوية ممكنة ضد نظام الأسد الذي بات إيقاف عنفه ضد أبناء شعبه وإسقاط نظامه ثم إعادة بناء الدولة السورية .. باتت هذه الأمور ثانوية إلى جانب قضية محاربة إرهاب “داعش” في عين الرئيس أوباما الذي لا يرغب في التمكين للوجود الداعشي في سوريا إذا ضعُفت جبهة الأسد، كما أن أوباما يدرك تماما أن إنزال الهزيمة بداعش يتطلب حلا سياسيا في دمشق، لكنه ليس مستعدا لقيادة الخطوات صوب هذا الحل.

واستدرك ميلر قائلا إن مسار الأمور يمكن دائما أن يتغير، لكن من دون هجوم كارثي على مصالح أمريكا بيد تنظيم “داعش” أو نظام الأسد، فإنه من الصعب أن نرى تغيرا لسياسة أوباما في هذا المضمار.

وأوضح : لقد تجنب أوباما تسليح الدور الأمريكي على نحو جاد في سوريا (والعراق) على مدار 4 سنوات حتى الآن، وإذا ما كان ثمّ منتقدون يرغبون في تبني سياسة جريئة لإنقاذ سوريا، فللأسف: هؤلاء يحتاجون إلى نوع مختلف من الرؤساء، وإلى شعب وكونجرس أكثر استعدادا للمخاطرة، وإلى تاريخ أفضل في العراق وأفغانستان.

واختتم ميلر قائلا لهؤلاء المنتقدين “انتقدوا أوباما ما شئتم على نبذه سوريا وراء ظهره، واصرخوا قائلين: كنا نريد قائدا حقيقيا يُرينا كيف يمكن إنقاذ ذاك البلد البائس، ولكن تذكروا، إذْ تجهدون أصواتكم، أنه لا الرجل، ولا الزمن، ولا الجيش، ولا الدولة، كانت مستعدة ولو من بعيد لهذا العمل. (أ ش أ)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

12 Comments

  1. الحقيقة هذا الرئيس لم يكتفي برفض التدخل لإنقاذ سوريا .. بل منع ” الآخرين ” في المنطقة من التدخل !
    لقد كانت دول أقليمية كبيرة متل السعودية وتركيا مستعدة للتدخل لإنقاذ الشعب السوري ، ولكن
    أوباما رفض بإصرار هذا التدخل .. مما يؤكد أن هذا الرئيس كان يريد ” حرب أهلية ” تدمر سوريا !
    وفي الوقت الذي رفض فيه أوباما تدخل السعودية وتركيا عسكريآ ، سمح لإيران التدخل لمحاربة الشعب السوري !

    1. السعودية كانت مصممة على التدخل وحسم الصراع لصالح الشعب بس اوباما منعها؟؟؟؟؟؟؟؟ ولله لو طلع بإيدون ماقصروا.
      طيب اليس من الأجدى ان تنصف السعودية(مملكة سعود-وهابو) شعبها اولا بالتوزيع العادل للثروة النفطية عل هذا الشعب عوضا عن نهبها من قبل حفنة من “الأمراء” والملك, وكذلك وتثقيف هذا الشعب وإخراجه من ظلمات التشدد والفكر التكفيري.
      من ينوي حقا نصرة شعب مستضعف كالشعب السوري المنكوب لكان بادر إلى إعطاء هذا الشعب ملجأ وفتح أبواب بلده للنازحين السورين بدل من إغلاقها في ووجوههم.أليس بلاد الكفار أشرف ؟؟؟ولا ضربة لازمة على بلاد الكفار, من باب نغزو ديارهم وننكح نسائم ونحولهم إلى الإسلام قسرا بعدما صارت أعدادنا أكثر منهم في بلادهم بفعل تكتيك التكاثر الفئراني.
      خلص حبيبي لابقى تحلمو بنجاح هذه الشطارة الفجة والبلهاء. القشة التي قسمت ظهر البعير هي تحقيقات المخابرات المركزية الأمريكية والتي اثبتت أن “أمراء” من آل سعود كامو ممولين وداعمين للمجرمين الذي فجرو برجي التجارة العالميين في 9 ايلول .راجعو تصريحات اوباما منذ حوالي الشهرين.تصريحات تنبئ بتبدل تاريخي في السياسة الأمريكية تجاه السعودية.أمريكا لم تعد تعتبر السعودية حليفا ولم تعد تعتبر إيران عدوا ,ولن تخوض امريكا بعد الآن حروبا من أجل شعوب سوف تغدر بها فيما بعد.

    2. رغم أختلافي معهم .. تبقى السعودية توزع الثروة بين شعبها بينما رئيسك
      يوزع البراميل بين شعبه ! بعدين لا تكون زعلان من السعودية لانها
      رفضت التوسط لرئيسك عند أميركا !! يعني راحت عليكن بح بح بح !!

  2. نعم …كانت إجبارية كالموت ……
    لأن العبد لايصبح سيداً …لقد ترك سورية وشعبها وحضارتها بيد الروس القذرة والشيوعية الوسخة وبيد كهنة المجوس والصفوية العفنة ، لتستبيح القيم الإنسانية دون رادع ولاوازع …
    لقد خان أوباما مبادىء الحرية الأمريكية التي جعلتها تقود العالم الحر في العالم …لقد خان واشنطن ولنكولن فرنكلين وجل رموز الحرية ………….
    لم يساعد أوباما الثورة السورية ولا الشعب السوري على المافيا الروسية و العصابة المجوسية والحقارة العلوية ….لكنه منع الآخرين من مساعدة الثورة بالسلاح لدحر المد الشيوعي والشيعي الصهيونيين ….منع دول العالم بمافيها فرنسا والسعودية وتركيا من تقديم الأسلحة الكافية للانتصار …..
    لعنة الله على أوباما من الجد للولد كما لعنة الله على الأسد للأبد ……………!!

    1. خلص ماعاد في مجال ….. بح .اوباما الأبليس وعي لنواياكم وتعلم الدرس من الذين دعمهم أسلافه من الروؤساء من قبلكم .
      وقت اللي مناكل هوا مستنجد بأمريكا” يأمريكا مانك سند للضعفاء وإسقاط الطغاة؟؟؟؟”. وبعد ان يلتعن أنفاس أمريكا وتهب لمساعدتكم وإنقاذكم تظهرون حقيقة من أنتم .إسلاميين متشددين +قاعدة ,ويبدأ الغدر بأمريكا.ويكون رد الجميل تفجيرات وقتل وإرهاب في وسط أمريكا وخارجها مع الجعير “الموت للكفار”.
      خلص إستراتيجيات الغدر ماعاد تنطلي على أحد.

    2. السؤال سيد بح هو هل امريكا تتدخل بالشرق الاوسط أم لا؟؟ الجواب محزن كارثي لأن كل ما يجري بالشرق الاوسط وخاصة بسوريا والعراق ولبنان يتم التحكم بكافة تفاصيله بدوائر صنع القرار بأمريكا والعنوان الرئيسي لتلك السياسة هي الفوضى الكارثية التي بدأت باحتلال أمريكا للعراق بحجة أسلحة الكذب الشامل وتغير نظام الحكم فيه من سني يتبع للدول العربية والخليجية خاصة لنظام طائفي شيعي يتبع لملالي طهران والنتيجة تحويل العراق لبلد بائس يائس واكتملت سياسة أمريكا القذرة بسوريا حيث استغلت ثورة شعبها السلمية وأوقدت نار فتنها لتفتيت سوريا والسوريين وزيارة السفير الامريكي لمدينة حماه لم تنبع من حب ومحبة للشعب السوري الذي وجد فيها دعما دوليا كان كاذبا لتحقيق طموحه للتخلص من النظام القابع على صدورهم وما تلى ذلك من تصريحات أمريكية نارية ضد نظام الاسد تبين أنها كلها هدفها صب الزيت على النار وعند لحظة الحقيقة تخلت أمريكا عن السوريين ووقفت بحزم مع السفاح الذي فهم رسالتهم بكل وضوح أقتل هجر دمر فأنت بعيد عن المحاسبة ومن يأمن العقاب يسيئ الأدب كما تقول الحكمة.

      كل دم نقطة دم نزفت بسوريا وكل رعب وقتل أصاب أهلها وكل تهجير أضطروا له وكل الخراب الذي حصل يجب محاسبة أمريكا عليها التي تتحكم وبدقة متناهية لكل ما يجري.

      وبمناسبة الحديث عن التطرف وداعش أقول لك لولا البيئة المناسبة للارهاب لما نمى الارهاب ولولا الظلم الذي يحصل بالعراق وسوريا لما وجد الارهاب بيئة حاضنة له وبالنهاية السوريين الذين يذبحون بسكاكين داعش هم نفسهم الذين يقتلون ببراميل الحقد الاسدي.

    3. ولو يا علوية نسيتو ! كنتم ترسلون ” الجهاديين ” الى العراق لقتال الجيش الأميركي ! وقتل أكتر من 5000 جندي أميركي بسببكم ! وكان رئيسكم بشار يصف
      القتال ضد الجيش الأميركي بالمقاومة المشروعة !! مفكرين حالكم تضحكو ع أميركا!! أميركا الان تعاقبكم على هذا العمل ! قال ” بح ” قال !

    4. الجهاديين ارسلهم بشار ولكن كانو من طينتك,طائفيين,إسلاميين متشددين,قاعدة,داعش …… صحيح لعنو سلاف الأمريكان.والآن أمريكا تنتقم من الطرفين. ولم يعد من صالح امريكا ان تأخذ شريكا لها لامنكم ولا منه.

  3. سبحان الله .. سيماء المرض النفسي تبدو على وجوه كل من يدافعون عن أوباما

  4. بالنسبة لهم موت شعب مسلم احلى من العسل وباقي الكلام مجرد تنميق وأعزار واهية. لماذا شجع اوناما الشعب السوري على الثورة حين اعتبر بشار فاقد للشرعية. ثم تلى ذلك بالعديد من الخطوط الحمر ولم يحرك ساكن حتى انة تغاضى عن ظهور داعش والان يستفيق ويعتبر استمرار بشار في قتل السنة في سورية بالأمر الثنوي مقارنة بمحاربة داعش. يالك من محلل منحل الأخلاق ومعك رئيسك الذي ليس افضل منك.

  5. كذابين قذرين ،، أمريكا تستطيع فعل الكثير ولكن مصلحتها ومصلحة اليهود بتدمير سوريا