علماء يكشفون أسرار العواء العالي للقردة

قال العلماء أول أمس (الخميس) إنهم اكتشفوا تناقضاً يبعث على حب الاستطلاع، فالقردة ذات الصوت الأعلى والأقل تردداً تعتبر الأكثر إغراء للإناث، لكن ذلك يقترن بقدرة أقل على التكاثر والإنجاب.

وينطوي صوت القرد العواء أو النابح الذي يتردد صداه الأجش وسط الأدغال المطيرة في أميركا الوسطى والجنوبية على الكثير من الأسرار التي تحجم ذكور القردة عن البوح بها.

وتصدر عن القرد العواء قهقهة عميقة هي الأعلى بين جميع الحيوانات البرية، فيما تلجأ ذكور القردة إلى إصدار هذا الصوت الذي يسمى أيضاً “الزفاح” من أجل إغواء الإناث بغرض التكاثر علاوة على ترهيب الذكور الأخرى.

وركزت الدراسة على العظم اللامي الهلالي الشكل الواقع فوق الحنجرة في قاعدة اللسان، والذي يمثل حيزاً للرنين يقوم بتكبير مخارج الأصوات.

ومن بين تسعة من أنواع القرد العواء خضعت للدراسة، كانت القردة ذات «العظم اللامي الكبير» صاحبة أعمق وأقل الأصوات تردداً.

وذكرت عالمة الانثروبولوجيا في جامعة يوتا، ليزلي كناب «اكتشفنا أن العظم اللامي الكبير موجود لدى أنواع القرد العواء صاحب أصغر حجم للخصيتين والعكس صحيح».

وقال عالم الأنثروبولوجيا الحيوية بجامعة كمبردج، جاكوب دان إن «هناك علاقة عكسية خاصة بالتطور للقرد العواء بين منطقة إصدار الأصوات وحجم الخصيتين». وأضاف: «عندما يتعلق الأمر بالتكاثر فليس من حقك ان تستأثر بكل شيء».

وأوضح دان أن «الأنواع المختلفة من القرد العواء، إما أنها تستحوذ على خاصية أو أخرى من هاتين السمتين ولا تجمع بينهما».

ويقضي القرد العواء معظم أوقاته فوق الأشجار الباسقة بالاستعانة بالذيل الطويل القادر على التشبث والإمساك بالأغصان، ويقتات على أوراق الأشجار والفاكهة والأزهار ويمكن سماع صوته من مسافة خمسة كيلومترات.

وبيّنت كناب في الدراسة التي أوردتها دورية «كارانت بيولوجي» أن «صوت القرد العواء يشبه زئير الأسد نوعاً ما، لكن معظم هذه القردة تصدر صوتاً أعمق وأكثر تعقيداً».

وتعكس  الأصوات الأعمق حجماً أكبر للجسم، لذا فإن القردة ذات الصوت الأعمق تعطي انطباعاً أكبر من حجمها الفعلي وهي ميزة للذكور التي تتنافس لإغراء الإناث والتزاوج».

وتعيش مثل هذه الذكور في جماعات تضم ذكراً واحداً وكوكبة من الإناث، وهي ذات تركيبات صوتية ضخمة لكنها ذات أحجام خصية أصغر. أما ذكور القردة في الأنواع ذات الذكور العديدة وأنثى واحدة للمجموعة، فإنها صاحبة أصغر تركيبات صوتية وخصية ذات حجم أكبر. (Reuters)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها