لماذا لا تستهدف تركيا ” داعش ” ؟

كشف مراسل صحيفة «حرييت» التركية في واشنطن، تولغا تانيش، أن أنقرة نفذت أول ضربة جوية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في 14 تشرين الأول (اكتوبر) الجاري فقط، رغم انضمامها للتحالف الدولي منذ 28 آب (أغسطس) الماضي.

وأثار تولغا في مقال نشر في «حرييت» أمس (الإثنين) تساؤلات حول حقيقة المشاركة التركية في الحرب ضد التنظيم الإرهابي، مستنداً بذلك إلى تصريحات مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية.

وكتب: «تحدثت إلى مصدرين في وزارة الدفاع الأميركية، وقال المصدر الأول: في البداية شارك الأتراك في العمليات، لكن لاحقاً، ولفترة طويلة، لم يشاركوا».

وأضاف تولغا ان ذلك يعني أنه طيلة أيلول (سبتمبر) الماضي، سخرت انقرة كل قدراتها لضرب «حزب العمال الكردستاني»، ولم تحاول إطلاقاً ضرب «داعش»، وعندما حاولت فشلت.

وتابع تولغا ان المصدر الثاني قال له إن «الأولوية بالنسبة للأتراك محاربة العمال الكردستاني»، وان ذلك يعني بعبارة أخرى «أن تركيا سخرت كل مصادرها في شكل خاطئ لعدم استهدافها داعش، ومن ناحية أخرى عندما حاولت ضرب التنظيم فشلت».

وأضاف المصدر بحسب المراسل التركي: «رأينا سابقاً كيف قدمت أنقرة معلومات خاطئة عن برنامج التدريب والتجهيز، وكيف فشل هذا البرنامج في وقت لاحق».

وقال المصدر: «نحن أمام إدارة فاشلة لا تستطيع حماية مواطنيها، ولا تستطيع منع قتل الأبرياء». وأضاف: «على الحكومة التركية ان تشرح لشعبها وللعالم لماذا لم تضرب داعش».

وأوضح الصحافي التركي أن الصحف التركية ازدحمت بقصص، في آب (أغسطس) الماضي، عن قيام الطيران التركي بتدمير سبعة أهداف لـ «داعش» شمال حلب.

لكن تقارير التحالف الدولي الصادرة عن القيادة المركزية الأميركية تشير إلى قيام أنقرة بضربة جوية واحدة في تلك المنطقة. وأوضح تقريران صادران في 28 و29 آب (اغسطس) الماضي، أن ضربة جوية واحدة نفذها الأتراك في المنطقة الكردية شمال حلب.

وقال تولغا، إنه مع نهاية آب الماضي لم نسمع شيئاً عن ضرب الطيران لـ «داعش»، ومنذ ذلك الوقت كانت كل الأنباء تتحدث عن القصف الجوي التركي لـ «حزب العمال الكردستاني» فقط.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أعلن في آب الماضي عن اتفاق مع واشنطن على بدء عملية جوية شاملة لطرد مقاتلي «داعش» من شمال سورية، وأن حلفاء إقليميين قد يشاركون في العملية، من بينهم السعودية وقطر والأردن، إضافة إلى بريطانيا وفرنسا.

وبعد مرور شهر ونصف الشهر على الاتفاق، وتحديداً في 14 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، قال الناطق باسم البيت الأبيض جوش أرنست حول التطورات في سورية: «رأينا في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة أن تركيا صعدت من نشاطها في سورية، ووصلتنا تقارير بين عشية وضحاها أن الأتراك، وللمرة الأولى، نجحوا في تدمير هدف لداعش داخل سورية». إلا ان الأتراك اعترضوا، نافيين تلك المعلومات، ومشيرين إلى ان الولايات المتحدة هي من نفذت الضربة، في محاولة لإخفاء تفاصيل اكثر اهمية في تصريح ارنست.

وطوال السنوات الأربع الماضية تناول كثير من التقارير الاستخباراتية والصحافية مؤشرات ودلائل على تعاون تركي غامض ومثير مع تنظيم «داعش» على امتداد الحدود التركية – السورية، بل ذهبت بعض التقارير إلى اتهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونجله بلال وابنته سمية بالتورط في دعم التنظيم، وهو ما نفته الحكومة التركية.

وأثارت مجموعة صور التقطتها عدسة مصور «وكالة الأنباء الفرنسية» بولنت كيليتش، صدمة العالم، وظهر فيها أفراد تنظيم «داعش» وهم يحييون الجنود الأتراك على الحدود ولا يفصل بينهم سوى بضعة أمتار، قبل أن يقتادوا اللاجئين السوريين الهاربين من معارك تل أبيض أمامهم ليعيدوهم إلى مناطق سيطرة التنظيم من دون أي تدخل من سلاح الحدود التركي، وهو أمر ضجت به صحف العالم حينذاك، ولم يصدر عن الحكومة التركية أي تبرير حياله سوى نفيها المعتاد لصحة أنباء علاقتها بـ «داعش».

ونشر رئيس تحرير صحيفة «جمهورييت»، جان دوندار، قبل نحو عامين، صوراً لشحنة أسلحة خلال تهريبها الى سورية، قيل إنها متوجهة إلى «جبهة النصرة» ذراع تنظيم «القاعدة» في سورية. وقال الرئيس التركي في حينه إن تلك الشحنة تحمل مواد إغاثة، ثم عاد واعترف بعد سنتين من النفي أنها تحمل أسلحة كانت في طريقها الى تركمان سورية، لتمكينهم من الدفاع عن أنفسهم، لا الى «جبهة النصرة».
واتهم نواب اكراد وزملاؤهم في «حزب الشعب الجمهوري» في تموز (يوليو) الماضي، الرئيس أردوغان بالتصعيد العسكري ضد «العمال الكردستاني» لتحسين شعبية حكومته، واتهموا رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بـ «محاولة العودة إلى الحكم على دماء المواطنين».

وفي الشهر ذاته، أشارت وكالة «رويترز» إلى أن هجمات تركيا على «الكردستاني» أقوى من هجماتها على «داعش»، ما عزز شكوكاً بأن هدفها الحقيقي هو وضع حد لطموحات الأكراد السياسة والإقليمية وهو ما تنفيه الحكومة.

وسبق ان واجه كاتب المقال في «حرييت» تولغا تانيش دعوى رفعها ضده محامي الرئيس التركي أردوغان، متهماً إياه بالتشهير بالأخير والإساءة الى سمعته في كتابه «الشراب والرجل المحترم». لكن تم إسقاط الدعوى لاحقاً.

غيث حدادين – الحياة[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫19 تعليقات

  1. كل حبيبي مبينة تركيا هي يلي دخلت الدواعش و الا ليش مش موجودين عحدود الاردن و لبنان .. فقط بشمال العراق و سوريا ما بدها زكا القصة

  2. حزب (PYD) يجاهر بعلاقاته مع ‫#‏روسيا‬ ويعتزم فتح مكتباً له في ‫#‏موسكو‬.. و ‫#‏تركيا‬ تحذر

    1. المعلق الاول مخابرات أسدي يريد ضرب جبهه الجنوب وبدأ حرب دوليه على الثوار واستعاده كل ما حرر بجنوب سوربا بحجه حمايه الاقليات فالرجاء الانتباه.

  3. لأنه ببساطة داعش صنع تركيا..وتركيا هي الي سمحت لكل داعشي بالدخول إلى سورية..ف الله ينتقم منهم على الي عملوه..وانشالله كل داعش بترجع لعندن لنشوف شو رح يعملوا بوقتها…

  4. الدواعش يقتلون المسلمين في سوريا ثم يأخذون عطلة صيفية للأستجمام في تركيا , الدنانير الذهبية لعصابة ابن عواد تصك في غازي عنتاب , كل من يريد الأنضمام الى عصابة ابن عواد يأتي لتركيا تحت انظار الجميع ليدخل الشام , ثم تستغربون لما لا يقصفونهم يا أخي ؟؟

  5. باختصار شديد .. تركيا تدعم داعش لان هذا التنظيم وافق على قتال الأكراد !! بينما بقية الفصائل رفضت قتال الأكراد .
    تركيا بهذا العمل جنت على الشعب السوري وقضيته ونشرت الارهاب في المنطقة . وأيران تدعم أرهاب النظام . مشكلة سوريا هي أن أميركا تمنع العرب من التدخل لإنهاء الحرب في سوريا ، بينما تسمح أميركا لإيران وتركيا بالعمل بحرية مطلقة في سوريا . تركيا لا يهمها في سوريا سوى القضاء على الأكراد والحصول على منطقة ” أمنة ” للتخلص من النازحين، أما الكلام على أنها تدعم الثورة السورية ، فهو كلام يكذبه الواقع .. ( لا يوجد دعم جدي ) .. مجرد دعم بالكلام
    الذي لا يستفيد منه الشعب السوري أي شي . ولن يعود السلام لسوريا حتى يتم منع أيران وتركيا من التدخل .. وتفويض العرب بالتصرف بحرية مطلقة وعندها ستنتهي الأزمة .

    1. قلتلي لازم يفوضوا العرب بالتصرف بحرية مطلقة..وعنجها ستنتهي الأزمة..بلدك يا مواطن سعودي هي أصل الأزمة بسورية..دفعت المليارات لتدمر بلدي..وما استقلبت لاجئ واحد..وبالأخير بتقلي بدكم حرية مطلقةة بالتصرف..ربي ينتقم منكم وتشوفوا الي شافوا الشعب السوري..حلوا عنا بقا

    2. والله شي مضحك ! هل نحن أرسلنا الطائرات والدبابات كما فعلت روسيا ؟! هل أرسلنا الجيوش وأكثر من 100 مليار كما فعلت أيران .. ما فعلناه هو أرسال أسلحة خليفة ودفاعية لشعب يتعرض لمذبحة ” عالمية ” .. فهل تريدنا أن نلتزم الصمت أمام دول تعلن حروب ” مقدسة ” وحروب مذهبية على الشعب السوري ؟! المغالطات التي تذكرها لن تغير الواقع الذي حصل طوال 5 سنوات .. يجب على روسيا وأيران دفع 300 مليار تعويضات للشعب السوري لانهم هم من دمر سوريا وهم من يحتلها .

    3. لو بدكم تحلوا الأزمة كنتو حليتوها بالعقل والمنطق والسياسة والمفاوضات..مو عن طريق التأجيج والتسليح..مشكلتكم مع الأسد صارت مشكلة شخصية..أعمتكم عن النظر لمدى أبعد..لسورية كاملة..الي خسرتوها وخسرتوا العلاقة معها للأبد..كان فيكم بما أنكم المملكة العربية السعودية أهم وأغنى دولة عربية تدفعوا مصاري لتحقنوا الدماء..تعلموا مصالحة بين الرئيس وشعبه..مو تدفعوا مصاري وأسلحة لتضل الناس تقتل بعض..
      وكان فيكم تساعدوا اللاجئين أكتر..وكان فيكم تستثمروا بسورية أكتر وتلغوا الأزمة من الأساس..بس حسبي الله ونعم الوكيل..مشكتلكم مع ايران أعمتكم في سورية..

    4. نحن كما تعلم ضد الثورات العربية منذ أن بدأت في تونس .. وحاولنا أنقاذ سوريا منذ بدأت مشكلة الأطفال في درعا .. لكن رئيسك أراد تدمير سوريا خدمة لاسياده .. فلم يسمع النصائح السعودية .. وظهر في أول خطاب موجه لشعبه بعد أحداث درعا قائلا : ( أذا أرادو مواجهة عسكرية معنا ، فأهلا وسهلا ) !! هذا هو رئيسك الذي تريدنا أنقاذه من جنونه !!

    5. دخلك كنتو لا تأنقذوه ولا تأنقذونا..بس كنتو كفوا بلاكم عنا ولا تسلحوا المعارضة..ومشكلتكم مع الأسد شخصية..من لما وصف حكام السعودية بأنصاف الرجال..ف أنتو مشان مشكلة شخصية ساهمتوا بالحرب السورية

  6. يبدو أن المعلقين هنا معظمهم من الأحزاب الكردية الشيوعية أعداء سوريا و تركيا و أصحاب البطة و المالكي.
    الهجوم على داعش هو قمة الغباء فتركيا لن تدع أمريكا و الغرب لكي يضحكوا عليها بدفعها لمقاتلة داعش المدعومه غربيا لإضعافها في الوقت الذي يدعمون فيه إرهابيي البي كاكا لكي يقضوا نهائياً على القوة التركية و بالتالي لإنهاء الثوره السورية لصالح إيران و تقسيم سوريا و بالتالي تتويج إسرائيل كقوة وحيدة في الشرق الأوسط.

  7. سافرت تركيا عام الماضي و رأيت بعيني الدواعش بمطار استطانبول وفنادقها اردوغان واحد كذاب ويريد ان يحجب الشمس بالغربال٠

  8. الى اليوم نرى أغبياء يصدقون أن قيادات داعش مسلمين هم صناعة غربية ايرانية بامتياز لاظهار الاسلام السني بمظهر الارهارب و ضرب الدول الأخرى باسم السنة و اظهار السنة على أنهم ارهابين مثلما حصل في العراق و سوريا عندما ارادوا القضاء على الثورة اخترعوا داعش ( داعش الموجودة بوجها الحالي لا تمت الى القاعدة أو الاسلام بشئ لا حدا ينط و يحكي شي ) داعش تنفذ تهديدات ايران في المنطقة تهدد الخليخ فتضرب داعش السعودية والكويت والبحرين يهدد بشار بدمار المنطقة فتضرب داعش تركيا أو دولة اوربية تتحرك مليشات بشار تتحرك من الطرف المقابل داعش الم تسألوا نفسكم لماذا حتى اليوم لم تقم داعش ولو بعملية واحدة في ايران أو اسرائيل و لو قتل جندي او تفجير دراجة هوائية أفيقوا داعش صناعة لضرب الاسلام والمسلمين باسم الاسلام داعش هي الورقة الرابحة لكل من يريد محاربة الاسلام يضرب العراق و تضرب سوريا باسم داعش فقط و بحجة داعش فقط أفيقوا

  9. تركيا تعرف داعش جيدا … انها ليست ارهابية كما يصفها اعداء الاسلام و الخلافة .. مافعلته داعش لا يساوي ربع ربع ربع مافعلوه نظرائها … بي كي كي .. و حكومة العراق الاميركية .. و بشار ونظامه . ..والجيش العلماني الحر و غيرهم من جيوش المنطقة و العالم