تنامي كراهية الإسلام و مهاجمة المنقبات في بريطانيا
كشفت إحصائيات جديدة نشرتها شرطة لندن أن جرائم الكراهية ضد المسلمين ارتفعت 70% عن العام الماضي، مما دفع أصواتا عديدة للمطالبة بسن تشريعات لعلاج الظاهرة.
وبينما تقول الشرطة إن الزيادة تأتي بسبب تطوير أساليب التسجيل والتوثيق للجرائم، فإن قيادات في الجالية رأت أن هذه الإحصائية مؤشر خطير على تصاعد العداء للإسلام جراء الحملات الإعلامية اليمينية “في ظل صمت الحكومة تجاه تلك الممارسات”.
وكان لافتا أن تشير الدراسة إلى أن النساء هن الأكثر عرضة للاعتداءات بنسبة 60% ، وعزا رئيس شرطة مكافحة جرائم الكراهية ماك تشيستي ذلك إلى كون زيهن يكشف أنهن مسلمات، كما أن مهاجمتهن أسهل من الاعتداء على الرجال.
وكان تشيستي تحدث في وقت سابق للجزيرة نت، ودعا المسلمين للتبليغ عن أي حادثة سببها الخوف من الإسلام، سواء كانت محاولة نزع حجاب أو حتى النظر بطريقة مسيئة، مؤكدا أنهم سيتعاملون مع هذه البلاغات بمنتهى الجدية.
وتعرّف الشرطة البريطانية جرائم معاداة الإسلام بأنها أعمال تهدف للإضرار بمن يعتقد أنهم مسلمون، وتشمل الاعتداءات اللفظية والجسدية.
ومن أبرز الاعتداءات ضد المسلمين في بريطانيا، مقتل الطالبة السعودية ناهد المناع التي لفظت أنفاسها إثر طعنها بسكين في حزيران الماضي، بينما كانت في إحدى الحدائق العامة ترتدي العباءة والحجاب.
وقالت الشرطة البريطانية وقتها إن الجريمة قد تكون بسبب مظهر الفتاة كونه يؤكد أنها مسلمة ، وفق ما افادت قناة الجزيرة.
كما أعادت صحيفة الديلي ميل نشر فيديو لجريمة أخرى ضحيتها فتاة تبلغ من العمر 16 عاما، تعرضت للضرب قبل عامين، وذلك لمجرد أنها ترتدي الحجاب. وتمّ اعتقال المجرم، وهو يقضي منذ 2013 حكما بالسجن أربعة أعوام.
وفي حديث لقناة الجزيرة قال رئيس مؤسسة “تل ماما” لرصد جرائم الكراهية فايز موغال إن من الصحيح أن ارتفاع الحوادث له علاقة بارتفاع نسبة الإبلاغ عنها.
لكنه دعا لعدم التغاضي عن هذه المشكلة والتي تتسب في زيادتها “حوادث يرتكبها مسلمون أيضا، مثل مقتل الشرطي لي ريغني ذبحا في لندن، وحادثة شارلي إيبدو في باريس إضافة لضجيج تنظيم الدولة الإسلامية”.
وفسر موغال تعرض النساء للاعتداء أكثرمن الرجال بأن المعتدين يفترضون أن المرأة لن تقوم بردة فعل، ولاحظ أن معاناة المنقبات أكبر بكثير من اللواتي يرتدين الحجاب فقط.
يذكر أن جميع الأحزاب البريطانية وضعت في برامجها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في أيار الماضي بندا يختص بتكثيف مواجهة جرائم الكراهية ضد المسلمين.
واعتبر موقف حزب العمال المعارض متميزا حينها، حيث رأى أن من الضروري إنشاء وحدة خاصة بجرائم الإسلاموفوبيا على غرار الوحدة التي ترصد معاداة السامية.
من جهته، قال محمد كزبر نائب رئيس الرابطة الإسلامية في بريطانيا إن هذه الدراسة أثارت القلق والخوف لدى الجالية المسلمة وعموم الشعب البريطاني الذي “يرفض بمجمله العنصرية والتمييز”، خاصة أن معظم الضحايا نساء وذلك لوضوح هويتهن من خلال لباسهن.
ودعا كزبر الحكومة البريطانية لسن قوانين جديدة تشدد العقوبة على من يقوم بمثل هذه الأعمال، مؤكدا أن المسلمين جزء من الحل وليسوا جزءا من المشكلة.
ويقترب عدد مسلمي بريطانيا من ثلاثة ملايين نسمة، ويشكو كثير منهم من التشويه الذي يتعرضون له من قبل بعض وسائل الإعلام المحسوبة على اليمين.
ويطالب المسلمون بعدم الخلط بين ممارسات بعض التنظيمات المتطرفة وبينهم كمواطنين يلتزمون بالقانون مثل غيرهم من مكونات المجتمع.[ads3]