فايننشال تايمز : على روسيا العمل مع أمريكا لا ضدها في سوريا

شددت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية على أنه “يجب على روسيا أن تعمل مع الولايات المتحدة لا ضدها في سوريا”، مشيرة الى أن “جميعنا يعلم كيف بدأت الحرب العالمية الأولى. أعمال فردية من العنف تراكمت لتحرك عمليات عسكرية لا رجعة عنها، تفتقر إلى التوجيه الاستراتيجي العام، تماماً كافتقارها الى وضوح الهدف منها. أما الباقي، فبات من التاريخ: مذبحة استمرت أربع سنوات ارتكبت لتحقيق مآرب طموحة وضعتها مسبقاً القوى المنتصرة بأثر رجعي”.

ورأت أنه “ما زال هناك وقت لتفادي تكرارها، هذه المرة في الشرق الأوسط، وفي سوريا تحديداً. لقد أيدت بداية قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما عدم استخدام القوة في المأساة السورية. اذ لم يكن من معنى لاستخدام الولايات المتحدة القوة للاطاحة بالرئيس بشار الأسد من منصبه، كما نادى بعض الأصدقاء في الشرق الأوسط، في غياب إجماع محلي حقيقي على ذلك سواء في سوريا أو في أميركا. أضف إلى ذلك أنه، سواء أعجبنا الأمر أم لم يعجبنا، ما كان الأسد ليستوعب إلحاح واشنطن على تنحيه، ولا أن تخيفه جهود الولايات المتحدة لدعم مقاومة ديمقراطية فعالة ضده”.

ولفتت الى أن “موسكو اختارت التدخل العسكري في سوريا بدون تعاون سياسي أو تكتيكي مع الولايات المتحدة، القوة الأجنبية الرئيسية المشاركة بشكل مباشر، كي لا نقل فعال، في جهود انتزاع الأسد عن كرسيه. بتحركها، تنفذ روسيا ضربات ضد عناصر سوريين رعتهم الولايات المتحدة ودربتهم ومدتهم بالعتاد، موقعة الأضرار والضحايا. وهذا في أحسن الحوال يظهر قدرات القوات الروسية، وفي أكثرها سوءاً، يحاول الإضاءة على الفشل السياسي لأميركا في المنطقة، مما يهدد مصداقية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط”، مشددة على أنه “يجب اقناع موسكو بالعمل معنا على حل المشكلة التي تتجاوز مصلحة بلد واحد”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها