إطلاق حملة “كلنا عالمدرسة” في لبنان .. و ألمانيا تقول إنها ساهمت بالتحاق 200 طالب سوري لاجىء بمدارسها

شكلت أزمة تعليم اللاجئين السوريين محور مؤتمر صحافي مشترك عقده أمس الاثنين وزير التربية والتعليم العالي اللبناني إلياس بوصعب وممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ميراي جيرار وممثلة منظمة “اليونيسيف” تانيا شابويزا، في حضور سفراء الدول المانحة وممثليها وممثلي منظمات الأمم المتحدة والبنك الدولي والوكالات والجمعيات الدولية العاملة على دعم خطة وزارة التربية الهادفة إلى إدخال اكبر عدد من التلامذة النازحين إلى المدارس الرسمية، وفق وكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية.

و بحسب الوكالة، تم عرض فيلم تلفزيوني مخصص لإطلاق حملة “كلنا عالمدرسة” يوضح مجانية التعليم الرسمي حتى الصف التاسع الأساسي قبل المؤتمر.

وأشار بوصعب إلى أنه في العام الماضي “وصلنا إلى تسجيل 106,000 تلميذ نازح، وكانت خطوة جيدة لكن ناقصة، فقد بقي عدد من التلامذة النازحين خارج المدرسة ويبلغ نحو 300 ألف تلميذ. وفي جولاتنا اكتشفنا أن هناك عددا من الأهالي لا يعرفون حتى اليوم أنه يمكنهم أن يدخلوا أولادهم للمدارس مجانا”، مشيرا إلى أنه “أصبح لدينا اليوم وحدة إدارية متخصصة تعمل بالتعاون مع منظمات دولية هدفها التواصل مع الأهل في المخيمات لتوفير باص لنقل الأولاد، كما تعمل لكي يطمئن الأهل إلى أن المدارس آمنة، وأن التعاون مع المنظمات الدولية يؤمن مصلحتهم”.

وأوضح بوصعب أن “الكتب والتسجيل وصناديق الأهل والمدارس تم تغطيتها للبنانيين والسوريين”، لافتا النظر إلى أن “استمرار المساعدات ورفع قيمتها وإضافة تجهيزات وألواح ومقاعد ومياه للشرب، كلها متطلبات نؤمنها وسوف نتابعها لكي تكون المدرسة سليمة”.

“اليونيسيف”: سنضاعف عدد الأطفال المسجلين

بدورها، أعلنت ممثلة “اليونيسيف” عن أنه سيتم هذا العام تحقيق تقدما ملحوظا “حيث سنضاعف عدد الأطفال المسجلين في المدارس الرسمية اللبنانية مقارنة مع العام الماضي. ولكن، ومع كل الجهود المبذولة، يجب ألا ننسى مئتي ألف طفل لاجئ على الأقل سيبقون خارج منظومة التعليم الرسمي، محرومين من أحد حقوقهم الأساسية”.

“مفوضية اللاجئين”: أولويتنا ضمان الاندماج

من جهتها، شددت ممثلة مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان على أن “أولويتنا اليوم هي تحديد الأطفال الذين هم خارج المدارس وضمان اندماجهم في المدارس الرسمية في لبنان”.

وتتضمن حملة “كلنا عالمدرسة” للعام الدراسي 2015/2016 التعليم المجاني لجميع الأطفال من الروضة حتى الصف التاسع أساسي في المدارس الرسمية المنتشرة على مختلف الأراضي اللبنانية. وقد بدأ التسجيل للأطفال اللبنانيين وغير اللبنانيين لدوام قبل الظهر، بينما يبدأ التسجيل في دروس بعد الظهر في المدارس في الخامس من شهر تشرين الأول.

وعلى هامش المؤتمر الصحافي، أشارت سفارة فنلندا في بيان إلى أنه “ينبغي أن يكون التعليم حقا أساسيا للأطفال في كل مكان، ليس فقط نظريا ولكن أيضا تطبيقيا”.

بيانات السفارات

من جهتها، أوضحت سفارة الولايات المتحدة في بيان، أن الحكومة الأميركية استثمرت من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) أكثر من 131 مليون دولار منذ العام 2006 من أجل دعم قطاع التعليم الرسمي في لبنان، موضحة أن “هدف المساعدات بشكل دائم توفير بيئة تعليمية أفضل وفرصا للتعلم لجميع الأطفال المسجلين في نظام التعليم الرسمي اللبناني”.

إلى ذلك، أعلنت سفارة المانيا في بيان، أن بلادها قدمت “أربعين مليون يورو لتسجيل أطفال اللاجئين السوريين واللبنانيين الفقراء بالتعاون مع عدة مؤسسات حكومية المانية. كما ساهمت بالتحاق اكثر من 200.000 لاجئ سوري في المدارس اللبنانية وتخفيض رسوم التسجيل للعديد من أطفال العائلات اللبنانية الفقيرة”.

وأكدت سفارة النروج ان بلادها “تؤيد جهود لبنان بتوفير التعليم الجيد للجميع”، لافتة الانتباه الى انه “يمكن للنروج والجهات المانحة الأخرى توفير فرص الحصول على التعليم والغذاء وبيئة آمنة، والمساعدة على إعطاء هؤلاء الأطفال مستقبلا”، مؤكدة “الالتزام بتمويل التعليم والحماية للأطفال في سوريا أو في المجتمعات المضيفة الضعيفة في لبنان والأردن”.

وأوضحت سفارة كندا، أن بلادها “تتبع في لبنان نهجا شاملا لدعم قطاع التعليم، كما تدعم الشركاء في مبادرة “لا للجيل الضائع” لتوفير فرص التعلم وبيئات وقائية للأطفال المتضررين من التحديات في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.

إلى ذلك، أوضح الاتحاد الأوروبي في بيان، أنه يدعم “حملة العودة إلى المدرسة 2015-2016 الخاصة بوزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية، والتي تهدف إلى تأمين التعليم مجانا في المدارس الرسمية لمئتي ألف طفل لبناني وغير لبناني للسنة الدراسية 2015-2016″، لافتا الانتباه إلى أنه بفضل تمويله الذي “تبلغ قيمته 37.9 مليون يورو، سيلتحق 46,000 طفل لاجئ سوري بالمدارس في الدوامين الصباحي والمسائي، ويستفيدون من التعليم، والمواد التعليمية، والدعم النفسي والاجتماعي، ومن مهارات معلمين مدربين، وإدارة صفوف صديقة للطفل. وسيتم التركيز بشكل خاص على سهولة الوصول إلى مساحات آمنة في المجتمعات المضيفة للأطفال السوريين، للتصدي لخطر الفشل والتمييز والعنف”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها