عمدة كندي : على بلادنا أن تفتح ذراعيها للاجئين السوريين أيا كانت ديانتهم

في وقت أعربت فيه حكومة المحافظين في كندا عن رغبتها في “اختيار” اللاجئين السوريين الـ 10 آلاف الذين من المنتظر أن تستقبلهم بحلول سبتمبر/ أيلول 2016 من بين الأقليات الدينية، بحسب تصريحات رسمية، قال لوك ديجاردان، نائب رئيس “الجمعية الفرانكفونية لبلديات نيو برونزويك” (إحدى المقاطعات الكندية الـ 10/ شرق)، وعمدة “بيتي روشيه”، إنّه “يتعيّن على كندا أن تبقى، مهما كلّفها الأمر، أرضا تستقبل الجميع دون تمييز، تماما كما كانت دائما”.

ديجاردان أوضح، في مقابلة جرت بالعاصمة التونسية، على هامش الجلسة العامة الـ 35 لـ “الجمعية الدولية لرؤساء البلديات الفرانكفونيين (الناطقين بالفرنسية)”، المنعقدة من 7 إلى 9 من هذا الشهر، إنّ “كندا لطالما كانت أرض لجوء، وعليها الاستمرار في ما كانت تقوم به، وهو استقبال الأشخاص الذين يمرّون بمحنة، وذلك بغضّ النظر عن انتمائهم العرقي أو الديني”، مضيفا أنه “وعلى ضوء الأزمة السورية، يتحتّم علينا استقبال لاجئي هذا البلد، تماما كما استقبلنا غيرهم من قبل”.

وبحسب بيانات الحكومة الكندية، فإنّ هذا البلد معروف، منذ قرون، باستقباله لطالبي اللجوء، فلقد وجد فيها 3 آلاف من الموالين السود (رجال أحرار وعبيد)، والفارين من القمع خلال الثورة الأمريكية، في 1776، ملجأ لهم، وبعدهم الآلاف من اليهود والفلسطينيين والأوكرانيين والهنغاريين والصينيين وغيرهم، من ضحايا الاضطهاد والمجازر، ممن لجؤوا إلى هذا البلد باحثين عن الأمن.

ووفق المصدر نفسه، تمنح كندا اللجوء سنويا لأكثر من 10 آلاف شخص، وتستقبل أكثر من 12 ألف لاجئ، لافتا إلى أنها نالت، في 1986، “ميدالية نانسن” (تُمنح هذه الجائزة الدولية سنوياً إلى فرد أو منظمة اعترافاً بخدماتهم الاستثنائية المكرّسة للاجئين) تكريما لها من قبل منظمة الأمم المتحدة على “تقليدها الانساني الاستثنائي فيما يتعلّق باستقبال اللاجئين”.

رئيس بلدية “بيتي روشيه” الكندية، أضاف أيضا إن “الواجب الأخلاقي يفرض علينا، اليوم، مواصلة، والأهم تسريع عمليات معالجة طلبات اللجوء المقدّمة من قبل اللاجئين السوريين، تجنّبا لكارثة شبيهة بما حصل للصغير أيلان (أيلان الكردي الفتى الصغير الذي لفظته إحدى الشواطئ التركية بعد غرق قارب يحمل لاجئين سوريين، وزلزلت صورته العالم).

وشدّد ديجاردان على أنّ بلاده “تمتلك الموارد الاقتصادية والاجتماعية اللازمة لاستقبال اللاجئين السوريين الـ 10 آلاف وحتى أكثر من ذلك بكثير”، حيث “توجد العديد من المنظمات والبلديات في كندا مستعدّة لاستقبال هؤلاء اللاجئين ومرافقتهم في القيام بجميع الاجراءات وإدماجهم ومنحهم عملا، وفي مدينتي، سنستقبل عائلات بأكملها لدى وصولها، لكن تظلّ الحكومة الاتحادية هي صاحبة القرار الأخير، وهي وحدها من يسعه تغيير الأشياء، ولذلك، أعتقد أنه حان الوقت لتسريع الاجراءات من أجل التكفّل، دون تمييز، بجميع هؤلاء الأشخاص المحتاجين إلى المساعدة”.

أما على الصعيد الرسمي، فقد ذكرت صحيفة “لابراس″ اليومية الكندية، أنّ حكومة ستيفين هاربر (رئيس الوزراء) أعربت عن استعدادها، بشروط، لاستقبال 10 آلاف لاجئ سوري بحلول عام 2016، و23 ألفا (سوريين وعراقيين) بحلول 2018، حيث صرّح المحافظون (الحزب الحاكم بأقلية في كندا) في مناسبات عديدة، أنه سيمنح الأولوية “للأقليات الدينية والعرقية”.

وكان وزير المواطنة والهجرة الكندي، كريس ألكسندر، قال، الأسبوع الماضي، إنّ الأقليات “تستحقّ حمايتنا (…) اليزيديين والعديد من المجموعات المسيحية والأقليات المسلمة (الشيعة) المعرّضين للخطر والاضطهاد من قبل تنظيم الدولة الاسلامية، وعلى كندا الاعتراف بأنهم يواجهون نوعا خاصا من الاضطهاد”.

معايير رأى فيها الكثير من الكنديين، وخصوصا “جمعية كيبيك للمحامين والمحاميات عن قانون الهجرة”،  “تمييزا” واضحا بين اللاجئين. وبحسب ما تداولته وسائل الإعلام الكندية نقلا عن الجمعية المذكورة، فإنّ الحكومة قّررت إحتواء الجدل المتفجّر بهذا الشأن، عبر التوجّه إلى الكنائس للحصول على دعمها ومساندتها في هذا الإطار، بما أنّ المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، لا ترسل اللاجئين وفقا لانتماءاتهم الدينية والعرقية، وأنّ العامل الأخير لا يتم أخذه بعين الاعتبار إلا في صورة كانت سبب الخطر في بلدان اللجوء وليس في البلد الذي فرّوا منه.

وأشارت وسائل الإعلام نقلا عن المصدر نفسه قوله أنّ هذه هي الطريقة الوحيدة (عبر الكنائس) التي تمكّن من أن يكون اللاجئون السوريون الـ 10 المنتظرين في كندا بحلول سبتمبر/ أيلول المقبل، مسيحيين ودروز وأكراد وغيرهم من الأقليات التي تريد الحكومة الكندية استقبالها على أراضيها.

وبالنسبة للوزير ألكسندر، فإنّ “كندا قادرة فقط على استهداف بعض المجموعات التي تواجه الاضطهاد، وذلك عبر نظام الكفالة الخاص” المتأتي بالخصوص من “الكنائس″ و”الجماعات المحلّية”، حيث قال الأسبوع الماضي، في تصريحات لوسائل الإعلام الكندية: “نتطلّع (…) إلى زيادة عدد الموقّعين على اتفاقية الكفالة (مؤسسة دينية عرقية أو محلية) لتلبية هذه الاحتياجات”.

من جانبها، افترضت مديرة المجلس الكندي للاجئين، جانيت دنش، في تصريحات تداولتها وسائل الإعلام الكندية، أنّ الحكومة تريد بالأساس “اختيار اللاجئين المسيحيين”، مع أنه لا شيء يبيح لها، من وجهة نظر قانونية، عدم متابعة ملف أو رفضه على سبيل المثال، فقط لأن اللاجئ مسلم”.

وبحسب أحدث المعطيات، فقد استقبلت كندا ألف و106 من أصل اللاجئين السوريين الـ 10 آلاف الذين وعدت باستقبالهم بحلول سبتمبر/ أيلول المقبل، وقد حظي 888 منهم بكفالة خاصة. (Anadolu)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها