غاز الضحك في طريقه للزوال من بريطانيا
بات من المألوف رؤية اسطوانات فضية صغيرة تحتوي غاز اكسيد النيتروز أو (غاز الضحك) ملقاة بأنحاء العاصمة لندن وهو أشهر وسيلة انتشاء مقننة في بريطانيا.
لكن يبدو أن أيام هذه الاسطوانات توشك على الانتهاء بعد أن أصبح مجلس بلدية لامبيث جنوبي لندن أول مجلس محلي في بريطانيا يحظر استخدام اكسيد النيتروز.
ويشتري رواد النوادي الليلية الاسطوانات المعدنية مقابل بضع جنيهات استرلينية ويستنشقون الغاز عبر بالونات لاقتناص نشوة قصيرة. وارتبط العقار الذي يطلق عليه أحيانا “هيبي كراك” بعدة حوادث وفاة.
ويتزايد انتشار غاز الضحك بحسب مسح حكومي أظهر ان 7.6 بالمئة من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاما اقروا بتعاطيه بين عامي 2013 و2014 ليحل ثانيا بعد القنب.
وحظر منظمو مهرجان جلاستونبري -أكبر مهرجان موسيقي صديق للبيئة في أوروبا- الغاز من بعض المناطق هذا العام بعد رفع طني مخلفات من الاسطوانات التي استهلكت بالمهرجان العام الماضي.
لكن ابتكار استخدامات مختلفة لغاز الضحك -الذي استخدم طويلا كمخفف للالام في عيادات الأسنان وأثناء الولادة والتخدير- ليس بالجديد، ففي مطلع القرن التاسع عشر لاحظ الكيميائي همفري دافي تأثيره المنبه للعقل وسريعا ما بدأت حفلات غاز الضحك في كل من بريطانيا والولايات المتحدة في اطار بحث أبناء الطبقات الثرية عن متعته التي لا ترتبط بأعراض جانبية لاحقة مثلما الحال مع الكحوليات.
إلا ان في الوقت المعاصر القى مناهضون لاستخدامه باللوم على العقار في وقوع عدة وفيات نتيجة الاختناق اذ يحل بدلا من الاوكسجين في الرئة، وقال مكتب الاحصاءات الحكومية ان شابا بريطانيا في الثامنة عشر من عمره توفي بعد استنشاق اكسيد النيتروز في حفل في يوليو تموز وتوفي خمسة أشخاص في 2010. كما قال ان 15 شخصا يموتون كل عام بسبب العقار في الولايات المتحدة.
وقال مجلس بلدية لامبيث إن القواعد الجديدة تفرض غرامة تصل إلى 1000 جنيه استرليني (1560 دولارا) لاستخدام أو تقديم الغاز بعد شهر من التشاور مع السكان أظهر ان 63 بالمئة منهم يؤيدون الحظر، وتعهد حزب المحافظين الحاكم في برنامجه الانتخابي في مايو ايار بحظر مختلف “وسائل الانتشاء القانونية” ومن بينها غاز الضحك. (Reuters)[ads3]