حماية دولية للجيش و المخابرات مكافأة على تدمير سوريا !

لا بد أن تقلب على ظهرك من الضحك عندما تسمع النظام السوري وحلفاءه من روس وإيرانيين وعراقيين ولبنانيين وحتى عرب وأمريكيين وهم يصرون على أن أي حل أو اتفاق سلام في سوريا يجب أن ينص على الحفاظ على مؤسستي المخابرات والجيش. طبعاً لسنا متفاجئين من إصرار جماعة النظام على حماية تلك المؤسستين تحديداً دون غيرهما في سوريا. والسبب يعرفه كل السوريين، وهو أنه لولا الجيش والأمن لما استطاع النظام أن يدوس على رقاب السوريين لعقود وعقود، ويكتم أنفاسهم، ولولاهما لما استطاع أن يسحق الثورة، ويشرد غالبية الشعب السوري، ويدمر بيوته فوق رؤوسه. لا عجب أبداً في أن يصر النظام في مفاوضاته مع العالم على حماية الجيش والأمن، لأنه لولاهما لما استطاع أن يصمد شهراً واحداً بعد أن هب السوريون في وجهه قبل حوالي خمس سنوات.

لقد كانت أجهزة الأمن تحديداً تتمتع بحصانة تحسدها عليها كل أجهزة الأمن في العالم. فكما هو منصوص عليه في الدستور السوري منذ وصول حافظ الأسد إلى السلطة، فإن رجل الأمن السوري له كامل الحرية والصلاحية بأن يفعل ما يشاء بالسوريين قمعاً واغتصاباً وابتزازاً وقتلاً دون أن يستطيع المواطن السوري أن يصرخ في وجهه، فما بالك أن يقاضيه، لا سمح الله. لقد حمى الدستور السوري أجهزة الأمن من الملاحقة القانونية حماية مطلقة. وإذا ما تجرأ سوري على الشكوى على رجل أمن قضائياً، فعليه أن يحصل على إذن خاص مباشرة من رئيس الجمهورية تحديداً. لاحظوا كم هي سهلة عملية الحصول على موافقة من الرئيس لرفع دعوى على رجل أمن. طبعاً بالمشمش.
لقد وضع نظام الأسد أجهزة المخابرات فوق الجميع، لا بل إن رجل الأمن باستطاعته أيضاً أن يدوس حتى الشرطي في الشارع، لأن السلطة الأولى والأخيرة في البلاد في أيدي الأجهزة حصراً. وكل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية في قبضة الأجهزة تحديداً. فهي التي تعين موظفي الدولة من كناس المدرسة إلى رئيس الوزراء. لا بل إن البعض يسخر أصلاً من وجود مؤسسات في سوريا، فلا قيمة لأي مؤسسة في البلاد إلا لأجهزة الأمن ومن بعدها الجيش. والمؤسستان الوحيدتان اللتان يمكن أن نسميهما «مؤسستين» فعلاً هما الجيش والأمن. أما باقي المؤسسات، فهي عبارة عن توابع، ودكاكين رخيصة لا علاقة لها بالمؤسساتية لا من بعيد ولا من قريب، وهي أشبه بحارة «كل مين إيدو إلو». أضف إلى ذلك أن القسم الأكبر من الميزانية السورية يذهب منذ عقود للأمن والدفاع. والمقصود هنا ليس طبعاً أمن الشعب والبلاد، بل أمن النظام، وليس طبعاً الدفاع عن الوطن، بل حماية النظام من غضب الشعب. الكل يعلم أن الجيش السوري الذي دفع عليه السوريون المليارات من قوت أولادهم ظناً منهم أنه سيحميهم من الأعداء الخارجيين، وخاصة إسرائيل، لم يطلق على الإسرائيليين منذ أربعين عاماً رصاصة يتيمة. وكلنا يشاهد كيف تعتدي الطائرات الإسرائيلية على المواقع السورية بين الحين والآخر دون أن يتجرأ الجيش على إطلاق صاروخ واحد عليها، بينما يوفر كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً لمواجهة السوريين. مع ذلك يريدون من الشعب السوري أن يحتفظ بالجيش الذي قتل منه أكثر من مليون شخص، ودمر ثلاثة أرباع البلاد، وارتكب ألوف المجازر الفاشية.

لقد اعتقد السوريون بعد الثورة أن يخفف النظام من حمايته لأجهزة الأمن، وأن يخضعها للمحاسبة نزولاً عند رغبة السوريين الذين ثاروا تحديداً على ممارسات الأجهزة الأمنية التي كانت تتدخل حتى في إقامة حفلات الأعراس وبيع المازوت على ظهر البغال. فذات يوم حاول شخص في قريتنا أن يبيع المازوت على ظهر بغل، فقالوا له بأنه يحتاج إلى موافقة أمنية. وقد اضطر الرجل للانتظار أكثر من ستة أشهر حتى جاءت الموافقة على استخدام البغل في بيع المازوت في شوارع القرية.

لاحظوا المفارقة الكبرى أن النظام وكل من يشد على يده في الحفاظ على الأجهزة الأمنية والجيش في أي اتفاق سلام في سوريا، لاحظوا أنهم يريدون حماية من تسبب أصلاً في اندلاع الثورة السورية، ألا وهي أجهزة المخابرات، وأيضاً حماية من يسمون زوراً وبهتاناً «حماة الديار». إنها نكتة كبرى فعلاً. أجهزة الأمن ظلت تنكل بالسوريين لعقود وعقود حتى جعلتهم يثورون على النظام، وعندما ثار السوريون، أنزل بشار الأسد «جيشه» إلى الشوارع بعد شهر فقط لقمع المتظاهرين وسحقهم. وعندما رفض الشعب الرجوع إلى البيوت، بدأ باستخدام كل الأسلحة ضد الثوار. وقد وصل الأمر بقيادة الجيش السوري إلى استخدام السلاح الكيماوي لتركيع الشعب الثائر، ناهيك عن البراميل المتفجرة وصواريخ سكود والطائرات. لقد كان الجيش السوري على مدى أربع سنوات وأكثر قليلاً وسيلة النظام الأوحش لمواجهة السوريين وإعادتهم إلى بيت الطاعة. وبدلاً من أن يطالب العالم، وخاصة أمريكا، بمحاسبة ذلك الجيش الذي نافس النازيين في جرائمه، ها هي أمريكا وروسيا وإيران تناصر النظام في ضرورة الحفاظ على المؤسستين الأمنية والعسكرية، مع أنهما سبب الثورة وتبعاتها الكارثية.

طبعاً هذا لا يعني أبداً أننا لا نريد بأن يكون لسوريا جيش وأمن قويان. على العكس تماماً، فإن قوة أي بلد من قوة جيشه وأمنه، على أن يكون جيشاً وطنياً، لا سلطوياً أو طائفياً. إن كل من يدعو للإبقاء على الجيش والأمن السوريين بشكليهما الحاليين اللذين دمرا سوريا، وشردا شعبها، إنما يريد الامعان في تخريب سوريا والاستمرار في ذبح شعبها، لا إنقاذها، كما يدعي الروس والإيرانيون وكل من تحالف مع بشار الأسد من عرب وجرب. أليس من المستحيل لملايين السوريين الذين دمر الجيش مدنهم وقراهم، وذبحهم، وشرد أهلهم أن يتصالحوا معه ومع أجهزة الأمن؟ هل سأل الذين يريدون الحفاظ على جيش الأسد أنفسهم هذا السؤال البسيط؟ نعم لجيش سوري وأجهزة أمن سورية جديدة، لكن بشرط أن يكون الجيش والأمن في خدمة الوطن والشعب، وليسا أداتي قتل وإجرام في يد النظام لإذلال الشعب وسحقه كما كان الحال في سوريا على مدى عقود.

فيصل القاسم – القدس العربي[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

14 Comments

  1. ليك يا فيصل ،،الجيش والمخابرات حيفضلوا غصبا عنك وعن اسيادك يا مقيت،وستضل تتشوق تدعس سوريا وتغني يا ديرتي لتموت،،والحي بذكر الحي

    1. أصبت يا أستاذ فيصل، وخسئ كل من يقول أن الأمن والمخابرات ستبقى. لن نقبل إلا بشنق الأسد وأتباعه ومحاكمة المجرمين من أي طائفة كانوا وإنزال أشد العقاب بهم .. واللي ما عجبه، يتفضل يهرب إلى إيران قبل فوات الأوان.

    2. أي جيش بتقصد؟
      العصابات الايرانية؟؟
      ولا العصابات الأفغانية؟
      ولا العصابات اللبناني؟؟
      والا العصابات العراقية؟؟؟
      ولا عصابات “سهيل النمر الوردي” وعصابات “زعران غرندايزر” أبطال الانسحابات الاستراتيجية؟؟؟!

      مستني ردك لحتى نعرف أي جيش بتقصد من بيناتهم لحتى نعرف نرد عليك درزي مسيحي علوي.

      من سوري حر وبس.

  2. هذا النظام كتلة واحدة الجيش والمخابرات والرئيس وسقوط الرئيس او رحيل رأس الهرم
    يعني سقوط الكتلة اي سقوط النظام بأكمله

    1. برافو عليك شطور..

      وبلاها كتل الخ**ا هي..

      سوريا أحلى وأنضف بدونها.

  3. صدقني يادكتور فيصل مافي فايدة فأي نظام سيأتي بعد نظام الأهبل سيكرس أيضا الأمن والجيش لخدمة نظامه ولنا في تجربة العراق مابعد صدام وتجربة ليبيا مابعد القذافي عبرة لنا ، المشكلة الرئيسية هي في ثقافتنا وتربيتنا وعاداتنا الاجتماعية ومناهجنا المدرسية والدينية وحتى تتغير هذه المفاهيم جذريا ستظل تعاني أجيال وأجيال من قمع السلطة الحاكمة بدرجات متفاوتة وليس بالضرورة بشكلها المطلق القذر كما في نظام الأهبل .

  4. يا بغل يا فيصل … قديش مانك ذكي …طبعا ذكي بين ستمية قوس …. ولك اذا انعم قوة ضد بشار هي الأخوان المسلمين وبيجيك بعدين النصرة وداعش وما لف لفيفهما .. يعني برايك اذا انتصروا وسقط النظام وكبر راس هدول القطعان حدا بالعالم رح يكون قادر ع لجمهم؟؟؟ يخرب بيتك شو ذكي … يعمي مو حبا ببشار ولا سورية … بالعكس هيك الشباب مكيفين عم يطقوا وسكي والعصافير عم تهرهر بدون حتى ما يضربوا حجر وحدة … سورية تدمرت والجيش صار النص واموال العرب شغالة والجهاديين جمعوهم من كل دول العالم وقطعولهم تذكرة بدون عودة ووووووو ولسا بتقلي ما بعرف شو … لساتك صغير ع السياسة … ومين داير عليك وع المخابرات يلي كانت تذلك؟؟ يخرب بيتك ما حدا دمر سورية قدك لا جيش ولا مخابرات .. رح نشوف شو رح تنفعك اموالك انت التاني

    1. والله أنا شايف بإنو من ناحية الذكاء, ماحدا بيسترجي يقرب ناحك. ماحدا دمر سوريا غير القرود العلوية تبعك والجحاش يللي متلك. لك ياخرى, مين يللي جاب يللي عم تحكي عنهن للبلد غير القرد الأكبر بشار وجماعتو؟
      وبعدين لما تقول (مو حبا ببشار وبسوريا) مابيطلعلك تنهق متل الحمير عن أي شي بيتعلق بالبلد.

  5. تماما كما قال الاخ ابو عمر الحمصي .النظام كتلة واحدة وهذه الكتلة هي التي تحمي اسرائيل منذ خمسين عاما .من المستجيل ان تتخلى اسرائيل عن هذا النظام .عدو اسرائيل الاول هم السنة .لايمكن ان تسمح باقامة نظام سني على حدودها .كما نرى استطاعت اسرائيل وضع حزب الشيطان في لبنان الشيعي لحماية حدودها كما في الجولان بالضبط.لذلك غبي وقصير نظر كل من يعول على سقوط نظام الباسد في سوريا .مستحيل ان تتخلى عنهم اسرائيل مهما كلف الامر .

  6. المخابرات موجودة ولكن بأسماء مختلفة في كل بلاد العالم الثالث لأنه لم ينضج كدول مستقلة

  7. و الله يا دكتور افكارك بتعقد , يعني فوق كل الخراب و الدمار بيجينا جحش اسمو فيصل قاسم بيقلك النظام كتله وحده هو و المخابرات , فعلا. اكتشاف عظيم …… و شو الحل بنظرك؟ …….. طبعا مو فارق معك نموت ولا نعيش ……..لانك مرتزقه وكلمه جحش كتيره عليك

  8. لا سلام في بلاد الشام إلا بعد تنظيفها من الآثام و أولهم آل الوحش و آخرهم آخر شبيح فيهم.
    يجب تنزيل القصاص بهم جميعا و نحرهم و صلبهم ليرى العالم عقوبه طغيانهم. فلا تقول أمن و جيش هدول أول الجحيش

  9. كل البلاد التي تعلقت بذنب النظام الاشتراكي والفكر الشوعي انظمه فيها من الفساد اكثر من الكثير نفسه اما عن تعقيدات الانظمه المخابراتيه لقمع المواطن حتى لو فكر ان يرفع راسه ليقول لا اكيد ان استطاع ان يقول لا اما القبر او سجن لفتره طويله ممكن تكون العمر كله فما بالك بانظمه قمعيه مبنيه على القمع والظلم والقهر واغتصاب السلطه بغير وجهه حق لك حتى اذا بدك جواز سفر لتهرب من قمعهم بدك موافقه امنيه وبيجو يسالو عنك واش اتجاهك وووووو والمشكله انهم اكذب من الكذب نفسه والشعوب دائما ضعيفه مقهوره بدها تعيش باقل القليل خمسون سنه من الظلم والقمع وماحدى حسن يقول لا ولما الشعب نفض وقال لا بيكفي كشف النظام الفاسد عن وجهه وبين للعالم اجمع انه خادم امين على مصالح اسرائيل وان الممانعه والمقاومه كذبه ليحتال بها على الشعب ويمص دمه مخطط ملعون مرسوم من زمان ليدمروا سوريه ويخربها وهو حجر الاساس بها لنفذ المخطط ويهجر الشعب ويدمر البلاد والعباد