العلم يكشف صفات مشتركة لمرتكبي الجرائم العائلية

في سبيل الحد من جرائم القتل العائلية، إلى جانب ما يعرف بالمجتمعات الشرقية تحت مسمى “القتل على خلفية شرف العائلة”، تمكّن العلماء والباحثون من التوصل لأدق التفاصيل التي تميّز قتلة الزوجات أو أفراد آخرين من العائلة والتي تعتبر خطوة في طريق تجنب حدوث هذه الجرائم.

فبحسب ما اطلع عليه “الخليج أونلاين” بمجلة “فورنسيك ساينس” البريطانية للطب الشرعي، أصبح من الممكن تفادي وقوع هذه الجرائم عن طريق التدخل المبكر للمختصين بالعلاج والإرشاد النفسي؛ وذلك يعود لأن نتائج الدراسة التي أجريت تحت إشراف د. روبرت هانلون من جامعة “نورث ويسترن” البريطانية، أثبتت أن هناك صفات شخصية مشتركة بين المجرمين المدانين بالقتل العائلي.

فبعد أن أجرى مقابلات بحثية مدتها 1500 ساعة مع 153 مسجوناً أمريكياً مداناً بقتل أحد أفراد عائلته، اتضح له أنهم يتميزون بعدة صفات؛ فهم غالباً ما يعانون من أمراض نفسية عميقة أكثر من مرتكبي جرائم خارج العائلة، مثل أمراض الذهان والفصام، إلى جانب ذلك اتضح أنهم كانوا أقل ذكاءً، ويعانون من مشاكل في الإدراك والاستيعاب والفهم، أي أن قدراتهم العقلية والذهنية محدودة نسبة للمجتمع السليم أو للقتلة خارج العائلة.

إلى جانب ذلك، ورد في أبحاث أخرى أن الكثير من الجرائم داخل العائلة مرتبطة بإدمان القاتل على المخدرات والمشروبات الكحولية، الأمر الذي يجعله بحالات كثيرة غير واع لسلوكه ما يزيد ميوله للعنف وإيذاء الآخرين خاصة من هم بالقرب منه، كما أن ردود أفعالهم في حال حصول مشكلة ما تكون مبالغاً فيها وغير متناسبة مع حجم المشكلة، فما يستدعي التوبيخ أو العقاب النفسي بالنسبة لهم يستدعي القتل.

وفي هذا السياق ذكرت دراسة سابقة صدرت عن الجمعية السعودية للطب النفسي وكتبها د. مهدي القحطاني، أن الاهتمام بعلاج الإدمان بطرق فعالة أكثر ضروري للحد من جرائم القتل، فبحسب المعطيات البحثية فإن احتمال العودة للتعاطي بعد خوض الرحلة العلاجية كبير جداً قد يصل إلى 60%. لذا فإن الاهتمام بالعلاج بالطرق الحديثة ذات الفعالية العالية سيقلل بشكل كبير من هذه النسبة ويساهم بالحد من الجريمة.

إضافة لذلك، من المهم الاهتمام بمراقبة سلوكيات أفراد العائلة وتطورها وعدم الاستهانة بأي ميول عنيفة، كما يجب الانتباه لوجود أمراض نفسية خطيرة تؤثر على السلوك والذهن، مثل مرض الفصام، فهو يترافق مع هلوسات سمعية ونظرية قد تدفع المريض للتصرف وفقاً لتخيلاته والتسبب بإيذاء من حوله، لذا فمن المهم الاستعانة بالأطباء والمختصين النفسيين لمعالجة هذه الحالات ومتابعتها.

من ناحية أخرى، وبعيداً عن تدخل العلاج النفسي، فإن القتل داخل العائلة قد تحفزه المشاكل الشخصية؛ خاصة عند الحديث عن الخلافات الزوجية أو الطلاق، فبحسب معطيات أوردتها صحيفة “ذا ديلي ميل” البريطانية، الخميس، في الولايات المتحدة ثلث النساء المقتولات قد قتلن على يد الزوج أو الطليق أو شريك حياة سابق، كما أنه في المملكة المتحدة تقتل امرأتان كل أسبوع على يد زوجهما أو طليقهما.

إلى جانب ذلك، تشكل حضانة الأب -الذي يعاني من مشاكل نفسية- للأطفال بعد الطلاق خطراً على سلامتهم، ففي كثير من الحالات تؤدي خلافات الأهل بعد الطلاق إلى إيذاء الأب المريض لأطفاله انتقاماً من والدتهم، لذا من المهم التدقيق في سلامة عقل وسلوك من يمتلك حضانة الأطفال لتجنب احتمال إيذائهم.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها