الأناضول : المدنيون السوريون يدفعون ثمن الغارات الروسية و ليس داعش
كثّفت المقاتلات الروسية غاراتها على مواقع قوات المعارضة السورية المعتدلة والمدنيين القاطنين في المناطق، التي تقع تحت سيطرتها، في سوريا، بحجة مكافحة تنظيم داعش.
وعلى عكس تصريحات الحكومة الروسية، فإنّ مقاتلاتها استهدفت المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة المعتدلة في محافظات إدلب وحماه وحمص وشمال حلب وجنوبها، الذي أضحى هدفًا للمقاتلات الروسية منذ 14 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ونتيجة للغارات الروسية المكثّفة خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة على المناطق الجنوبية لمدينة حلب، فقد شهدت تلك المناطق موجة نزوح كبيرة من قِبل سكانها، باتجاه شمال محافظة إدلب.
وفي هذا الصّدد، أفاد المتحدث باسم الأمانة العامة للأمم المتحدة، “ستيفان دوجاريك”، في تصريحات أدلى بها أمس الثلاثاء، أنّ ما يقارب 123 ألف و842 مواطن، اضطرّوا إلى ترك منازلهم في محافظات حلب وإدلب وحماة، بين الفترة الممتدة من 5 إلى 30 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وأنّ معظمهم مازالوا في المناطق القروية التابعة للمحافظات المذكورة، وأنّ بعضهم اتجه إلى المخيمات القريبة من الحدود التركية.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، يوم أمس الثلاثاء، أنّ مقاتلاتها أجرت 1631 طلعة جوية منذ بداية غاراتها في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي، وأنّها قامت بقصف 2084 هدفًا.
وأضافت الوزارة أنّ الطائرات الروسية قامت خلال غاراتها، بتدمير 52 مركزًا لتدريب عناصر تنظيم داعش وجبهة النصرة، علاوةً على 40 ورشة لتصنيع المتفجّرات و155 مخزنا للأسلحة.
وفي حديث أدلى به إلى الأناضول، أوضح أحد الفارين من المناطق الجنوبية بمدينة حلب، ويدعى “أبو راشد”، أنّ المقاتلات الروسية استهدفت بلدة تل الحميرية، بالتزامن مع قصف مدفعي من قِبل قوات النظام.
وتابع أبو راشد قائلاً: “نزحنا إلى المناطق الجنوبية لمدينة حلب وبدأنا نسكن في منازل من دون أبواب ونوافذ، إلّا أنّ المقاتلات الروسية قامت بقصف تلك المناطق أيضا، بحجة وجود عناصر تنظيم داعش فيها. مع العلم أنّ المنطقة خالية من عناصر التنظيم ولا يقطنها سوى المدنيين”.
كما استهدفت الطائرات الروسية، التي تساند قوات النظام السوري، المناطق الواقعة تحت سيطرة جيش الفتح، حيث أغارت المقاتلات الروسية خلال الأيام الأخيرة على مناطق جسر الشغور وجبل الزاوية بالإضافة إلى العديد من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة والجيش السوري الحر، في العديد من المحافظات.
وعلى الرغم من الغارات الجوية للطائرات الروسية الرامية لمساندة قوات النظام السوري، في سعيها لبسط سيطرتها على مناطق المعارضة، إلّا أنّ قوات المعارضة السورية ظلّت محافظة على مواقعها في العديد من مناطق البلاد.
في المقابل، فإنّ تنظيم داعش استغل الارتباك الحاصل بين صفوف المعارضة السورية المسلحة، نتيجة الغارات الروسية المكثّفة، ليبسط سيطرته على عدّة مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة، وبدأ يشكّل خطراً على منطقتي اعزاز ومارع.
وسيطر عناصر التنظيم على العديد من المناطق، التي كانت تحت سيطرة قوات النظام السوري، دون حدوث اشتباكات بين الجانبين. (Anadolu)[ads3]