حقل تجارب للأسلحة الروسية !

هل غدت سورية ميدان تجارب للأسلحة الروسية الحديثة؟ سؤال يتردد بقوة مع حديث موسكو يومياً عن «إنجازات ملموسة» تستخدم فيها تقنيات لم يرَها الروس والعالم إلا في نشرات تعريفية، أو خلال عروض مهيبة تنظّم في الساحة الحمراء كل سنة.

منذ بدء العمليات العسكرية الروسية في سورية، لم يُخفِ مسؤولون عن القطاع الاقتصادي في الحكومة الروسية ان كل الحملة تموَّل من موازنة وزارة الدفاع – وهي ضخمة جداً إذ تزيد على 80 بليون دولار- تحديداً من باب في هذه الموازنة مخصص للتدريبات والمناورات العسكرية وتجارب الصواريخ والأسلحة الحديثة، وهي نشاطات واسعة جداً خلال السنوات الأخيرة، تلتهم نحو نصف الموازنة سنوياً.

نقلت موسكو ميدان التجارب والتدريبات الى الأراضي السورية، وهذا يفسر التشديد على «المدة المحدودة». ورداً على سؤال: ماذا لو طال أمد الحرب؟ قال لـ «الحياة» مسؤول حكومي بارز ان الخيار أمام وزارة الدفاع سيكون إعادة ترتيب نفقاتها ومواصلة تمويل الحملة من بنود أخرى في موازنتها، لأن الموازنة الفيديرالية لن تتحمل كل تلك الأعباء.

ولكن، ما الذي تختبره روسيا في سورية عسكرياً؟ بين الضربات الكثيرة التي استُخدمت فيها غالباً قذائف «غبية» غير موجّهة، بدا استعراض صواريخ «كاليبر» التي أُطلِقت من بحر قزوين لافتاً، وضجت الصحافة الروسية الموجّهة بآلاف التحليلات عن «المفاجأة» التي أحدثها إطلاق الصواريخ لدى الغرب. وعلى رغم تقارير عن «تعثر» 4 من 26 صاروخاً وسقوطها في إيران، لكن الأمر ليس غريباً، بل يحدث في أي تدريب!

وأهمية الحدث تكمن في أنها المرة الأولى التي تُجرَّب فيها تلك الصواريخ ميدانياً، كما ان النسخ التي قدمتها روسيا سابقاً في المعارض والندوات المتخصصة، كان مداها 300 كيلومتر، بينما فاجأت موسكو الغرب بقدرتها على ضرب أهداف على بعد 1500 كيلومتر.

وهي أيضاً المرة الأولى التي تختبر فيها موسكو ميدانياً منظومة «غلوناس» الفضائية للتحكُّم والتوجيه، وتباهى الناطقون العسكريون بنتائج «ممتازة» على هذا الصعيد.

ومع الضجة الكبرى التي أثارتها روسيا حول مقاتلة «سوخوي 34» التي تشارك كذلك للمرة الأولى في عمليات حربية جدية، سعت موسكو الى تناسي خيبتها في جورجيا عام 2008 عندما خسرت 8 مقاتلات حديثة خلال خمسة أيام، وشكّل ذلك صدمة للمؤسسة العسكرية.

عموماً، تبدو المقارنة مع جورجيا منطقية، اذ ظهر الأداء الروسي في سورية متقدماً بمراحل بعد مرور 7 سنوات على ذلك الحدث.

ومع قدرات الصواريخ والمقاتلات، استعرضت روسيا إمكانات قذائفها الموجّهة في سورية، وبرزت منها قذيفة «كا ا بي 500» القادرة على اختراق تحصينات تحت الأرض وتدميرها. مع كل ذلك، دخلت «الخدمة الميدانية» في سورية طائرات تجسس بلا طيار، وهي مزودة تقنيات رادار مطوّرة تحدِّد الأهداف وترسل إشارات إلكترونية لتعديل مسار الضربات تلقائياً، ويكفي ان روسيا كانت عام 2008 تعتمد على طائرات تجسس مماثلة، تستوردها من إسرائيل. وبين التقنيات الأخرى الحديثة، راجمة قذائف أُطلِق عليها «الشمس الحارقة»، حصل عليها النظام السوري اخيراً وبدأ «يجربها» في ريف اللاذقية ومناطق أخرى.

لا يخفي العسكريون الروس ارتياحهم إلى ما أُنجِز حتى الآن، والأهم لديهم من تدمير معاقل «الإرهاب» هو درس رد فعل الغرب على التقنيات الحديثة المستخدمة، وهذا واحد من الأهداف البعيدة للحملة.

رائد جبر – الحياة[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. أصغر طالب علوم عسكرية بيعرف أنه العبرة مو بالسلاح .. العبرة باللي بيحمل السلاح و مدى إيمانه و شجاعته و قتاله من أجل حقوقه