لاجئ سوري يقول إنه لو علم بما سيحصل له لبقي في سوريا .. ألمانيا تعيش كابوس استيعاب اللاجئين
عندما فر هشام من سوريا في أوائل أغسطس آب الماضي مع زوجته الحامل وطفله الرضيع كان على ثقة أنهم سيكونون على ما يرام ما إن تطأ أقدامهم أرض ألمانيا.
غير أن الأمل تحول إلى يأس بعد أسابيع من انتظار تسجيل الأسرة في أحد مراكز الاستقبال المكتظة باللاجئين في برلين.
وهشام الذي يعمل طاهيا وعمره 26 عاما ليس سوى واحد من مئات المهاجرين الذين يتزاحمون حول شاشة صغيرة في مكتب التسجيل كل يوم ينتظرون وقد ارتسم اليأس على وجوههم النداء على رقمهم لدخول المكتب والحصول على شهادة تمثل الخطوة الأولى في عملية الحصول على وضع اللاجيء.
ويتسلق البعض الحواجز لرؤية ما يحدث بينما يتمدد آخرون على العشب وحولهم حقائب وأكياس من البلاستيك بها متعلقاتهم القليلة. وعندما يظهر متطوعون لتوزيع التفاح أو الموز تتفجر مشاجرات بين الموجودين.
وقال هشام إنه لو علم بكل ذلك “لبقيت في سوريا ولم آت إلى هنا … كنت أحلم أن ألمانيا ستكون أفضل لكن الوضع سيء جدا. فنحن ننام في البرد. والآن طفلي مريض.”
وتحولت عملية فرز وتسجيل الوافدين الجدد التي كانت سلسة نسبيا من قبل إلى كابوس محير للكثيرين إذ تكافح مدن في مختلف أنحاء ألمانيا لمواكبة الزيادة في أعداد اللاجئين من الشرق الأوسط.
ومن المتوقع أن يصل عدد اللاجئين إلى رقم قياسي يبلغ 800 الف هذا العام. وبلغ عدد الواصلين في شهر سبتمبر ايلول وحده أكثر من 200 ألف.
ومع تزايد الاعداد أصبح تسجيل الوافدين الجدد في فترة مناسبة أمرا مستحيلا فعليا.
وفي المركز القائم في برلين يقول طالبو اللجوء وبعضهم ينام في العراء إنهم ينتظرون فترات تصل إلى 25 يوما للتسجيل. ومع اقتراب فصل الشتاء يتكرر هذا التأخير في المدن الأخرى في كل أنحاء ألمانيا.
وقالت ريبيكا كيليان ماسون التي تدير مشروعا في ميونيخ لتوعية المهاجرين بعملية طلب اللجوء في ألمانيا “أكبر مشكلة في الوقت الحالي هي التسجيل الأولي للناس وتزويدهم بالأساسيات. وهذا لا يسير على ما يرام في كثير من الأماكن.”
وعلى رأس المشاكل يأتي طول فترة الانتظار.
إذ يتعين على السلطات إيجاد مأوى يتحمل قسوة الشتاء وتزويد طالبي اللجوء بالمال اللازم لتوفير الاحتياجات الأساسية والتعامل مع المشاكل الصحية والتعرف على المهاجرين الذين لا يحملون وثائق واستبعاد من يدعون زورا أنهم سوريون لأن الحكومة الألمانية أوضحت أنها لن تسمح بالبقاء سوى للفارين من الحرب الأهلية.
ثم يأتي تحدي إعادة عشرات الالوف من المهاجرين الذين لا يحصلون على حق اللجوء وتعقب من لم يتقدموا بطلبات.
ويقدر فرانك يورجن فايز رئيس المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين أن في المانيا حوالي 290 ألف شخص لم يتم تسجيلهم.
وفي ألمانيا المعروف عنها النظام وكفاءة الأداء تحول طوفان اللاجئين إلى كابوس للشرطة والساسة واللاجئين أنفسهم.
مشكلة سياسية
وقد شهدت المستشارة أنجيلا ميركل شعبيتها تتراجع إلى أدنى مستوى منذ أربع سنوات. وفي الأسبوع الماضي علا صوت وزير داخليتها توماس دو مازيير المتحفظ في العادة بالانتقاد وسط تحذيرات من الشرطة من خروج اشتباكات عنيفة في مراكز اللجوء عن نطاق السيطرة.
وقال دو مازيير لهيئة الإذاعة والتلفزيون زد.دي.إف “إنهم يضربون لأن أماكن الاقامة لا تعجبهم. ويتسببون في مشاكل لأن الطعام لا يعجبهم. ويضربون بعضهم بعضا.”
وفي برلين تعلو الأكف بالتصفيق عندما يظهر رقم أحد طالبي اللجوء على الشاشة ويشق طريقه وسط الزحام لدخول المكتب لتسجيل بيانات الاسم وتاريخ الميلاد والبلد التي أتى منها.
ويتم تصوير طالب اللجوء وتؤخذ بصمات أصابعه مقابل وثيقة مؤقتة.
وتم تحديد حصة تمثل نحو خمسة في المئة من الوافدين الجدد إلى ألمانيا لمدينة برلين وسيتم توزيع بعض المنتظرين في مركز التسجيل بالعاصمة على الولايات الخمس عشرة الأخرى عن طريق نظام كمبيوتر حسب عدد سكان كل ولاية وايراداتها الضريبية.
وتقول سيلفيا كوستنر المتحدثة باسم مكتب الصحة والشؤون الاجتماعية في برلين إن هذه العملية مع تنظيم تذاكر القطارات تستغرق في كثير من الأحيان يومين أو فترة أطول بينما كانت تستغرق بضع ساعات في العام الماضي.
وقال جورج كلاسن من مجلس برلين للاجئين إن السلطات تبذل جهودا كبيرة لتحقيق قائمة طويلة من الوعود من الاقامة إلى صرف المساعدات النقدية إلى الشهادات الصحية.
وأضاف “ليست مسألة نقص المال بل هي مشكلة تنظيمية. ولديهم عدد كبير من الناس يعملون لهم.”
وقالت ميركل لمحطة دويتشلاندفونك في مقابلة أذيعت يوم الأحد إن ألمانيا بحاجة لتنظيم عملية اللجوء وجعلها أوضح والبت فيما إذا كان الناس باقين أم لا بسرعة أكبر.
ومن المفترض بقاء طالبي اللجوء في مراكز الاستقبال لفترة تصل إلى ثلاثة أشهر. لكن جاوهر بزميل الذي يدير مركزا من هذه المراكز في غرب برلين يقول الأمر ينتهي بالبعض إلى الإقامة في المراكز لفترة تصل إلى ثمانية أشهر بسبب عدم وجود أماكن إقامة في برلين.
ويقول كلاسن إن البعض خاصة الصغار يشعرون بالاكتئاب لبقائهم طول النهار لا يفعلون شيئا سوى النوم والأكل والانتظار.
وقال أفغاني المولد يدعى محمد وعمره 24 سنة “السلطات تقول لي أن أنام وآكل. وأنا أقول اعطوني عملا.”
ويضيف محمد الذي عاش وكبر في ايران ثم انتقل إلى اليونان “كل يوم آكل وأنام. لا يعجبني ذلك. فأنا لم آت إلى هنا من أجل الطعام. فلدي طعام أفضل في بلدي.”
سوريون زائفون
ما إن يتم تسجيل طالبي اللجوء حتى تبدأ لعبة انتظار جديدة. ويقول المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين إن فرز طلبات اللجوء يستغرق في المتوسط 5.3 شهر هذا العام انخفاضا من 7.1 شهر في العام الماضي.
وفي أول خطوات التسجيل بأحد المكاتب التابعة للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين يتم تصوير طالبي اللجوء وأخذ بصماتهم لمقارنتها بسجلات نظام أوروبي للتأكد من عدم تقدمهم بطلب للجوء في دولة أخرى من الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي.
وفي مقابلة لاحقة قد تمتد من ساعة إلى يومين في الأحوال الاستثنائية توجه لطالبي اللجوء اسئلة عبر مترجم عن كيفية وصولهم إلى ألمانيا ومن أين أتوا وأين كانوا يعيشون وما إذا كانت اسرهم مازالت تعيش في بلدانهم الأصلية.
وعليهم رواية حكاياتهم عن معاناتهم مع الاضطهاد وتفسير سبب طلب اللجوء.
وقال فايز رئيس المكتب الاتحادي إن حوالي ثلث الوافدين الجدد يأتون دون جوازات سفر وبعضهم لا يمكنه تفسير وجوده في المكان الذي أتى منه بينما يرفض آخرون ذلك.
ولمن يقولون إنهم سوريون ربما تجرى اختبارات أخرى مثل اللهجة والسؤال عن عادات محلية أو أسئلة جغرافية عن سوريا للتأكد من صحة أقوالهم.
وتقدر وزارة الداخلية أن نحو ثلث المهاجرين الذين يقولون إنهم سوريون ليسوا من سوريا.
وفي النهاية يرسل لطالب اللجوء رسالة تخطره بقرار المكتب. وقد تم منح شكل من أشكال الحماية لنحو 39 في المئة من الطالبين في الاشهر الثمانية الأولى من العام الجاري لكن الاحتمالات ضعيفة لطالبي اللجوء من دول البلقان إذ لا تقدم مساعدة سوى لأقل من واحد في المئة منهم.
أما للمتزاحمين خارج مركز التسجيل في برلين فيبدو أن مجرد الحصول على أي إجابة لا يزال أمرا بعيدا.
تقول السورية يمنى (50 عاما) “إذا جئتم غدا ستروننا. واليوم التالي واليوم الذي يليه.” (Reuters)[ads3]
من يريد الخروج من المانيا,
يكفي ان تقول للمسؤولين الالمان
يعطوك مبلغ من المال فتذهب الى اي مكان اخر ليس اوروبا طبعا
طيب ارجع
طبعا للاسف كتير من السوريين مفكرين الجنة في المانيا
من الطبيعي جدا ان تكون بدون اوراق ثبوتية وبدون مصاري انك تتعذبلك شوي
يعني بتتحملها الامور شهر زمان
الله يصبركم ياجماعة الامور مانها سهلة وانت بيتو الطريق فلازم تكمله للنهاية والحقيقة المرة اللي لازم الناس تعرفها انه اللي اختار طريق اللجوء كان عم يطلب مستقبل لاولاده مانه لاله
من رفع شعار ( المنية و لا الدنية ) ما بيغادر سوريا إلا لمأرب أخرى
أن شاء الله بترجعو لبلادكم إن لم يكن همكم الجنسية الاخرى.
ك….اخت هلزمن العاهر .صرنا عم نحلم نصير لاجئين متلنا متل الافارقة والافغان. كنا شعب معزوز وماحدا بيسترجي يجيب سيرة سوريا