500 منهم في غازي عنتاب .. تركيا وجهة مفضلة للصناعيين السوريين

اضطر آلاف الصناعيين السوريين إلى ترك مصانعهم، إثر دخول المعارك إلى أحياء مدينة حلب شمال سوريا منذ منتصف عام 2013، وتعرض كثير من المصانع لقصف قوات النظام، وخاصة في المدينة الصناعية بمنطقة الشيخ نجار، مما دفع معظمهم لنقل نشاطهم إلى تركيا، والمساهمة في تنمية قطاع الصناعة التركي.

ويتركز نشاط الصناعيين السوريين في المدن الصناعية التركية في كل من غازي عنتاب وبورصة ومرسين وإسطنبول، حيث يوازي عدد الورشات والمعامل السورية عدد نظيرتها المحلية في بعض مدن تركيا، كما تدخل بضائعهم أسواق إسطنبول وإزمير ومرسين وباقي المدن التركية، وتصدر عبر الموانئ إلى دول أوروبية وشمال أفريقيا وبرا إلى شمال العراق.

وبحسب تقرير صادر عن اتحاد الغرف والبورصات التركية، فإن عدد الشركات التي اشترك فيها رأس المال السوري خلال النصف الأول من العام الماضي بلغ 238 شركة، كما زاد إلى أكثر من ضعفين خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2013، بينما بلغ عدد الشركات السورية التي تأسّست في النصف الأول من عام 2014 في تركيا حوالي 585 شركة، من أصل 2331 شركة بمساهمة أجنبية خلال الفترة المذكورة.

ويرى مستثمرون سوريون أنهم استطاعوا إثبات جدارتهم في تركيا من خلال المنافسة وتقديم أفكار جديدة، بحكم خبرتهم بالصناعات النسيجية والبلاستيكية والألبسة القطنية في مدينة حلب السورية.

وقال المستثمر السوري في غازي عنتاب قيس محيميد، لقناة الجزيرة، إن الحكومة التركية قدمت كثيرا من التسهيلات في الاستيراد والتصدير ومرونة الإجراءات القانونية، مما ساعدهم على إعادة الثقة بمنتجاتهم والدخول في سوق كانوا على تواصل معه قبل الثورة السورية، حتى أصبحوا أخيرا جزءا أساسيا منه.

وأشار، بحسب التقرير الذي نشرته القناة على موقعها الإلكتروني، إلى أن خبرة السوريين في الصناعة والتجارة بحلب كانت العامل الأبرز في نجاح تجربتهم في تركيا، مضيفا للجزيرة نت “لا نستطيع القول إننا تفوقنا على الصناعيين الأتراك، ولكن أثبتنا جدارة منقطعة النظير من حيث الجودة والأسعار المنافسة للبضاعة التركية، فتركيا من الدول المنتجة والمصدرة”.

ويقدر عدد المستثمرين السوريين في غازي عنتاب بما يقارب خمسمئة، حيث يلعب هذا العدد الكبير دورا في الاتحاد والشراكة مع بعض المستثمرين الأتراك والعرب، ويعمل عدد كبير من الصناعيين الأتراك على مشاركة نظرائهم السوريين للاستفادة من خبرتهم، ولمنافسة السوق بطرح بضائع وتصاميم جديدة تجمع بين الثقافتين العربية والتركية.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة “عليوي محيميد” في إسطنبول، عمار عليوي، إنهم واجهوا الكثير من التحديات منذ اليوم الأول في تركيا، ولكن التسهيلات الكثيرة التي قدمتها الحكومة التركية ذللت العقبات، حتى تمكنوا من إثبات جدارتهم لتمتعهم بفريق إداري ذي خبرة كبيرة في مجال الألبسة والتصدير للدول العربية.

وعزا عليوي تطور شركتهم إلى عدة عوامل، أهمها الراحة النفسية في بلد يحكمه القانون، والتعامل الحسن، والتسهيلات المقدمة من قبل الحكومة، واتساع السوق التركية التي تستوعب كل جديد ومميز.

وساعدت هذه الورشات والمصانع على تأمين فرص عمل لعشرات آلاف اللاجئين السوريين في تركيا، حيث يتقاضى العامل راتبا شهريا يقارب خمسمئة دولار.

وأشار عامل الخياطة أبو أحمد إلى أن هذه المصانع والورشات تعتبر الوجهة المفضلة للسوريين الذين لا يجيدون التحدث باللغة التركية، مؤكدا أنه لولا انتشارها لما استطاع كثيرون تحمل أعباء المعيشة في تركيا، فهي تساعدهم على استئجار منزل والعيش بكرامة دون الاعتماد على مساعدات المنظمات الإغاثية.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها