صحيفة ” إندبندنت ” البريطانية : تركيا خدعت أمريكا .. و تنظيم ” داعش ” يجني الثمار

نشرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية مقالا لباتريك كوكبرن بعنوان: “تركيا خدعت أمريكا، وتنظيم الدولة يجني الثمار”.

ويقول الكاتب إن الولايات المتحدة وبتوقيعها الاتفاق العسكري مع تركيا لاستخدام قاعدة إنجرليك الجوية، خانت السوريين الأكراد الذين كانوا أكثر الحلفاء فعالية ضد تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية أو داعش.

فالاتفاق العسكري يقضي بحصول أمريكا على تعاون عسكري أكبر من تركيا، لكن بسرعة تبين أن هدف أنقرة الحقيقي كان الأكراد في تركيا وسوريا والعراق، وأن الضربات ضد تنظيم الدولة لم تكن أولوية للأتراك، إذ أن 3 غارات جوية تركية فقط استهدفت تنظيم الدولة مقابل 300 شُنت ضد قواعد لحزب العمال الكردستاني، كما يقول كوكبرن.

وحسب المقال، فإن سيطرة الأكراد على نصف الحدود السورية – التركية التي يبلغ طولها نحو 550 ميلا، كان سببا وراء عرض الرئيس التركي رجب طيب اردوغان التعاون بشكل أكبر مع الولايات المتحدة، وفتح قاعدة إنجرليك أمامها بعدما مُنعت منها في السابق.

ويضيف المقال أن هناك قناعة كبيرة في واشنطن إن تركيا خدعت الولايات المتحدة، عندما أظهرت أنقرة أنها تريد ضرب تنظيم الدولة، في حين كانت نيتها استهداف الأقلية الكردية البالغ عددها 18 مليونا.

ويرى الكاتب أن هناك دلائل أخرى تشير إلى أن تركيا تهدف أيضا إلى اضعاف حلفاء الولايات المتحدة المعارضين لتنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا، العرب منهم والأكراد.

وقال كوكبرن إن الولايات المتحدة كانت تحاول انشاء قوة معتدلة من المقاتلين السوريين لتحارب تنظيم الدولة والحكومة السورية، وفي شهر يوليو/تموز أرسلت مجموعة مقاتلين تحت مسمى “الفرقة 30″، ولكن ما ان عبر أفرادها إلى سوريا من تركيا حتى وجدوا مقاتلين من جبهة النصرة الذين أسروا عددا منهم.

ويعتقد الكاتب أن هذا دليل على أن جبهة النصرة حصلت على معلومات عن تلك الفرقة من المخابرات التركية.

وحسب تحقيق أجراه ميتشيل بروثيرو، من منظمة ماك كلاتشي للأخبار، فإن دافع تركيا هو تدمير الفرقة التي أسستها الولايات المتحدة لقتال تنظيم الدولة.

ويقول كوكبرن إن ذلك لن يترك لأمريكا سوى خيار تدريب قوات لها علاقة بتركيا ويكون هدفها الأساسي إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.

ويتسائل الكاتب، كيف للاتفاق التركي الأمريكي أن يؤثر على تنظيم “الدولة الاسلامية”؟

فيجيب كوكبرن بالقول إن التنظيم قد يواجه صعوبة في نقل مقاتليه عبر الحدود السورية التركية، لكنه سيشعر بالراحة لرؤية قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي تحت وطأة الضغط التركي وكذلك قوات حزب العمال الكردستاني التي تتعرض لضربات جوية في جنوب شرق تركيا وسلسلة جبال قنديل في العراق.

ويبين المقال أن تنظيم الدولة لم يفقد زخمه، ففي السابع عشر من مايو/أيار تمكن من الاستيلاء على مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار بالعراق وبعد خمسة أيام دخل مدينة تدمر في سوريا، وفي كلتا المدينتين لم يتعرض لهجمات مضادة بشكل فعال، ولا يشعر بخطر على وجوده.

ويقول كوكبرن إن الحملة العسكرية الأمريكية ضد تنظيم الدولة فاشلة، ولم تغير الاتفاقية مع تركيا شيئا.

لكن هناك سببا أقوى لعدم قدرة أمريكا على مواجهة تنظيم الدولة بصورة ناجحة، كما يذكر المقال، وهو أن الولايات المتحدة ومنذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر، أرادت مقاتلة تلك المنظمات من نوعية تنظيم القاعدة، ولكن من دون تعكير صفو علاقاتها مع الدول السنية كتركيا والسعودية وباكستان ودول الخليج.

إلا أن هؤلاء الحلفاء كانوا حواضن، أو متغاضين، أو فاشلين في التحرك ضد المجموعات الشبيهة بالقاعدة، مما يفسر سبب نجاحاتها المستمرة. (BCC)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫16 تعليقات

  1. أردوغان كالحرباء المرقطة … من جهة يتشدق بمحاربة الإرهاب ومن جهة أخرى يمول بالسلاح والمجندين والمال فرعي تنظيم القاعدة النصرة وداعش

  2. امريكا تريد اغراق الشرق الاوسط بالحروب وابقاء ايران واسرائيل فقط عملاء لها

  3. دماء السوريين لن تغفر ل اردوغان…..سقطت الاقنعة ايها الفاشي

  4. دليل جديد يضاق إلى مئات سبقته يؤكد حرص “المجتمع الدولي” على إبقاء تظام آل فسد يتابع مهمة القتل والتخريب… وعلى الرغبة في توريط نركيا في حرب ومشاكل داخلية تشغلها عن متابعة وقفتها التاريخية المشرّفة مع للشعب السوري في محنته.

    حرية للأبد
    عصبا عن آل الفسد

  5. لو ارادت امريكا القضاء على داعش فالتوقف دعمها للاقليات الشيعيه والنصيريه والكرديه التي تعلن عداءها للشعوب الاسلاميه والعربيه وبذلك تفقد داعش السبب التي تدعيه بالانقام منهم بسبب تعديهم على المسلمين فمادام يوجد الصفوي والكردي على الارض الاسلاميه والعربيه سيلجأ الناس للانتقام عن اي طريق ومنهم طريق داعش

    1. ياحبيبي الأكراد مسلمين ومانن على أرض حدا هاي ارضن وهنى عايشين عليها من آلاف السنين على عكس العرب الذين جاؤونا من شبه الجزيرة العربية

  6. لقد اثبت التاريخ ان الاكراد ليس لهم امان ، عندما اشتعلت الثورة الحرية والكرامة ، اتكلنا على اخواتنا الاكراد ليثئروا لشهدائهم من ايام المقبور على مدى العقود الفائته ، وآل الفسد لن يطول القضاء على مجرم الشام وزمرته ، لكن ظهرت نواياهم القزرة ثلاثة احزاب كردية راديكالية اثبتت انهم لا فرق بين النظام البعث الفاشي والاحزاب الثلاثة، كما حصل مع اردوغان مد لهم اليد فخلعوا له الكتف، والنتخابات المقبلة لن ترون لون البرلمان التركي من الداخل انسألله،

  7. كل الأمم والحكام يسعون لتحقيق أهداف وطموحات شعوبها إلا العرب فإنهم يعملون لتحقيق أهداف غيرهم!!!

  8. إذا كان ما ورد في التقرير صحيحاً فأعتقد أن أمل السوريين بالحرية بمساعدة تركيا فهي أكبر خديعة تعرض لها في العصر الحديث بعد خديعة الأسد و العروبة و المقاومة. لن يجني السوريون سوى احتلال مغطى بالكلام الاسلامي المعسول و لكن الخازوق التركي سيكون خليظاً هذه المرة! على السوريين أن يشعروا بأن كل سوري حتى لو كان مسيحياً أو كردياً أو غير ذلك هو أقرب لهم من أي عربي أو مسلم من خارج سوريا! بصراحة اندهشت من رؤية رئيس وزراء الهند نارندرا مودي الهندوسي في دبي يخطب في الجالية الهندية في دبي و الهنود المسلمون يلوحون له و يبتهجون لأن حتى الهندي المسلم يفضل أي هندي على غير الهندي في التعامل اليومي! بعكس شعوبنا!! استفيقوا يا سوريين

  9. الأتراك منافقين قطاعين طرق. اردوغان ارتكب مسلسلا من الاخطاء، اختياره رئيس وزراء ضعيف (احمد داوود اوغلو) انطلاقا من مبدأ الولاء الشخصي قبل الحزبي، وانتهاء باتهام خصومه بالالحاد والمثلية والارهاب والخيانة، وتلويحه بالقرآن الكريم في ذروة الانتخابات، وكأنه يريد استخدام الدين لتحقيق اهداف سياسية ابرزها البقاء في السلطة، واتهام الآخرين بالكفر. تركيا تواجه اليوم مستقبلا غامضا، حيث بدأ العد التنازلي لظاهرة اردوغان، وثلاثة تحديات رئيسية: “الدولة الاسلامية” التي باتت على حدودها. اقتصاد يتسم بالركود والنمو البطيء.

  10. منافق يخدع غبيا .. والسوريون يدفعون الثمن بدمائهم ويظلون تحت نير الطغاة … ما الجديد في الموضوع؟

  11. كيف يمكن لذلك الكاتب القذر أن يفسر للعالم دفاعه عن حزب العمال الكردستاني الإرهابي .. وهو من أوائل الأحزاب المصنفة في قائمة الأحزاب الإرهابية في كل العالم .. (وهو إرهابي قولاً وفعلاً)

    1. هل يكون حزب يدافع عن قضية 24 مليون كوردي في تركيا ارهابيا وكيف يكون ارهابيا وهو يدافع عن حق مشروع وانه عمل هدنه مع الحكومة التركية منذ عشر سنين وقال لانريد الحرب وسفك الدماء اعطونا حقوقنا ولانريد شيئا آخر، أردوغان خدع امريكا بقوله انه سيقاتل داعش بل أنه بحقيقة الأمر عينه وغايته كانت على ضرب حزب العمال الكوردستاني وهذا ما أثبتته الوقائع