ظواهر غامضة تحيي التساؤلات حول وجود حضارات أخرى في الكون !

أثار قبل أيام تفسير أحد العلماء في مهمة “كيبلر” التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية “الناسا” لظاهرة غريبة في نجم اكتشف مؤخرا مع تقطع غريب في ضوئه، اهتماما عالميا واسعا وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بما قاله.

فقد رأى “جيسون رايت” أن لا تفسير علميا لتقطع الضوء الآتي من النجم إلى الأرض سوى أن تكون هناك إنشاءات فضائية كبيرة تابعة لحضارة ذكية تدور حول النجم فتحجب ضوءه بانتظام.

ولم ينظر إلى هذا الرأي الوارد في مقالة علمية على أنه غريب الأطوار، بل أن عالم الفيزياء الفلكية الفرنسي “جان شنيدر” العامل في مرصد باريس وصفه بأنه “رأي قوي جدا”. وقال “أصحاب المقال جديون جدا في مجالهم”.

لكن ذلك لا يعني إجماعا علميا حول هذا الرأي، فقد رأى “ستيف هويل” المسؤول العلمي في مهمة “كيبلر” التي ترصد الكواكب خارج المجموعة الشمسية أن “القول مباشرة أن هناك مخلوقات فضائية أمر مستعجل”.

وفي التوجه نفسه قال “آلين لوكافولييه ديزيتان” الباحث في معهد الفيزياء الفلكية في باريس إن “هذه التقلبات في وصول ضوء النجم إلى الأرض قد يكون مردها بكل بساطة إلى مرور نيزك” قرب ذاك النجم. لكنه شدد على أن الدراسة التي قدمها جيسون ورفاقه “معمقة وجدية جدا”.

حضارات متطورة في الفضاء!

ومنذ ذلك الحين تحفل شبكة الإنترنت بالتكهنات، منها ما يشير إلى أن الجسم الذي يحجب ضوء النجم بشكل متقطع هو مركبة فضائية، أو إنشاءات فضائية، أو أسطول فضائي لمخلوقات ذكية تعيش في مكان ما من الكون.

ويقول جان شنيدر “هناك ظواهر غريبة في علم الفضاء منذ سنوات طويلة، ومن وجهة نظر العلماء هناك بحث في مسألة وجود كائنات ذكية خارج كوكب الأرض، وهي فكرة قوية، ليست مخالفة للمنطق، ولا تنطوي على هذيان”.

ومن الأمثلة الأخرى على ذلك، الكوكب الذي أطلق عليه العلماء اسم “كوروت29بي”، وهو جرم ذو قطر يتغير مع مرور الوقت، وهي ظاهرة تتعدى قدرة العلماء على تفسيرها، ولا يوجد من الفرضيات العلمية ما يقاربها سوى فرضية “كرة ديسون” التي افترضها العالم فريمان ديسون في العام 1960، وهي كرة ضخمة مخصصة لتخزين الطاقة المبنعثة من نجم تبنيها حضارة متقدمة.

فقد افترض هذا العالم أن إحدى وسائل البحث عن حضارات متطورة في الفضاء يكمن في البحث عن كرات ضخمة قد تبنيها هذه الحضارات التي تحتاج حتما إلى الكثير من الطاقة، حول الشمس التي يدور كوكبها حولها.

ومنذ ذلك الوقت، والعلماء يبحثون عما قد يشبه ما تحدث عنه ديسون. ومنذ زمن طويل، تطلق الظواهر الفضائية الغامضة الخيال الواسع لدى البشر.

ففي 1877 أدى رصد خطوط عريضة وطويلة قاتمة عل سطح المريخ بواسطة عدسات، إلى إطلاق الظن بوجود نظام ري أنشأته حضارة ذكية على الكوكب الأحمر، لكن أعمال المراقبة بتلسكوبات أحدث بعد ذلك بددت هذه الفكرة وكشفت أن هذه الخطوط ذات تكوين طبيعي.

فرنسا: الشرطة تلقت شهادات عن أطباق طائرة!

وحاليا، تواصل الشرطة في فرنسا مثلا تلقي شهادات من أشخاص يقولون إنهم رأوا أطباقا طائرة، وتحول الشهادات الأكثر تماسكا إلى المركز الوطني للدراسات الفضائية لتحليلها.

فالعلماء لا يرغبون في إقفال أي باب قد يؤدي إلى الكشف عن وجود كائنات ذكية غير البشر في الكون. وهم يمسحون الفضاء للبحث عن أي دليل على ذلك، وينصتون إلى أي ذبذبات أو أشعة قد تؤشر إلى نشاط ذكي في الفضاء.

ويميل العدد الأكبر من علماء الفيزياء الفلكية إلى الاعتقاد بوجود حياة في أماكن أخرى من الكون، ويذهب عدد منهم إلى القول إن الحياة في عدد من الأجرام يمكن أن تتطور إلى حياة ذكية. لكن البحث في هذا المجال أمر صعب، والخلاصات المتسرعة قد تطيح بها اكتشافات الأعوام والعقود التالية.

ففي 1967، رصد علماء فضاء إشارات مجهولة مصدرها الفضاء، دفعتهم فرادتها إلى الاعتقاد أنها صادرة عن حضارة ذكية. لكن سرعان ما تبين أن هذه الإشارات مصدرها نجم من نوع يطلق عليه العلماء اسم النجوم النابضة.

في تموز/يوليو الماضي، أطلق علماء في الأكاديمية الملكية للعلوم في بريطانيا مشروعا يهدف إلى الإنصات لما قد يحمله لنا الفضاء من أشارات وذبذبات ذكية، في جهد قد يبدو غريب الأطوار للبعض، ولكنه يضاف إلى جهود علمية جدية أنشئت في السابق مثل معهد البحث عن كائنات فضائية ذكية الذي تبحث تلسكوباته منذ خمسين عاما عن أي إشارة من حضارة فضائية.

ويقول جان شنيدر “ينبغي أن نطرح السؤال حول إمكانية وجود حضارات أخرى في الكون. إنه أمر منطقي، ولا استحالة علمية له”. (AFP)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها