بين حفرة اللاذقية و المهدي !

كاد قائد «الحرس الثوري» الإيراني محمد علي جعفري يتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنه يتواطأ لمنع ظهور الإمام المهدي، بتدخُّله عسكرياً في سورية، وسحب مفتاح القرار والوصاية هناك من جيب مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي. فتدخُّل الروس، حشر الجانب الإيراني والرئيس بشار الأسد في زاوية الريبة والشكوك التي تطاول حقيقة ما يسعى إليه الكرملين، وهو حتماً لن يخوض صراعاً لخمس سنوات أخرى كما فعلت إيران بلا جدوى… إلا إذا استُثنِيَ حجم الخراب في سورية وعدد الضحايا، واهتراء ما بقي من سلطة النظام، على جزء محدود من الأرض.

ما أراد جعفري قوله، إن التدخل الروسي في ليلة مظلمة ظن نظام الأسد في البداية أنها المفاجأة السعيدة لإنقاذه وهو في الرمق الأخير، يحول دون «توحيد قلوب شعوب العراق وسورية وإيران الذي يعني تشكيل الأمة الواحدة… وهذه تمهّد لظهور الإمام المهدي».

والأهم في المفاجآت غير السارّة للنظام، أن يدشّن جعفري السجال العلني الذي ينضح مرارة إيرانية إزاء وضع بوتين يده على مفتاح الحرب في سورية، ليعلن قائد «الحرس الثوري» ان روسيا «لا تبدو سعيدة بالمقاومة الإسلامية».

لا إيران سعيدة إذاً بطائرات الكرملين تحلّق في فضاء سورية، من دون أن تكون لأحد القدرة على التحقُّق من حجم الأهداف التي تدمّرها، ولا نظام الأسد يمكنه أن يبقى في دائرة الوهم، وتخيُّل إخلاص القيصر لصداقته، وهبّته المفاجئة، فقط لإنقاذه. لا طهران تملك ما يكفي من الأدوات لعرقلة سعي موسكو إلى فرض تسوية ما في سورية قد تقتضي «التضحية» بالأسد رئيساً، ولو على مراحل، ولا الكرملين يمكنه أن يراهن على حسم عسكري، يعفيه من مهمة «إقصاء» رأس النظام المترنّح.

لا تعني مهمة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في طهران، سوى شكوى من العرّاب الروسي الذي خلط أوراق الصراع في سورية، ولجم رهانات نظام الأسد وحلفائه في إيران على انتصار مقولة «كل المعارضة تكفير وإرهاب»… أما الدليل فهو التلميحات الروسية بل «اصطناع» موسكو وفوداً من «الجيش الحر» تزورها لتبادل الأفكار، والتمهيد لمرحلة انتقالية في سورية. صحيح أن الروس ما زالوا يصرّون على أن مصير الرئيس الأسد هو شأنُ السوريين، ويحذّرون من «الحفرة السوداء الكبيرة» التي ستنجُم عن تغيير نظام آخر في الشرق الأوسط، لكن الصحيح كذلك هو أن بوتين لن يبادر الآن إلى حرق ورقة الأسد، فيما المفاوضات الجدية مع المعارضة السورية لم تبدأ بعد. وهي لن تبدأ قريباً، بدليل الرسالة التي أعلنها فيصل المقداد من العاصمة الإيرانية، ليحجّم بيان جنيف، باعتباره المرحلة الانتقالية مجرد «وهم».

وإذا كان الأسد يظنها كذلك، فعلى ماذا سيفاوض، والأهم أنه في الوضع الحالي لنظامه لن يملك القدرة على انتزاع مبضع الجرّاح الروسي الذي يبدو مستعجلاً لوضع سورية في غرفة العناية الفائقة. ويرى بعض العارفين بنهج روسيا «الجديدة» التي يريدها بوتين، أن «الثعلب» الذي نجح في انتزاع شبه جزيرة القرم في «غفلة» من الحلف الأطلسي، لن يستسلم بسهولة ليعود من اللاذقية الى شواطئ قزوين، مهزوماً أمام «النصرة» و «داعش».

ما يطمح إليه الكرملين هو صيغة تجمع النظام السوري والمعارضين «غير الإرهابيين»، وتحميها الدول الكبرى بغطاء جوي لاستكمال المعركة مع «داعش». وواضح ان مصير الأسد سيبقى لدى الروس في دائرة «الغموض البنّاء» فلا نعم لبقائه ولا العكس، حتى تنضج تجربة فرز المعارضة بين «أخيار» و «أشرار» في المرحلة الأولى، من دون اشتراط موافقة الأسد عليها.

إذاً، سيكون على الكرملين اختبار صبره على إعادة تشكيل النظام السوري، الذي سيدير مؤسسات الدولة، وإن كان لا يمانع في دعوة «الإخوان المسلمين» الى المشاركة في منتدى حوار موسكو، باعتبارهم جزءاً من المعارضة، فقد يبرز «فخ» آخر للنظام، بعد اعتماد مبدأ تصويت السوريين في الخارج، في أي انتخابات مقبلة.

لا يقلق القيصر أن يدجّن حلفاء «الحرس الثوري» في سورية الذين باغتهم تبديل قواعد الصراع. فبعدما تأخر كثيراً «توحيد القلوب» وسقط مئات الآلاف من السوريين والعراقيين، قد لا يبدو إغراقاً في الخيال تصوُّر تقاطع مصالح، يفوّض فيه الأميركي موسكو تفكيك الشبكة الإيرانية للنظام السوري.

ألم ينجح في اقتياد الأسد الى تسليم الترسانة الكيماوية السورية؟

زهير قصيباتي – الحياة[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫4 تعليقات

  1. مذهب الروافض الشيعة هو مجموعة خرافات وخزعبلات وهلوسات لمجموعة بشرية من أبناء الزنا من مدمني الحشيش والمخدرات, وقد عرف عن كل أئمة الشيعة تعاطيهم الحشيش والأفيون واللواطة وخصوصا محمد الباقر وموسى الكاظم وجعفر الصادق, الى آخر لائحة الأئمة.
    الخلاصة, الشيعة هم مجموعة بشرية مجبولة بالكره والحقد والرغبة بالانتقام وتاريخهم مليء بالغدر والخسة والنذالة والتحالف مع الصليبيين والتتار والمغول ضد السنة, لذلك ايري بكل الشيعة وايري بكل عمامات أئمتهم وولاتهم بدءا من علي زين البيضتين وانتهاء بالمهدي الذي ضاع بالسرداب وتبين أن مجموعة قرود من نوع النسناس قد التهمته وهو لم يتجاوز الخامسة من العمر.

    1. لايجوز مطلقا التكلم بأذى او السب بالتابعين وكبار المسلمين على زين العابدين وموسى الكاظم الخ الخ
      فهؤلاء من كبار المسلمين السنة وليس لهم أي علاقة بكل الشيعة والصفويين ولامعتقداتهم النجسة واراءهم الضالة

      ميزة المسلمين السنة لايكرهون أحدا إلا من خالف كتاب الله وسنة رسوله

      ونحن ننكر تماما معتقدات الشيعة والعلويين وجميع فرقهم الضالة والمنحرفة وهم أخطر من اليهود على المسلمين ولكن يجب أن لايتم خلط الامور

    2. أخي الحبيب لايمكن لكرهنا لمن يدّعون بأنهم شيعة علي.. أو شيعة آل البيت،أن يخرجنا إلى الظلم والغلو،فآل البيت وأحفاد الحسن وعلي أحبتنا وأحبة كل مسلم صحيح العقيدة دون غلو أو انتقاص لحقهم،وقد أمرنا البارئ تبارك وتعالى بالإنصاف حتى لعدونا( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) .

  2. يا أخي إن كنت سني, لا يجوز إهانة أهل البيت بهالطريقة.
    أنا معك إنو الطريقة اللي بيعبر فيها الشيعة عن محبتهم لآل البيت شنيعة, معك إنن مجرمين .. وإنن بيتآمروا على السنة مع أي جماعى بتعادي السنة مين ما كانت.
    بس هاد الشي ما لازم يغير حقيقة كون أهل السنة أولى بمحبة آل البيت, بطريقة لا مغالاة فيها.
    ولعملك في كلام منقول ووارد بكتب تاريخ عن أهل البيت إنهم أنكروا فعل المغالين بمحبة أهل البيت, وتبرأوا من هالمغالين.