الأسماك المتعفنة ساعدت طائر العقاب على البقاء

قال الباحثون أمس الثلاثاء إنهم قاموا برصد التسلسل الوراثي لجينوم طائر العقاب الجارح المسمى أيضا عقاب أوراسيا الأسود وتعرفوا على السمات الوراثية التي تجعل جهازه المناعي القوي ومعدته المتينة البنيان تتقبلان لحوم الأسماك المتعفنة.

ورصد الباحثون صفات وراثية تتعلق بإفراز حمض في المعدة يفسر مدى قدرة هذا العقاب الهائلة على هضم هذه المواد علاوة على سمات أخرى خاصة بجهازه المناعي تمكنه من القضاء على العدوى الميكروبية والفيروسية الموجودة في لحوم الأسماك المتحللة.

وقال جون باك، أستاذ الوراثة بمعهد أولسان الوطني للعلوم والتكنولوجيا بكوريا الجنوبية: “من المعروف أن جميع النسور محصنة من كل أنواع الإصابة بالتسمم تقريبا وبوسعها أن تتغذى دونما خوف على لحوم حيوانات ملوثة بالبكتريا المسببة للجمرة الخبيثة مثلا.. ومن المعروف أيضا أنها تتغذى على طعام ملوث بفيروس داء الكلب أو السعار وكوليرا الخنازير وأمراض أخرى ربما تكون فتاكة بالنسبة إلى معظم الكائنات المفترسة الأخرى”. وقال في البحث الذي نشرته دورية (جينوم بيولوجي) إن العقاب لديه أقوى معدة في العالم “ولديه أشد عصارات حمضية معدية يمكنها إذابة العظام وربما المعادن أيضا”.

والنسر السنجابي الجارج اسمه العلمي (ايجيبيوس موناكوس) ويعيش في السهول والمروج الطبيعية والمناطق الجبلية من إسبانيا وحتى كوريا الجنوبية على الرغم من أن أعداده متناقصة بصورة خطيرة في مواطن معيشته. والنسر من أكبر المفترسات من الطيور في العالم وتصل أقصى مسافة بين جناحيه إلى ثلاثة أمتار ويغطي جسمه ريش لونه بني داكن ولون ريش الرأس فاتح ومنقاره معقوف حاد مائل الى الزرقة ويتكون معظم طعامه من جيف الثدييات المتوسطة وكبيرة الحجم.

وعقد الباحثون مقارنة بين جينوم النسر أو العقاب وبين الصقر الأمريكي الأصلع ووجدوا أنهما يمتان لبعضهما بصلة قوية أقرب مما كان يعتقد من قبل. وقال باك إن اسلافهما واحدة عاشت منذ نحو 18 مليون سنة.

وينتمي النسر السنجابي لرتبة الطيور الجارحة ومنها ما يعتبر من نسور العالم القديم وتعيش في أوروبا وآسيا وإفريقيا وهي مختلفة عن نسور العالم الجديد مثل النسور الموجودة في الأمريكتين والتي تعيش نمط حياة مشابها لكنهما لا يمتان بصلة قرابة لبعضهما. وقال باك إن أقرب جد حديث مشترك لنسور العالم القديم ونسور العالم الحديث عاش منذ نحو 60 مليون عام. (Reuters)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها