ألمانيا : الكنائس تتحول إلى مراكز لإقامة اللاجئين

قال القس دانيل تسوشر لنفسه إن عليه التصرف في هذا الوقت الذي يقوم فيه كل شخص بدوره، فالأخبار العديدة التي تتحدث عن معاناة اللاجئين الفارين من بلادهم، هزت مشاعره بشدة لاسيما بعد أن عرف الظروف التي يعيشون فيها في ألمانيا.

وأعد تسوشر مع تلامذته ومعارفه، المدرسة الداخلية التي يديرها في أبرشيته القريبة من مدينة كولونيا لاستضافة اللاجئين. وتستضيف المدرسة نحو 30 من طالبي اللجوء منذ تشرين ثان/نوفمبر 2014. ويرى تسوشر أن تقديم المأوى للأشخاص يبحثون عن المساعدة، هو جزء من المبادئ المسيحية البديهية.

وفيما يتعلق بالتعاون بين أتباع الديانات المختلفة، قال رجل الدين المسيحي: “لم أمر سوى بتجارب جيدة فقط..احتفلنا سويا برمضان”. ولا يرى تسوشر مشكلة في الاختلاف بين طريقة صلاة المسلمين والمسيحيين، كما أنه يحاول إقامة جسور التواصل بين المسلمين والمؤسسات الإسلامية في المنطقة.

العوائق البيروقراطية

يتبع الأب دانيال مثال القديس فرانس الأسيزي الذي كان رائدا في فكرة توفير مسكن للعديد من اللاجئين في المباني الكنسية. ويواصل تسوشر عمله إذ يعتزم مع عدد من الداعمين لفكرته، توفير إقامة للاجئين القاصرين والذين وصلوا ألمانيا وحدهم. ورأى تسوشر أن هناك مساحات متاحة في الدير والمباني الملحقة به، واعتقد أن البنية التحتية اللازمة متوافرة بالنسبة للغرف المنفردة والمطابخ المشتركة وغرف اجتماعات لطالبي اللجوء.
لكن توقعات تسوشر لا تتوافق بالضرورة مع شروط السلطات التي تطالب بتوفر رعاية اجتماعية وتربوية متخصصة يمكنهم تقديم المساعدة على مدار الساعة، ومخرج للطوارئ وأنظمة تعامل مع الحرائق ومراحيض وأماكن للاستحمام، علاوة على الفحص الدقيق لكل متر في المبنى من أعلى نقطة فيه حتى القبو.

ولم يعتقد تسوشر أن الأمر سيكون بهذه الدرجة من الصعوبة إذ يقول: “لا أصدق كيف يمكن أن تواجه الرغبة في المساعدة بهذه الصعوبات..تحاول السلطات إيقافنا”، في إشارة إلى العوائق البيروقراطية التي يواجهها منذ نحو عام ونصف.

سوق عقارات صعب

تتمنى هيلده شايدت، عمدة مدينة آخن، مثل هذا التعاون والتصرف السريع من قبل مؤسسات كاثوليكية أخرى، لاسيما مع توافد المزيد من اللاجئين بشكل أسبوعي على المدينة وضواحيها. وتشير شايدت إلى الصعوبات التي تواجهها آخن كمدينة بها جامعة كبيرة وبالتالي فإن سوق السكن فيها يتسم بصعوبة واضحة.

وتضيف شايدت: “قمنا بشراء مباني على أن نقوم بتعديل البناء، لنتجنب السيناريو الأسوأ وهو وضع مئات الأشخاص في خيام أو في صالات رياضية”. وتنتقد شايدت أيضا، الشروط التي تضعها السلطات مشيرة إلى عدم وجود الوقت الكافي لتعديل المباني أو تحديثها لاسيما في هذا التوقيت الذي يحتاج لتصرف سريع لإيجاد أماكن إيواء للاجئين.

وتتمنى العمدة التعاون مع أبرشية آخن كأكبر جهة دينية في المدينة، على أمل التوصل لحلول سريعة لمشكلة إيواء اللاجئين مضيفة: “نرغب في إيواء هؤلاء الناس بطريقة مناسبة وإنسانية”. وطلبت السلطات في آخن من أبرشية المدينة الإبلاغ عن كل المباني الفارغة التابعة لها والتي تتنوع بين كنائس ومدارس، لكن المشكلة كانت في أن العديد من المباني المبلغ عنها لا تتوافق مع الشروط التي تضعها السلطات المسؤولة.

خلف الأسوار المقدسة

وفي مدينة كولونيا المجاورة، قامت أبرشية المدينة بالأمر نفسه رغم صعوبة إجراء إحصاء للمباني التابعة لجمعيات كنسية. وفي نيسان/أبريل الماضي أبلغت المؤسسات والجمعيات المعنية عن أكثر من 130 مسكنا بالإضافة إلى 44 من المساكن التي قدمتها الأبرشية وبعض الجمعيات و 90 مسكنا من قبل جمعيات خاصة بالقساوسة. وتبلغ الأبرشية، وفقا لتصريحات المتحدث الصحفي باسمها، عن أي مبنى فارغ ومناسب لتحويله لمكان لإقامة اللاجئين.

وكان بابا الفاتيكان فرانسيس قد طالب الكنائس والأديرة بفتح أبوابها أمام اللاجئين. وترغب أبرشية كولونيا في الاستجابة لهذا الطلب، إذ سيتم تحويل أحد الأديرة الفارغة لمجمع سكني للاجئين. وحتى الآن تم تخصيص 12.5 مليون يورو من الأبرشية لمساعدة اللاجئين. (إذاعة صوت ألمانيا)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫2 تعليقات

  1. هؤلاء هم الكفره عباد الصليب….يفتحون كنائسهم لاستقبالنا…اما نحن جماعه الحواري العين….نترقب ونتحسر…كلما ارى هذا اكره اسلامي اكثر

  2. لن ننسى منذ مئة عام حين استقبلتنا العشائر العربية في شمال سوريا وحمتنا من العثمانيين .نحن ﻻ ننكر المعروف. بصراحة مشكلتنا هي مع اﻻسلام وليس المسلمين .ﻻنه من قتلنا باسم اﻻسلام هم العثمانيين .ومن حمانا باسم اﻻسلام هم العشائر العربية .الداعشي يقطع الرؤوس مستشهدا بآيات القتل.اما المسلم المعتدل يمد لك يده مستشهدا بآيات التسامح والسلام .