صحف ألمانية : الحوار مع الأسد ما هو إلا نغمة تعكس رغبة الغرب المدمرة للذات في قيام أنظمة طاغية أدانها التاريخ

بدت الصحف الألمانية منقسمة في الرأي فيما يخص تقييم الدور الروسي في سوريا والجدوى من الحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد. وفيما رصدت صحف أن الفرصة مواتية لألمانيا للعب دور مؤثر، فقد تشككت صحف أخرى من جدوى ذلك.

ولم تستبعد صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية فكرة عقد مباحثات مع الأسد وأشارت إلى العلاقات المميزة السابقة بين برلين ودمشق وكتبت: “من بين كل الدول الغربية، فإن ألمانيا هي الدولة الأقرب لفتح قناة محادثات مع نظام الأسد. فرجال المخابرات السورية المتقدمين في السنمازالوا يتذكروا كيف تلقوا في الماضي تدريبات في ألمانيا الشرقية سابقا، وبالنسبة للأصغر سنا فإن ألمانيا بالنسبة لهم أجدر بالثقة من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة. وبعد هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، تعاونت المخابرات السورية بشكل وثيق مع أطراف عديدة في مقدمتها المخابرات الألمانية. وبالرغم من نفي صحة التقارير التي تحدثت عن قيام رئيس الاستخبارات الألمانية غيرهارد شيندلر بزيارة دمشق في أيار/مايو عام 2013 بصحبة رئيس قسم مكافحة الإرهاب بجهاز الاستخبارات، إلا أن المؤكد هو أن نظام الأسد ساعد أكثر من مرة في تحرير رهائن ألمان من أيدي عناصر إسلامية متطرفة. ويعتبر حزب الله اللبناني أحد أهم حلفاء الأسد على الأرض، ولدى الألمان اتصالات حتى مع هؤلاء، حيث تهتم السفارة الألمانية في بيروت بإقامة اتصالات تظهر قيمتها دائما عند الحاجة لجهود وساطة بين إسرائيل وحزب الله. ومن الممكن أن يكون هذا الأمر نافعا في سوريا أيضا”.

أما صحيفة “تاغزشبيغل” فكانت أكثر تشككا في الأمر إذ كتبت: “العرض الذي قدمه بوتين بشأن الحوارجدير بالبحث، لكن بطريقة عقلانية وبعيدة عن التصورات غير الموضوعية. الأسد يبقى متورطا في عمليات القتل الجماعي واستخدام البراميل المتفجرة ضد شعبه، فكيف يمكن شرح رغبة الغرب في بقائه في السلطة؟ ثمة بعض المصالح: أولها عرقلة التقدم المستمرلتنظيم داعش الذي يشكل ضررا أكبر من الأسد. وثانيها: العمل على وقف الصراعات في سوريا والمساعدة في استقرار الوضع. لكن الدوافع تتوازى ولا تتقاطع، فبوتين يرغب في تجميد الوضع حتى يتمكن الأسد من توسيع نطاق سيطرته على باقي سوريا، في حين يرغب الغرب في إقامة منطقة آمنة، حتى لا يضطر المزيد من السوريين لمغادرة وطنهم، وحتى يصبح من الممكن بدء عملية سلام”.

في الوقت نفسه عقبت صحيفة “دي فيلت” وكتبت تقول: ” المطلب المتكرر بضرورة “الحوار مع الأسد” ما هو إلا نغمة تعكس رغبة الغرب المدمرة للذات في قيام أنظمة طاغية أدانها التاريخ منذ زمن بعيد، لإعادة النظام للعالم بدلا منا. لا مجال في الغرب للحديث عن مواقف ثابتة ورؤى واضحة يمكن على أساها بناء دبلوماسية ناجحة، لكن بدلا من ذلك يسيطر تزييف التاريخ على الموقف، فالغزو الأمريكي للعراق أدى إلى زعزعة استقرار المنطقة، وكأن مثل هذا الاستقرار كان موجودا بالفعل، وكأن أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر على سبيل المثال لم تقع قبل ذلك. الواقع هو أن الأنظمة المستبدة المنخورة هي التي دمرت الأساس السليم للاستقرار في المنطقة لاسيما عبر تغذيتها للجهاديين والإسلاميين من أجل وأد أي تطلع لنشر الديمقراطية، في المهد”. (دويتشه فيله)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

4 Comments

  1. الاسد ستمسحه الدول الكبرى كالزبالة وستبقي على نظامه!!!
    لهذا على الاسد ان لا ينام وعليه بقتل نظامه كله.. اقول كل النظام!!!
    …يقولون ان الاسد اهبل ,
    انا اقول نعم ايضا اذا هو لم يقتل كل هذا النظام الذي حوله!!!!
    لان الاسد نفسه ستقتله الدول الغربية وروسيا وايران…
    او سيلقون القبض عليه الى Den Haag
    ليقيموا تمثيلية حقوق الانسان!!!
    بعد ان قتلوا الانسان( الشعب السوري) ¨!!!

  2. المقال قال و لكن نصف الحقيقة فقط
    فالغرب يدعم جميع الطغاة و المستبدين منذ خروج القوى الاستعمارية حتى الآن من اجل الحفاظ على مصالح الغرب حتى و لو كان على حساب مصالح الشعوب الاسلامية او في الدول النامية غير الاسلامية و ذلك مقابل استمرار هؤلاء الطغاة في الحكم و التغاضي عن سرقتهم و نهبهم و جرائمهم في حق الشعوب
    و لاننسى أن المانيا و بريطانيا هي من باعت السلاح الكيماوي لبشار الأسد و الذي قصف به ريف دمشق و غيرها من مدن سوريا

  3. ببساطة القادة الغربيون يرون بأننا مجتمعات متخلفة غير قادرة على الانفتاح والتفاعل معهم وهذه النظرة موجودة منذ زمن الانتداب والاستعمار وإلى يومنا هذا إذا فمن الأفضل إيجاد (سجان وطني) يلم مجتمعه في سجن كبير اسمه وطن بدلا من الاصطدام العالمي مع تلك المجتمعات ولكن المشكلة الآن أن أسوار تلك السجون والمسماة زورا أوطان باتت هشة ومكشوفة في زمن الانترنت والجوال وسواهم وما كان يصلح في فترة الستينات من إغلاق وتعتيم لم يعد يصلح الآن ومع ذلك ما زال هناك من يصر على إعادة عجلة التاريخ والسجون إلى الوراء مستندين إلى نماذج ناجحة من القمع (الوطني) الحديث كما يحصل في مصر والجزائر وإلى حد ما في تونس متناسين أن تلك الأنظمة ومثيلاتها كنظام الأهبل والمالكي هم من أنتجوا داعش وأخواتها في زمن العولمة….. والقادم أعظم .