جورج صبرا : التدخل الروسي في سوريا هجوم سياسي و عسكري معاكس
قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، جورج صبرا، إن “ما نفذته روسيا من تدخل في سوريا، هو هجوم عسكري وسياسي معاكس، من أجل قلب القاعدة التي بني عليها الحل السياسي، بناء على جنيف1، في يونيو/حزيران 2012”.
وفي حوار مع الأناضول بإسطنبول، أضاف صبرا أن “الدورة الـ70 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجارية حالياً، تتم على إيقاع الهجوم المعاكس الروسي، الذي أدى إلى نزول قوات روسية على الأرض، كما ترافق مع هجوم معاكس سياسي لقلب القاعدة التي بُني عليها الحل السياسي”.
وأوضح أن هذا الحل هو “بيان جنيف1 الذي بُني على أساسه مؤتمر جنيف2، وهذه الاجتماعات (الأمم المتحدة) مبنية على إيقاع مشهد عشرات آلاف السوريين اللاجئين إلى دول أوروبا، وهم يقتحمون كل الحدود”، معتبراً أن هذه الدورة الأممية كانت “سورية بامتياز”.
وأشار صبرا إلى أن الروس “حاولوا تقديم رؤيتهم الجديدة، وهي إعادة تأهيل نظام بشار الأسد، ليكون له دورًا في الحل السياسي ومستقبل بلاده، ولكن المجتمع الدولي لم يستطع أن يقبل هذه الفكرة، لأن الأسد في الأساس هو الذي اختار الحل الأمني والعسكري، وإيران الداعم الرئيسي له لم تعترف ببيان جنيف1”.
وفي هذا الصدد، تساءل “كيف يمكن أن يُبنى حل سياسي على استمرارالأسد، هذا إذا أهملنا الجرائم الكبرى التي قام بها بحق الشعب السوري؟”.
وشدد المعارض السوري على “ضرورة خروج الاجتماعات الأممية الجارية، بموقف يصد الهجوم المعاكس الروسي العسكري والسياسي، ويعيد الأمور إلى نصابها، عبر بناء الحل السياسي وفق قاعدة جنيف 2012”.
وقدّم المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، مؤخراً، خطة إلى مجلس الأمن الدولي، لحل الأزمة المتواصلة منذ أكثر من أربعة أعوام، تقوم على عقد اجتماعات مكثفة بين ممثلين عن المعارضة السورية والنظام، ومناقشة نقاط الخلاف كلا على حدا، ومن ثم الانتقال إلى إنشاء مجلس انتقالي يتولى إدارة مرحلة مؤقتة، دون أن تتضمن الخطة بشكل واضح مصير الأسد أو دوره في مستقبل البلاد، وهو الأمر الذي أفشل مؤتمري “جنيف1″، و”جنيف2” خلال الفترة الماضية.
وحول أسباب اهتمام موسكو بدمشق، بيّن صبرا أنها “قائمة على محور داخلي، وإقليمي، ودولي، فالداخلي أن روسيا لها علاقات تاريخية مع الشعب السوري، وهناك أكثر من 35 ألف سوري تخرجوا من الجامعات الروسية، وهناك علاقة على المستوى العسكري بين البلدين خلال فترة الصراع مع إسرائيل، وكذلك قاعدة للأسطول الروسي في طرطوس (غربي سوريا)”.
ومضى بالقول: “هناك أيضاً، النفط السوري الموجود في المياه الإقليمية، والأراضي السورية، والذي يسيل لعاب الشركات الروسية من أجله، كذلك أعتقد أن العلاقة التاريخية بين البلدين تجعل موسكو تأمل بالمساهمة في إعادة بناء سوريا لحل لمشاكلها الاقتصادية”.
والمحور الإقليمي، بحسب صبرا، يتمثل في أن “إيران تحتل كل الأرض السورية ولها نفوذ عليها، وهنا تريد روسيا التي تلاحظ أن النظام في حالة انهيار، أن لا تترك كل الفوائد على الأرض لإيران، فهي تتدخل لتأخد نصيبها من الكعكة، عندما تبدأ مرحلة جديدة لنظام جديد في سوريا، خاصة أن جزءًا من الطائفة العلوية يميل إلى النفوذ الروسي أكثر من الإيراني”.
كما رأى أن “النزول الروسي في اللاذقية (غرب)، فيه شيء من المنافسة للنفوذ الإيراني”، مشيراً إلى أن “طهران لم تكن مرتاحة لنزول القوات الروسية على الأرض السورية، وهناك قضية أخرى، أن موسكو تريد أن تظهر كلاعب إقليمي مهم في المنطقة وهذه فرصة لها”.
