زوجان سوريان يرويان رحلة اللجوء للوصول إلى بر الأمان في أوروبا
“كانت هذه الرحلة طويلةً وصعبةً جداً ولكنّني لن أتوقّف حتى نصل إلى وجهتنا”.
يجلس زوجان سوريان شابّان بين الأشجار لكي يتفيآ في ظلالها بالقرب من طريق سريع مزدحم يمرّ عبر جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة. وتسافر صبا وزوجها فهد ضمن مجموعة مؤلفة من حوالي 30 سورياً. وقد يكون للدراجة المتهالكة تروس حادّة ومقعد ينهك الراكبَيْن، ولكنّها السبيل الوحيد لتتعافى صبا من إصاباتها. تحاول الحفاظ على توازنها على هيكل الدراجة بينما يضغط فهد على الدواستَيْن وتدوّي أصوات السيارات وسيارات الأجرة والشاحنات التي تمرّ بجانبهما.
وتتّجه مجموعة الدراجات العشوائية نحو الشمال انطلاقاً من الحدود اليونانية باتجاه الحدود مع صربيا. ولدى ركوب الدراجة تُضطّر إلى ارتداء واقٍ للكاحل ولكن عندما يتوقفان تُزيل الواقي لكي تُريح قدمَيْها لبعض الوقت. تقول صبا مبتسمةً بينما تنظر إلى العلامات التي رسمتها الحرب على جسمها: “تعرّضت للإصابة بقذيفة هاون كبيرة جداً. وأصيب كامل جسمي بجروح نتيجة الشظايا. كانت هذه الرحلة طويلةً وصعبةً جداً ولكنّني لن أتوقّف حتى نصل إلى وجهتنا. يصعب على فهد طبعاً التدويس بينما أركب الدراجة معه ولكن هذا ما يجب علينا فعله، فنحن لا نستطيع العودة إلى سوريا”.
لم يكن عبور بلد كامل بهذه الطريقة الخيار الأوّل للزوجَيْن. وبما أنّهما وصلا إلى الحدود مع اليونان قبل 18 يونيو/حزيران لم يستطيعا ركوب الباصات بما أن أحد القوانين في جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة لم يكن قد عُدل بعد للسماح للاجئين باستخدام وسائل النقل العامّ. وبسبب الإصابات التي تعاني منها، يصعب على صبا المشي لمسافات طويلة. وكان ركوب الدراجة الخيار الثاني الأفضل بالرغم من أنّه كلّف الزوجَيْن 180 دولاراً أميركياً.
ولا يقوم الزوجان بهذه الرحلة التي ستمتد لمسافة تفوق 200 متر، على الدراجة بمفردهما. وقد شهدت جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة زيادة حادّة في عدد القادمين من اليونان. ففي بعض الأيام، يبلغ عدد الأشخاص الذين يجتازون الحدود يومياً حوالي1,000 شخصٍ. والعديدون منهم سوريون عبروا من تركيا إلى الجزر اليونانية على غرار كوس وليسفوس قبل التوجه شمالاً نحو وجهتهم النهائية. ويأمل الكثيرون أن تنتهي رحلتهم في ألمانيا والسويد؛ الدولتان اللتان تلقتا العدد الأكبر من طلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي عام 2014.
ولكن العبور من اليونان إلى جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة لا يخلو من المخاطر. وفي بلدة إفزوني الحدودية، يجلس الناس تحت الأشجار بانتظار حلول الظلام لكي يستطيعوا المضي قدماً. وفي حين يقدّم ظلّ الليل الفرصة للاجئين الحريصين على مواصلة رحلتهم، يقدّم الظلّ نفسه للعصابات للانقضاض على فرائسها. وغالباً ما يُستهدف اللاجئون والمهاجرون بما أنهم يحملون المال ولا يحصلون على الحماية من الشرطة إلا نادراً. وبسبب خوفهم من هذه الاعتداءات، يبقى العديد من اللاجئين ضمن مجموعات كبيرة ويعبرون الحدود في جماعات مؤلفة من 100 شخص أو أكثر. وعلى طول الشريط الحدودي، تفقد العديد من الأشجار فروعها مما يدل على أنّ اللاجئين يستخدمون كلّ ما يجدونه لحماية أنفسهم على طول الطريق.
وعلى غرار العديد من الأشخاص الآخرين على الطريق، تعرّض صبا وزوجها نفسَيْهما لخطر مصادفة العصابات المجرمة التي يُمكن أن تمنعهما من مواصلة طريقهما باتجاه برّ الأمان الذي يحلمان به. وتشرح صبا: “لقد زرت العديد من الأطباء وأنا لا أريد حالياً سوى أن نواصل طريقنا حتّى نصل إلى المكان الذي نقصده. أحتاج إلى طبيب متخصص لمساعدتي، فالأطباء في حلب أجروا لي العمليات الجراحية ولكنّهم لم يُرجعوا العظام إلى مكانها الصحيح”. وقبل أن يعبروا الحدود من جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة إلى صربيا، من المرجّح أن يحتمي فهد وصبا في محطة القطار في بلدة سلانشتي الشمالية وينتظرا مجدداً حلول الظلام قبل أن يجتازا الحدود.
سيتبعون خطى الأشخاص الذين سبقوهم- كفاطمة وولديها؛ آية البالغة من العمر 8 أعوام، وليث البالغ من العمر 6 أعوام، اللذان بقي والدهما في سوريا. وتقول فاطمة وهي تحتمي مع 400 لاجئ سوري آخرين: “أنا أشعر بالذعر من السفر بما أنّني امرأة وحيدة دون رجل يحمينا. فطفلاي يبكيان طوال الوقت ويقولان إنّهما يريدان العودة. وقد كان الجزء الأصعب من رحلتنا هنا في جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة”.
وقد يعني الوصول إلى الحدود من جهة جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة، بالنسبة إلى فاطمة وطفلَيها النجاح في الهروب إلا أنه ليس نهاية المشاكل. فالتقارير تشير إلى أنّ الشرطة الصربية أجبرت المئات من اللاجئين على العودة عبر الحدود إلى جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة في 18 يونيو/حزيران بين قرية لوجان ومحطة القطار في تابانوفس. ونتيجةً لذلك، اضطُّر غالبية اللاجئين (بما في ذلك الأطفال الصغار والنساء الحوامل) إلى إمضاء جزء من الليل والنهار في الخارج على الرغم من الأمطار والصقيع.
غادر محمد من دمشق، والبالغ من العمر 27 عاماً، سوريا إلى الأردن منذ عامَيْن. وهو مهندس برامج يشقّ طريقه باتجاه ألمانيا. ويقول: “يخبرني كافة أصدقائي الذين وصلوا إلى ألمانيا بأنه يمكنني ] العمل هناك[ وإنّ الظروف جيدة جداً”. وقد أُجبرت المجموعة التي كان يسافر معها على العودة من على الحدود مع صربيا ثلاث مرات في غضون ساعات قليلة. كانوا قد وصلوا إلى الحدود بواسطة القطار على الرغم من الجهود التي بذلتها الشرطة لمنعهم من ركوبه. وقال محمد وهو يشعر بالتعب من هذه الرحلة الطويلة: “أنزلونا من القطار فصعدنا على متنه مجدداً بعد انطلاقه. وبعد هذا اليوم، نحن لا نريد سوى أن نخرج من هذا المكان”.(المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)[ads3]
تفه عهيك اشكال
راح يوصلوا على ألمانيا إن شاء الله غصباً عنك, و إنت ياقرد روح ارجاع عسوريا دافع عن بشار الجحش يلي راح بيعتوه الثوار إن شاء قريباً لعند أبوه حافر
طيب والمجاهدين أليس لهم أسر وأطفال في سوريا لماذا لم يهربوا.؟