ألمانيا تحتفل اليوم بذكرى إعادة التوحيد 25 في فرانكفورت بالتزامن مع أزمة اللاجئين و فضيحة فولكسفاغن
تحتفل ألمانيا اليوم بالذكرى الخامسة والعشرين لإعادة توحيدها، وسط أجواء من الشكوك مع تدفق غير مسبوق لطالبي اللجوء وفضيحة المحركات المغشوشة في فولكسفاغن. ولا يمكن مقارنة استقبال مئات الآلاف من اللاجئين اليوم بالتحدي الذي مثله في السابق استيعاب جمهورية ألمانيا الاتحادية لألمانيا الديمقراطية ببناها الاجتماعية المختلفة تماماً واقتصادها المتداعي بالكامل.
وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي عاشت في ظل النظام الشيوعي قبل أيام : لكن هذا الشعور العام عندما تقع على عاتقنا مهمة كبرى نستطيع تحقيقها، يمكننا أن نبقيه حياً في ذاكرتنا، مضيفة أن وصول طالب اللجوء مثل إعادة التوحيد قبل 25 عاماً، سيشكل منعطفاً بالنسبة للمجتمع الألماني.
وقال المؤرخ بول نولتي من جامعة برلين الحرة، إن ألمانيا وجدت نفسها في وضع من الخلل العميق في السنوات الأولى، لكن خلال سنوات أصبحت ألمانيا التي أعيد توحيدها أمراً طبيعياً، وهذا الوضع الطبيعي لألمانيا الموحدة في دورها كأول قوة اقتصادية وسياسية أوروبية هو الذي يسمح اليوم بإنجاز مهمة استقبال واستيعاب آلاف المواطنين الجدد بهدوء. كل هذا رغم أن ألمانيا تهزها فضيحة فولكسفاغن التي اعترفت بتزوير نتائج اختبارات مكافحة التلوث في الولايات المتحدة لسنوات. وحمل وزير المالية فولفغانغ شويبله بعنف على الطمع بالمجد من قبل هذه المجموعة التي تعد درة الصناعة الألمانية وتخشى على سمعتها الدولية.
وقال نولتي إن صفتي الشرقي والغربي تقاربتا تدريجياً إلى أن وصلنا إلى نقطة يمكننا أن نواجه فيها تحدياً جديداً. وهذا يفسر الصدى الإيجابي لدى الألمان الذي لقيته رسالة ميركل حول اللاجئين عندما أكدت «سننجح في تحقيق ذلك».
لكن بعض الفروق بين الألمانيتين لا تزال قائمة. فالبطالة أكبر في الشرق الذي تراجع عدد سكانه ولا يضم أي مقر لشركة كبرى، وليس هناك أي فريق لكرة القدم للشرق يلعب في دوري ألمانيا وهناك رؤية مختلفة للعائلة وخصوصاً للمرأة في ظل نموذج يتسم بطابع محافظ في الغرب.
وكشف استطلاع للرأي أجراه معهد يوغوف مؤخراً، أن 71 بالمئة من الألمان الغربيين و83 في المئة من الشرقيين يرون أن فروقاً كبيرة لا تزال قائمة بينهما. لكن هذا لا يمنعهما من الاحتفال السبت بذكرى وحدتهما. وستجري الاحتفالات الوطنية في فرانكفورت، العاصمة الاقتصادية للبلاد. وستشارك فيها ميركل وألماني آخر من الشرق هو رئيس الجمهورية يواكيم غاوك الذي سيلقي كلمة. (د.ب.أ)[ads3]
راحت البهجة