أما على المستوى الدولي، فاعتبر صبرا أن “سوريا جزءً من الصراع الروسي مع الغرب، حيث تريد موسكو أن تقبض على الورقة السورية، وتستبدلها بالورقة الأوكرانية التي تسببت بفرض عقوبات ومقاطعة اقتصادية على روسيا، وهذا جزء من الطموح السوفيتي القديم الذي يحييه الرئيس فلاديمير بوتين، في أن بلاده دولة عظمى يجب أن يُحسب حسابها في كل الشؤون الإقليمية”.
ووصف رئيس المجلس الوطني، محاولات بوتين بـ”العبثية”، لأن النظام السوري “هو الذي استولد الإرهاب، واستورده من حزب الله اللبناني، ومن الميليشيات الطائفية في العراق، والحرس الثوري في إيران، فضلاً عن تنظيم داعش، والمنظمات الإرهابية الأخرى التي ظهرت كرد فعل على إرهاب النظام”.
ورداً على سؤال حول رأيه في المرحلة الانتقالية بدون الأسد، التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في كلمته بالأمم المتحدة، الإثنين الماضي، قال: “نحن نفهم القيادة التي ستفرزها إرادة الشعب السوري، والتي يجب أن تخرج من هيئة الحكم الانتقالي، كاملة الصلاحيات، وهو ما ينص عليه الحل السياسي في بيان جنيف1”.
وتابع: “القيادة السياسية الجديدة ستنبثق من المفاوضات بين المعارضة وممثلي الثورة بجناحيها السياسي والعسكري من جهة، وممثلي النظام السوري، بعيداً عن بشار الأسد، من جهة أخرى”.
وأردف قائلاً: “”هذه السلطة الجديدة هي التي ستدير المرحلة الانتقالية، وترسم المراحل المتدرجة لخروج سوريا إلى إعادة بناء نفسها، كدولة مدنية ديمقراطية تعددية، وتنتهي بإجراء انتخابات ديمقراطية تحت إشراف دولي، تختار برلمانًا جديدًا لسوريا ورئيس جديد”.
وفي كلمته التي ألقاها أمام اجتماعات الجمعية العامة، أبدى الرئيس الأمريكي، استعداد بلاده العمل مع روسيا، وإيران، من أجل ايجاد تسوية للأزمة السورية، قائلاً إن “الأسد والمتحالفين معه لا يمكن أن يأتوا بالسلام لشعب تم اضهاده وقصفه بالأسلحة والقنابل البرميلية”.
وأضاف: “لكن لا يمكن بعد سفك كل هذه الدماء، أن نعود إلى الوضع السابق لاندلاع الحرب في سوريا، وعندما يقتل الأسد عشرات الآلاف من أبناء شعبه،لا يمكن لنا أن نعتبر ذلك شأنا داخلياً”.
وفيما يتعلق بالجيش السوري الحر، والمعارضة المعتدلة المدربة أمريكياً، رأى جورج صبرا أن هذا الجيش “راح ضحية التجاذبات الإقليمية التي جرت خلال فترة من الزمن، أدت إلى خسارته لمواقعه وسمعته، ولقدرته القتالية، والاستمرار على الأرض”.
وأضاف أن “برنامج تدريب المعارضة المعتدلة الأمريكي، أمر يدعو للتعجب، وهي تجربة فاشلة في مرحلتها الأولى والثانية، لأنه ليس من المنطقي أن تطلب من السوري محاربة داعش، وبراميل بشار الأسد تنهال فوق رأسه من الطائرات”، معرباً عن رأيه في أنه “لابد من إعادة النظر في هذا البرنامج، وأن التعاون التركي الأمريكي له دور أساسي في هذا المجال”.
وفي هذا السياق، طالب المجتمع الدولي أن “ينظر للإرهاب بالعينين معاً، عين على إرهاب النظام، وهو إرهاب الدولة، وعين على إرهاب داعش، والذي هو إرهاب المنظمات”.
وعلى صعيد أزمة المهاجرين، قال: “من الواضح أن هذه التغريبة الكبيرة من السوريين التي تتوجه نحو أوروبا، تتوجه تحت ضغط أكثر من 4 سنوات من انعدام الحياة الطبيعية في كل سوريا، وأساسها مناطق سيطرة النظام، فجزء كبير من هؤلاء خرجوا من مناطق النظام، ويريدون تهريب أبنائهم من الخدمة الإلزامية، كي لا يموتوا مجانا خدمة للأسد”.
واستطرد: “اللاجئون تعبوا في مخيمات اللجوء، وليس هناك أي أمل في المدى المنظور لحل سياسي، كما أن الحياة في الداخل أصبحت لا تطاق، فلا ماء، ولا كهرباء، ولا بنية تحتية، والوضع الاقتصادي متردٍ”. (Anadolu)[ads3]
ألست شيوعي يا جورج
اي نعم .. شيوعي و من الطراز الثقيل كذلك
طيب!!! و بعد كل هالعلي انا شو اجاني يا صبرا ممكن اعرف