السعودية و سوريا .. هل من خيارات عسكرية ؟
استبعد سياسيون وخبراء عسكريون سعوديون تدخل بلادهم عسكريا في سوريا على غرار “عاصفة الحزم” التي تقودها باليمن، مشيرين إلى أن الأمر قد يتوقف عند تحديد مناطق آمنة للمعارضة ودعمها بالسلاح النوعي.
وذهب الخبراء إلى أن المملكة لا تستطيع خوض حرب أخرى تستنزف قدراتها التي سخرتها في حربها على الحوثيين في اليمن.
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه “لا مستقبل للأسد في سوريا”، مضيفا أن هناك خيارين من أجل التسوية هناك، إما عملية سياسية تفضي لتشكيل مجلس انتقالي، وإما خيار عسكري ينتهي أيضا بإسقاط بشار الأسد.
ويرى رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبد العزيز بن صقر أنه “لا يوجد خيار عسكري مباشر للمملكة في التعامل مع الوضع السوري كما حدث بالتدخل عسكريا في اليمن لإنهاء الانقلاب الحوثي”.
ويرى بن صقر في حديثه للجزيرة نت، أن خيار عاصفة الحزم كان ممكننا لوجود حدود سعودية مشتركة مع اليمن تقارب 1500 كيلومتر، تسمح بعملية “التدخل المباشر”.
ويعتقد بن صقر أن الخيار العسكري السعودي في سوريا يكمن بعامل أساسي يتمثل في تجاوز الفيتو الدولي المفروض على زيادة السلاح النوعي للمعارضة السورية المسلحة، وخاصة الفصائل التي توصف بـ”المعتدلة”، وهو ما قد يساهم في تغيير موازين القوى العسكرية على أرض المعركة.
ويقول بن صقر إن نوعية السلاح المطلوبة لا تعد من الأسلحة المتقدمة تكنولوجيا، بل هي أسلحة يتكرر وجودها في الصراعات المسلحة، ولكن السياسة الغربية منعت وصولها إلى المعارضة.
ويبين بن صقر أن هذه الأسلحة تشمل الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات ذات الارتفاعات المنخفضة، وهي لا تهدد العمليات الجوية للتحالف الدولي، ولكنها تحدّ من حرية مروحيات النظام.
كما تشمل أيضا القذائف المضادة للدروع ومدفعية الهاون المتوسط ووسائل الاتصال ومناظير القتال الليلي وغيرها من المعدات التي سيؤدي استخدامها للحد من حركة قوات النظام السوري بشكل كبير.
وفي السياق يستبعد القائد السابق لكلية القيادة والأركان اللواء الدكتور ركن شامي الظاهري التدخل العسكري، ويرجع ذلك إلى أن “بشار الأسد في أيامه الأخيرة، وهو ما بدا في التدخل الروسي والإيراني بكثافة مؤخرا، كما أن كلفة الحرب البشرية والمادية عالية، خصوصا في ظل الحرب على الحوثيين في اليمن”.
ويقول الظاهري للجزيرة نت إنه “لا يجب اللجوء إلى الخيار العسكري إلا إذا استنفدت جميع الخيارات الأخرى”.
وأكد الظاهري أن الأولوية القصوى للمملكة هي التركيز على الحرب في اليمن وعدم خوض حربين، علما بأن “انتصار التحالف في اليمن سيحقق على المدى البعيد انتصاراً في سوريا والعراق ولبنان لأنه انتصار على إيران”.
ومع ذلك أشار الظاهري إلى أنه لا بد من دور عسكري ضد الأسد، لأن الحلول السياسية والدبلوماسية المطروحة حاليا في صالحه.
غير أن اللواء الدكتور سعد الشهراني يرى أن الخيارات العسكرية ربما كانت موجودة -مع احتمال نجاح ضعيف- قبل تورط روسيا وإيران وحزب الله وظهور تنظيم الدولة الإسلامية، أما في هذه المرحلة فيعتقد الشهراني أن الخيار العسكري لا يتجاوز كونه تهديدا يساند ويدعم الحل السياسي.
ويحصر الشهراني السيناريوهات العسكرية في أحد اثنين، أولهما إنشاء تحالف تركي غربي خليجي إضافة إلى الأردن لمساندة المعارضة السورية المسلحة لإسقاط النظام السوري.
ويقول الشهراني إن هذا السيناريو “يتطلب محاربة التنظيمات المصنفة إرهابية، ويبدو أن الجميع يدرك مخاطر هذا السيناريو خاصة بعد أن تدخلت روسيا بشكل مباشر في الأزمة السورية”.
ولا يعتقد الشهراني أن الغرب يرى هذا خيارا مقبولا ومفيدا في ظل التجربة الأميركية في العراق.
أما السيناريو الثاني فيتمثل -وفق الشهراني- في تحديد مناطق آمنة شمالي سوريا، وإنشاء جيش تحرير وطني سوري قوي بغطاء جوي كثيف من قوات تحالف عربية تركية غربية ليقوم بالزحف على معاقل النظام وإسقاطه.
هيا السهلي – الجزيرة[ads3]