نقص المواد الطبية يضاعف معاناة سكان الغوطة

شكل القصف اليومي والعنيف الذي يقوم به النظام السوري على مناطق غوطة دمشق الشرقية، ضغطاً كبيراً على القطاع الطبي فيها، فيما تستقبل مستشفيات الغوطة أعدادًا كبيرة من القتلى والجرحى، في ظل استمرار نقص المواد الطبية والكوادر البشرية.

وتتمثل الصعوبات التي تواجهها مشافي الغوطة الشرقية، في نقص الأدروية جراء الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري على الغوطة، ذات الكثافة السكانية العالية، منذ أكثر من عامين، إلى جانب النقص في الكوادر والاختصاصات  الطبية، والبنية التحتية الطبية، وتعرض المشافي ونقاط الإسعاف للقصف.

وقال الطبيب “محمد الشامي” لمراسل الأناضول في الغوطة، أن المجازر التي ارتكبت في الغوطة الشرقية خلال الأيام الماضية، شكلت عبئاً لا يطاق على المكتب الطبي الموحد في مدينة دوما (أكبر مدن محافظة ريف دمشق)، لافتاً إلى أن المكتب استقبل مئات القتلى والجرحى في غضون أيام قليلة.

وأشار الشامي أن المكتب الطبي استقبل في 16 آب/ أغسطس الجاري، 550 إصابة دفعة واحدة، ما اضطر القائمين عليه  لتوزيع المصابين على المشافي الميدانية في منطقة الغوطة، لعدم قدرة المكتب على على استيعاب هذا الكم من المصابين.

وأوضح الشامي، أن أطباء المكتب أجروا في ذلك اليوم 150 عملية جراحية، وتم استهلاك 850 لتر سيروم ملحي، كما نفذت يومها جميع أكياس الدم الموجودة في حافظات المكتب، لافتاً إلى أنهم اضطروا لإجراء بعض العمليات على الأرض، بسبب عدم كفاية الأسرة.

وأضاف الشامي “ما يزال القصف مستمر ويراجعنا يوميا عشرات الجرحى.. نطالب الأمم المتحدة والمنظمات العالمية بتحمل مسؤوليتها والضغط على النظام ليوقف قصفه على المدنيين ويسمح بإدخال طواقم طبية مجهزة بالمعدات اللازمة لمساعدتنا في معالجة الجرحى”.

وتشهد منطقة الغوطة الشرقية منذ 20  يوماً، حملة قصف عنيفة من قبل قوات النظام السوري، حيث استهدف القصف أسواقها وأحيائها السكنية، وأسفر عن مقتل ما لايقل عن 225 شخصًا، وجرح مئات آخرين.

تجدر الإشارة أن غوطة دمشق، عبارة عن مساحة واسعة من البساتين والأراضي الزراعية، تحيط بالعاصمة السورية عبر التاريخ، وشكّلت ضواحيها في العصر الحديث. ويتبع قسم من الغوطة لمحافظة دمشق، فيما يتبع القسم الأكبر لمحافظة ريف دمشق/ كما تنقسم الغوطة إلى قسمين متصلين، هما الغوطة الغربية والغوطة الشرقية.

تضم الغوطة الغربية عدة مناطق في العاصمة وريفها أبرزها “الربوة”، و”المزة”، و”كفرسوسة”، و”داريا”، و”ببيلا”، و”صحنايا” و”الأشرفية”. فيما تضم الغوطة الشرقية، مناطق أبرزها مدينة “دوما”، و”جرمانا”، و”المليحة”، و”عقربا” و”كفربطنا”، و”عربين”.

يعيش سكان الغوطة أوضاعًا معيشية صعبة، بسبب الحصار المفروض عليهم من قبل النظام السوري، منذ أكثر من عامين، حيث فقد عدد منهم حياته بسبب الجوع، فيما توفي آخرون بسبب موجات البرد، لانعدام وسائل التدفئة والمحروقات.

ومنذ منتصف مارس/ آذار 2011 تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف ما يسميها بـ”الأزمة”، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم. (Anadolu)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها