بعد أن فشلت صوره في إيقاظ ضمير البشرية .. قيصر ” هولوكوست الأسد ” يكتب عن تفاصيل معايشته للفظائع التي عايشها قبل انشقاقه
المصور اسمه سيزار (او قيصر)، مصور عمل عند النظام لتصوير الأحداث الجارية من حرائق، وصدام سيارات، وغرق، ومشادات، لكنه بعد ثورة الشعب السوري، تغيرت «مهنته» جذرياً من الحوادث المتفرقة إلى تصوير الجثث التي تجلب من الميادين، والتظاهرات، والمنازل، والشوارع، لمعارضي النظام، عندما كانت الثورة سلمية، تصوير الجثث أصعب من دفنها، وعرضها بالعشرات مصفوفة على المشارح، أو مرمية أمام المشفى سواء العسكري أو مستشفى المزة.
عين هذا المصور امتلأت بالموتى، وبالجثث، وبالدم، والتخثر، (مثله مثل زملائه المصورين الآخرين طبعاً). وشعر بانزعاج واشمئزاز في البداية، وبقرف حتى التقيؤ، إلى درجة انه كان يمضي 3 أو 4 أيام من دون أن يأكل شيئاَ. لكن من قال، امام فظاعة جرائم بشار الأسد، والجثث التي كان يرسمها، وبازدياد الى المستشفيات والتشوهات التي كانت أثارها في الأجساد والعيون والوجوه والجلود والأفواه والأسنان والألسنة. جثث جثث هكذا أمضى ردحاً من الزمن يتعايش مع صورها، وهيئاتها، ورائحتها، وتحللها أحياناً بحكم وظيفته عند النظام. لا من قال انه يمكن ان يتعايش أي انسان لديه حد أدنى من الشعور بالانسانية، مع هذه المآسي والمشاهد، التي كانت تتضاعف على امتداد حروب بشار على شعبه، والمرعب، ان هذا المصور ورفاقه كانوا يعملون تحت مراقبة أجهزة المخابرات العسكرية: ممنوع إظهار الشفقة. أو الأسف. أو التألم. أو الاشمئزاز. فضابط المخابرات (كما عهدناه في لبنان) يراقب بعيون زجاجية لا أثر فيها لأي إنسانية أو رحمة. آلة قاتلة تشيّء الناس، وتصفيها، ثم تصورها، وترقمها، قبل رحيلها في حفر جماعية.
هذه التجربة المريرة التي عاشها «سيزار» لم يكن له، سوى ان ينقلها كلها، نحو 45 ألف صورة بكليشياتها وتواريخها أخذها معه، عندما أختار الهرب من هذا الرعب اليومي المشهدي، ولم يكتف سيزار بهذه الشواهد الفوتوغرافية للجثث، بل قرر ان يقرنها بكتاب وضعه عن يومياته، وتذكاراته الجحيمية في بلاء «القيصر» الدموي المتساقط اليوم كومية خرفية.
الكتاب صادر بالفرنسية (عن دار ستوك، بباريس ولم يوزع بعد في المكتبات) بعنوان «عملية سيزار، في قلب آلة الموت السورية». ونظنه في التجربتين التصويرية والكتابية، استرجع معاناته بالصورة والكلمة، وفي الحوار من قال «هذا الكتاب رسالة الى السياسيين الذين يقاربون الجزار بشار الأسد». انها برهان ساطع، عن جزء من مجازر الأسد، وجنونه، جنون حلفائه الإيرانيين وعميلهم حزب الله في لبنان.
مقاطع من الكتاب
انا اسمي سيزار كنت أعمل عند النظام السوري. كنت مصوراً فوتوغرافياً في قلب الشرطة العسكرية في دمشق (…). كنت قبل الثورة مكلفاً تصوير مشاهد الجرائم وحوادث السير التي تخص العسكريين. ويمكن ان يكون ذلك في حالات الانتحار، الغرق، وحوادث السير، اندلاع حريق في منزل…
ذات يوم أخبرني زميل لي انه يجب ان نصور جثث مدنيين. وكان قد صور جثث متظاهرين في درعا: كانت الأسابيع الأولى للثورة، في ايار 2011. وعندما كان عليّ بدوري أن أذهب رأيت. كان الضباط يقولون ان هؤلاء هم «إرهابيون»؛ لكن لا، كانوا مجرد متظاهرين. كانت الجثث مكدسة في مشرحة مستشفى تشرين العسكري، وهو مستشفى ليس بعيداً من المركز الرئيسي للشرطة العسكرية.
في البداية، كانت توضع الأسماء على كل جثة. لكن ولكن بعد ذلك، بعد أسابيع أو أشهر، لم تعد للجثث اسماء. فقط أرقام. في مشرحة مستشفى تشرين، أخرج جندي من ادراج البرادات، ورماها أرضاً ليتاح تصويرها، وارجاعها إلى البرادات.
ولدى وصولنا إلى المستشفى كانت الجثث تحمل رقمين كل واحدة. مكتوبة على «السكوتش» اللاصق، أو بالقلم على الجلد، أو على الجبهة. لكن السكوتش من نوع رديء، إذ غالباً ما كان يسقط.
الرقم الأول للمنتقل نفسه. الثاني لفرع المخابرات حيث اعتقل. الطبيب الشرعي، الذي كان يبكر في المجيء صباحاً، ليعطي رقماً ثالثاً من أجل تقريره الطبي (…).
وكان الطبيب الشرعي يسجل الرقم الطبي على كرتونة، أو يمسكها بيده، ونحن نصور. انها هذه الأيدي التي ترونها قد صورتها أحياناً، لكن نرى قدمي الطبيب الشرعي أو المخابرات، قرب الجثث.
وكان ممنوعاً علينا أن نتكلم أو أن نطرح أسئلة عندما كان أحدهم، أي المخابرات أو الطبيب، يأمرنا، فعلينا ان نطيع. كان يقول لنا «صوروا هذه الجثث (من رقم واحد إلى 30 مثلاً) وتذهبون». وللتمكن من التعرف بهم بسرعة في المكان، كان علينا ان نأخذ عدة كليشيهات لكل جثة، واحدة للوجه، واحدة للجسم كله، وأخرى من الجانب، وواحدة للرأس أو للأرجل، وكانت الجثث مجموعة بفروع. فكان هناك مكان للفرع 2015 للمخابرات العسكرية، وآخر لفرع المخابرات الجوية. وكان من شأن ذلك تسهيل أخذ الصورة وترتيبها بعد ذلك. لم أكن قد رأيت مثلاً ذلك. فقبل الثورة، كان السجناء يتعرضون للتعذيب في السجن. وهذا معروف لدى الجميع. لكن هنا، لم أرَ في حياتي مثلاً هذا التعذيب اشخاص اصيبوا بكسور عميقة، أو اقتلعت عيونهم، أو حطمت عظامهم، أو أثار ضرب بأسلاك تستخدم لاقلاع السيارات. هناك جروح امتلأت بالحشرات، لأنها لم تعالج منذ وقت طويل، فالتهبت. أحياناً كانت الدماء تغطي الجثث، لكن دماء طازجة، لأشخاص ماتوا لتوهم.
وفي مرحلة أخرى، كانت الجثة ترسل إلى مستشفى المزة، وهو أكبر وأوسع من مستشفى تشرين.. كان أسهل علينا تصوير الجثث هناك في مستشفى تشرين لكنها كانت مصفوفة بعيدة عن الشمس والضوء، المشرحة أو في الممرات كانت الجثث مرمية في الخارج، أرضاً، في أحد الكاراجات لتصليح السيارات..
تضاعف العدد. وازداد، خصوصاً ابتداء من 2012. لم نكن نتوقف في عملنا. الضابط المسؤول عنا يشتمنا صارخاً. و»وين وليش ما خلصتوا بقا؟ ليش الشغل ما خلص؟ الجثث عمتتكدس! يللا! عجلوا». كان يظن أننا نبطئ، لكن ما كان في وسعنا ان نسرع أكثر.. فأعداد الجثث يتزايد، ولكن أقل عدداً في الخدمة بسبب انشغال الجنود. كان هناك ضغط شديد الى درجة كانت فيه الجثث تنتن وتتحلل في كاراج سيارات مستشفى المزة قبل ان يتسنى لنا ان نصورها. كانت تتنتن. ذات مرة رأينا عصفوراً ينقر عين جثة. وأحياناً أخرى رأينا كيف كانت تهاجم الحشرات جلود الموتى. ثم، هناك الرائحة. الرائحة الكريهة التي كانت تجنّننا، وعلينا اعتيادها لأنها جزء من عملنا اليومي.
كنا نعمل من الثامنة صباحاً وحتى الثانية بعد الظهر، لنأخذ استراحة السادسة وحتى السادسة أو السابعة. ثم نعود الى المكتب في السابعة حتى العاشرة مساء. كانت أياماً طويلة، وعلينا انجاز عملنا مساء لكي لا نتأخر. كنا نعلم ان هناك جثثاً أخرى علينا تصويرها في اليوم التالي (…)
وبعد الانتهاء من الصور، يرجعون الى مركز الرئيس للشرطة العسكرية، لوضع تقاريرهم الموجهة الى القضاء العسكري.
كان أكثر ألماً جداً لنا رؤية هذه الصور على الكومبيوتر من تصويرنا الجثث. فوجودنا في المكان، وسط الجثث، لم يكن في مقدورنا التأخر.
كان الطبيب الشرعي يحثنا على الاسراع، ورجال المخابرات يراقبوننا، ويسجلون ردود فعلنا. على كل حال. الجميع يراقبون الجميع في سوريا (….)
لكن في صمت مكتبنا، كنا نتمتع اكثر قليلاً، فلدينا الوقت وهناك كنا نطبع الصور وعندما نلصقها، فهذا بالذات لم يعد في امكاننا ان نحول نظرنا. فالمعتقل ينبعث امامنا كنا نرى فعلا الجثث، نتصور التعذيب، نحس الضربات. ثم علينا كتابة التقرير.. كأنما ليوضعونا مزيداً مما شاهدنا في ذاكرتنا. شهر من الاعتقال، نجد ان السجناء قد تغيرت وجوههم كلياً. الى درجة ما كان في وسعنا التعرف اليهم.
أرشيف الموت
أحد أصدقائي مات في المعتقل. صورنا جثته من دون ان نعرف من هو، فعندما، وبعدما ذلك، وعندما كنا نبحث سراً عن معلومات لوالده، اكتشفت ان صورته مرت بين ايدينا ولم نتعرف اليها. لم يعتقل سوى شهرين. كان شخصاً اقابله تقريباً كل يوم قبل اختفائه. وتبلغ والده من الشرطة العسكرية ان ابنه قد توفي السجن. لم يصدق والده. فأكدت له: «اتصلت بالمستشفى العسكري. وأخبروني ان ابنك قد مات». في الواقع، انا فتشت في اراشيفنا وعثرت على الصورة، وليبقى ذلك سراً لم أكن أستطيع ان ابوح له بذلك. لم يكن احد يعرف ان كل جثة معتقل كانت تصور بطريقة منهجية قبل رميها في حفرة جماعية. في البداية شعرنا بالقرف والاشمئزاز، والضيق. وكان يمكن ان اقضي ثلاثة أو اربعة ايام من دون أن آكل شيئاً، لكن بعد ذلك تحول من حياتنا اليومية، الى روتين، لأنه بات جزءاً منا. وكانت هذه الطريقة للخروج منها. وماذا يمكننا ان نفعل غير ذلك؟ كان يتملكنا الخوف. فاذا عبرنا الموت ونصبح واحدة تلك الجثث. ولكن نخاف ايضا على المقربين منا، سواء اعتقلوا أو تحولوا ايضا احدى هذه الجثث. (…)
ذات يوم، كنت في مستشفى المزة. كانت الجثث مصفوفة الواحدة قرب الأخرى. عندما وصلت فوق احداها، شعرت ان هذه «الجثة» ما زالت حية. كان الشخص المتمدد يتنفس ببطء: «هل يجب ان اصوره؟» فما زال حياً؟»، سأل أحد زملائه العسكريين المولجين في نقل الجثث. وصل الطبيب الشرعي، واستشاط غضباً: «كيف حصل ذلك، أما زال حياً؟ ماذا سافعل أنا؟ فهذا سيغير كل أرقامي». كان غضوباً، لأنه قد ملأ كل دفتر بالأرقام الطبية للجثث التي سلمت له الواحدة بعد الأخرى. فاذا كان هذا الشخص ما يزال حياً، فعلينا تشطيبه، ووضع ارقام جديدة، وإعادة تسجيل كل شيء. فأجابه أحد العسكريين مطمئناً» لا تقلق، ولا يهمك، روح خدلك شوي، مافي والمسألة كلها بتكون تظبطت، بس ترجع. وبدوره عندما وأخذنا بقية صورا (لقد صفوه!)
كنا انا وزملائي، نشكل فريقاً من 12 مصوراً، وندعم بعضنا. لكن من غير الممكن ان نكون واثقين من بعضنا، أحياناً مع زميل، كنا نوشوش دون ان نجرؤ على إغلاق باب المكتب. كنا نقول لبعضنا سيحاسبوننا في يوم الدينونة ويسألوننا: ماذا فعلتم مع هذا النظام المجرم. فماذا عسانا نجيبهم؟ (…)
بول شاوول – المستقبل اللبنانية[ads3]
سيخزيك الله يا بشار يوماً.. سيخزيك الله حتماً.. يا حامل لواء الظالمين..
هذا لمن يعرف من هم الشيعة والعلويون
یوم کنتم تعدمون اسرینا امام الکامیرات مع التکبیر و التهلیل ، هل فکرتم بحیاةاسریکم عنا؟ نموذجا:اعدام اسری مطار ابوظهور
ابن اللاذقية من الطائفة العلوية . منذ بدء الثورة و منذ القدم لم يقم السنة بقتل اطفال أو نساء العلويين بشكل ممنهج كما يقوم العلويين باعتقال النساء و الأطفال و الشيوخ و اغتصابهم . اتحداك أن تعطي حادثة واحدة لقتل ممنهج و مجازر كما يقوم العلويين و مواليهم بقتل كل شخص أمامهم عندما يدخلون القرى السنية . و الأمثلة أكثر من ان تحصى في التريمسة و كرم الزيتون و غيرها .
فرنسا وضعت العلوي بالحكم لأنه كان مهدد بالإبادة، هذا ما يقوله التاريخ.
کرم زیتون بحمص عمل استخباراتی بحت فعلها العصابات العمیلة للخارج فکل القتلی لم یکن لدیهم ای علاقة بالمعارضة…اما بنسبة افاعیل الثورتجیة…تحتاج بالنموذج؟ قریة حطلة بالدیرالزور و الفلم الدعارة الجهادیة للجبهة النصرة انذاك المجرم المصور عندما وصل بجثة امراءة من اتباع اهل البیت علیهم السلام و رفع البطانیة من علی وجهها و من ثم قال احدهم “لاتصور، حرمة!!”…یاللکومیدیا السوداء حرام التصویر و لیس بحرام القتل!! و من ثم خرج شافی العجمی فی کویت امام العالم و امام السیارة الشرطة قال “الیوم اخذنا حطلة و قتلنا السید و وقتلنا ولد السید”… و جریمة النکراء بحق الموالین للدولة السوریة فی قلعة حارم بادلب الذین وجدت لاحقا جثثهم فی نهر بحلب و هم من اهل السنة…الی غزوة ام المؤمنین عائشة فی الریف اللاذقیة بعام 2013 و تعاون بین داعش و النصرة و الحر و اختطاف کثیر من النساء و الاطفال و من بینهم الشیخ بدر و من ثم اعدامه طعنا بالسکین بصور نشرها المنارة البیضاء التابعة للنصرة…و حتی لم یتم مبادلته باسریکم…اذا انتم تتلذذون بالاعدام اسرینا و لا یهمکم حیاة اسریکم، فلم الازعاج مما ترون فی صور قیصر؟