مخاوف من أزمة عالمية جديدة بعد الانهيار المالي الصيني
مع استمرار هبوط الأسهم العالمية، الثلاثاء، وسط تواصل الهزة الكبيرة التي ضربت بورصة الصين، الاثنين، افتتحت الأسواق الآسيوية تعاملاتها على انخفاض، في وقت تراجعت الأسهم الأمريكية مساء أمس بسبب تعاملات متقلبة.
وقال محللون لـ “رويترز” في أسواق المال إن ما حصل، الاثنين، يشبه إلى حد ما الذي حدث بالأسواق العالمية، بعد انهيار مصرف ليمان براذرز الأمريكي في 14 أيلول 2008، لكن قادة أوروبيين أعربوا عن تفاؤلهم بقدرة الصين على تجاوز أزمتها.
وتلقي هذه الخسائر المتفاقمة بظلالها على الحالة النفسية للمستثمرين، وسط مخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في أزمة مالية جديدة.
وكان البنك المركزي الصيني قام قبل نحو أسبوعين بخفض قيمة اليوان من أجل تعزيز الصادرات وجعل منتجاتها أكثر جذباً للشركات العالمية، وتسبب الخفض في تصاعد المخاوف من أن اقتصاد الصين قد يكون في وضع أسوأ ممّا كان يعتقد سابقاً.
ويخشى المستثمرون أن الشركات والبلدان التي تعتمد على الطلب التجاري الكبير من الصين، ثاني أكبر اقتصاد عالمي وثاني أكبر مصدر للسلع والخدمات التجارية، ستتأثر من تباطؤ النمو الاقتصادي فيها.
وكانت بورصة شنغهاي أغلقت الاثنين على تراجع بلغ 8.49% في أكبر خسارة يومية لها منذ ثماني سنوات، حيث تدهورت سوق الأسهم الصينية أمس الاثنين بوتيرة أدت إلى ضياع مكاسب عام كامل بعد أن كانت بلغت ذروتها في منتصف حزيران الماضي.
– تراجع شامل
وتصاعدت حركة بيع الأسهم في الأسواق العالمية بشكل كبير، بسبب مخاوف من أن تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، قد يتسبب في هبوط في الاقتصادات الأخرى.
وانخفض مؤشر نيكي القياسي في بداية التعامل في بورصة طوكيو للأوراق المالية، الثلاثاء، بنسبة 1.99% إلى 18171.66 نقطة، في حين هبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 2.02% إلى 1450.98 نقطة.
وفتحت بورصة هونغ كونغ جلسة التداولات على تراجع طفيف بلغ 0.67%، وخسر مؤشر هانغ سينغ الرئيسي في أولى التداولات 142.86 نقطة ليهبط إلى 21 ألفاً و108.71 نقاط.
وانخفضت البورصات الأوروبية والأمريكية، إذ هبط مؤشر داو جونز في وول ستريت بنسبة 6% ثم استرد خسائره تقريباً، قبل أن يغلق بانخفاض 3.6%.
– من المستفيد؟
ويرى خبراء لرويترز”أن المستهلك سيكون مستفيداً ممّا تعانيه أسواق المال العالمية، التي تراجعت بحدة على وقع انهيار سوق النفط، ونزول الخام الأمريكي، عن مستوى 40 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ نحو 30 عاماً”.
كما أن هبوط أسعار النفط، سيخفض فاتورة الوقود على الأفراد المستهلكين، ويحقق لهم وفراً مالياً لاستهلاكه في مشتريات أخرى، كما أن بعضاً منهم يمكنه الاستثمار في أسواق المال.
وسجلت أسعار النفط تحسناً طفيفاً في مبادلات آسيا، الثلاثاء، دون الخروج من دائرة الضغوط وهبوط أسواق المال العالمية. وارتفع سعر برميل النفط الأمريكي الخفيف 37 سنتاً ليبلغ 37.67 دولاراً.
أما برميل الخام الأوروبي برنت فقد ارتفع سعره 44 سنتاً إلى 43.13 دولاراً.
وكانت أسعار النفط تراجعت، الاثنين، في نيويورك إلى ما دون الأربعين دولاراً، وخسر برميل النفط الأمريكي الخفيف الاثنين 2.21 دولار ليغلق عند 38.24 دولاراً في سوق المبادلات في نيويورك، وهو مستوى لم يصله منذ شباط 2009. ( Reuters )[ads3]