خبيرة ألمانية : لا ينبغي ترك اللاجئين تحت تأثير السلفيين

DW: سيدة شروتر جهاز حماية الدستور قلق من إقبال السلفيين على مساعدة اللاجئين القادمين حديثا إلى ألمانيا في محطات القطار وفي أماكن أخرى، وهي وسيلة لاستقطابهم فكريا. إلى أي مدى يشكل هذا الأمر خطرا؟

سوزانه شروتر: أعتقد أن الأمر يدعو إلى القلق. فهناك حاليا حملة كبيرة في الأوساط السلفية للاهتمام باللاجئين. إذ يريد السلفيون أن يمنعوا بقدر الإمكان اعتناق بعض اللاجئين المسلمين دينا آخر، ففكرة أن يصبحوا مسيحيين تقلقهم. ويسعى السلفيون عبر المساعدات الإنسانية المفترضة إلى إيجاد صلة ارتباط باللاجئين، حيث يقفون وهم يحملون المواد الغذائية والألبسة عند محطات القطار، تماما كباقي المساعدين الآخرين. كما تتم مناقشة مقترحات أخرى في الأوساط السلفية لتحقيق هذا الهدف، كأن تستضيف بعض الأسر لاجئين في بيوتها، مثل الأطفال السوريين الذين جاؤوا دون عائلاتهم. كما يتمنى السلفيون أن يستغلوا ظروف اللاجئين في مهمتهم الدعوية. فإذا ذهبت مثلا إلى محطات القطار ستجد بعض الوجوه السلفية المعروفة، التي تحاول أن تجد طريقا للاجئين، فيوزعون سجادات الصلاة، وأغطية للرأس، ونسخ من القرآن، وذلك بحجة تزويد اللاجئين بمستلزمات ضرورية مفترضة، حسب تصورات السلفيين.

كيف يكون رد فعل اللاجئين على محاولات التقرب هذه؟

لم ننجز لحد الآن بحثا منهجيا. لكننا أجرينا بعض اللقاءات واستمعنا إلى إفادات اللاجئين الشباب الذين وصلوا فرانكفورت. وقد لمسنا أن هناك حاجة كبيرة لديهم للدعم العاطفي والمادي، وهو الأمر المفهوم تماما: فاللاجئون بوضعية نفسية قلقلة ويحتاجون لهذا النوع من الدعم. وأي نوع من الكلام الودي يجد تربة خصبة. لكن ينبغي للمرء أن يميز بين أمرين: فهؤلاء الذين هربوا من بطش “الدولة الإسلامية” لن يكونوا بالتأكيد سعداء بلقاء مقابل ألماني لها هنا. أما الهاربون من بطش نظام الأسد فهم، حسب رأيهم، قد حلوا في مجتمع “كافر”، وبالتالي سيكونون سعداء إن وجودوا مؤمنين مسلمين، يهتمون بهم. فإذا تركت الأمور تسير بهذا الشكل فسينتج عنها مشاكل عدة.
إذن ما الذي يمكن فعله لإفشال عروض السلفيين؟

الأمر متوقف على ما تقدمه الدولة والمجتمع المدني من عروض. في الوقت الحالي يبدو أن الدولة تقوم بأقصى مجهود إلى درجة أن الأمر قد يكون فوق طاقتها. في البداية طبعا يكون اللاجئون سعداء، لأنهم في أمان، لكن هناك أيضا جو قمعي في بعض مراكز استقبال اللاجئين. فيدخل الناس في حالة من الملل ولا يشعرون بالراحة.

فإذا تلقوا عروضا جيدة يحسون من خلالها بالارتياح كإنسان وكمسلمين أيضا، فإن ذلك سيكون له أثر عكسي على ما يقوم به السلفيون. لكن إن لم تكن هناك عروض يأخذ من خلالها في عين الاعتبار، إذا كان لهؤلاء الناس المكان المناسب للصلاة، أو ما شابه ذلك، فهنا ستتشكل ثغرة سيملؤها الآخرون. وحسب رأيي لن يتم الأمر إلا ببرامج جيدة فعلا.

يبدو الأمر وكأن هناك ضغط زمني لإدماج اللاجئين. ما هي الجداول الزمنية التي يجب علينا أن نفكر فيها؟

في المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين هناك محاولة لخلق وظائف جديدة لمعالجة طلبات اللجوء. الأمر ذاته ينبغي أن يحدث على مستوى البلديات. يجب على الأقل تعيين أناس جدد ولو لمدة زمنية محدودة ليهتموا بالتخطيط الأولي. وهذا ينبغي أن يحدث بسرعة نسبيا.

لـ”تلقيح” اللاجئين ضد السلفيين هناك حاجة إلى خطوات اندماجية مختلفة، أي هذه الخطوات نحن في أشد الحاجة لها الآن؟

نحن لسنا مجهزين بالشكل الكافي وفي وقت قصير على استيعاب هذه الأعداد الكبيرة من الناس لإدماجهم على جميع المستويات. سواء فيما يتعلق بدروس تعليم اللغة مرورا بإيصال ثقافتنا، ووصولا إلى التكوين أو الاعتراف بما درسوه مسبقا. فهذا لا يمكن أن يتحقق هكذا. لكن ينبغي التفكير في الكم الذي ينبغي إدماجه والاهتمام به في نفس الوقت. بالطبع هناك حد معين حتى لا تفقد السيطرة على الأمر.

فيما يخص التكوين فمن الصعب حاليا الخروج باستنتاجات، لكن الذين يخرجون من سوريا في الوقت الحالي هم أناس ذوي مستويات تعليمية وتكوينية جيدة. فالهجرة ليست محصورة بطبقة محددة، بل تشمل كل طبقات المجتمع، بما فيها الطبقة الوسطى المعروفة بمستواها التعليمي والتكويني والتأهيلي الجيد. وسيكون من بينهم أناس على مستوى رفيع من التعليم والتأهيل نكون بحاجة إليهم. لكننا سنستقبل كذلك جزءا كبيرا من الأميين. كما أنه ليس لدينا فقط اللاجئون السوريون وإنما أيضا لاجئون من خلفيات مختلفة، وهؤلاء ينبغي أن يحصلوا على دورات تأهيلية وتعليمية فورية تمنحهم فرصة تعليم مهنة ما ليكونوا مؤهلين لسوق العمل.
هل هناك إمكانيات لإحباط المحاولات الدعائية للسلفيين؟

عندما يتجمع أناس في محطات القطار للترحيب باللاجئين فلا يمكن أن نقول إن البعض مسموح له بذلك والبعض الآخر غير مسموح له. لكن يمكن للمرء أن يتدخل عند توزيع اللاجئين على البلديات، فعندها ينبغي معرفة مع من يتواصل اللاجئون. الأمر نفسه قائم بالنسبة للاجئين القاصرين، إذ ينبغي الانتباه بشدة أن لا يكونوا في حالة من الاحتياج ودون مساعدة بحيث يصبحون سعداء بأي يد تمتد إليهم. ينبغي القيام بمجهود كبير حتى يكون الشباب في أيدي أمينة.

البروفيسورة د. سوزانا شروتر مديرة مركز فرانكفورت لأبحاث الإسلام في العالم، كما تعمل مديرة لمعهد الإثنولوجيا وعضو في مجلس إدارة معهد الدراسات الشرقية الألماني. (Deutsche Welle)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

One Comment

  1. الغريف فكيف المانيا لا تعرف الطريقه الاسلاميه بحق غير المسلمين لكي تمارسها بحق
    المسلمين فاما اعتناق المسيحيه او المغادره الى البلاد التي تنعم بدين القتل والارهاب
    وينك ياهتلرلكي تنظف المانيا من هالزبالات