المتحدث باسم المستشارة يقول إنها ما زالت تثق في وزير الداخلية .. أزمة اللاجئين تثير خلافات جديدة داخل ائتلاف ميركل
ظهرت خلافات جديدة بين المحافظين والاشتراكيين الديموقراطيين في ائتلاف المستشارة الالمانية انغيلا ميركل حيث يتواجه الطرفان هذه المرة حول شروط استقبال اللاجئين السوريين، ما يشكل دليلا اضافيا على المصاعب السياسية التي اثارتها ازمة الهجرة.
وقد تسبب في اندلاع الخلاف احد اقرب معاوني ميركل، وزير الداخلية طوماس دو ميزيير. فخلال زيارة الى تيرانا الجمعة، احدث مفاجأة باعلانه ان المانيا ستفرض حدودا على شروط استقبال السوريين.
وقال ان على السوريين الا يحصلوا سوى على اذن بالاقامة لمدة سنة، من دون ان تتوافر لهم امكانية استقدام عائلاتهم. وبعد ساعات، اضطر الى التراجع عن تصريحه، بعدما ادلى المتحدث باسم المستشارة، ستيفن شيبرت بتصريح مناقض مشيرا الى ابقاء “الوضع الراهن” على حاله.
ويحصل السوريون الذين فتحت لهم المانيا ابوابها، على إذن بالاقامة لمدة ثلاث سنوات، مرفق بحق لم الشمل. ومنذ بداية السنة، دخل المانيا اكثر من 240 الف سوري، بينهم اكثر من 88 الفا في تشرين الاول/اكتوبر وحده.
لكن الخلاف وقع داخل الائتلاف. فقد فاجأ اعلان دو ميزيير الجميع وتسبب في ارتفاع اصوات الاحتجاج في اطار الشراكة الحكومية، اذ ان مواقف الحزب الاشتراكي الديموقراطي تتباين مع المحافظين حول التدابير التي يتعين اتخاذها لتقليص عدد المهاجرين الذين يطرقون باب المانيا.
واثبتت السلطة التنفيذية الالمانية لتوها ان “ازمة المهاجرين تتسبب في الواقع في انشقاقات بين مكوناتها”، كما قال لوكالة فرانس برس تيلمن ماير استاذ العلوم السياسية في جامعة بون.
وتتمسك قيادة الحزب الاشتراكي الديموقراطي بسياسة اليد الممدودة للهاربين من الحرب والاضطهاد، لكن الجناح المحافظ في اليمين بزعامة طوماس دو ميزيير، يريد وقف الموجات الكثيفة للواصلين، بحسب الباحث.
واضاف ان “المستشارة تتفق حاليا مع الاشتراكيين الديموقراطيين، اكثر مما تتفق مع التيار المحافظ في حزبها”.
والأسوأ ان ميركل التي كانت شعبيتها مرتفعة جدا الصيف، اصبحت تشهد تراجعا بشكل واضح كما تفيد استطلاعات الرأي، فيما ترفض تحديد عدد الواصلين، لمواجهة الفوضى الاستثنتائية السائدة على حدود اوروبا.
إلا ان اصوات بعض كبار المسؤولين ما زالت تشكل مزيدا من الضغوط. فقد طالب وزير المال ولفغانغ شويبله بعد اللغط الذي اثاره تصريح وزير الداخلية “بالحد من لم شمل العائلات. فقدرتنا على استقبال اللاجئين محدودة”.
في هذه الاثناء، قال وزير الاقتصاد وزعيم الحزب الاشتراكي-الديموقراطي سيغمار غابرييل، ان الالمان يشعرون بأن “اليد اليسرى في هذه الحكومة لا تعرف ما تفعله اليد اليمنى”.
فالائتلاف والحكومة لا يواجهان اولى خلافاتهما.
فخلال اسابيع، تخلت بافاريا التي تصلها اكثرية ساحقة من المهاجرين في نهاية رحلتهم عبر اوروبا، عن السياسة السخية للمستشارة. كما هدد رئيس المنطقة باتخاذ تدابير مشددة من دون موافقة ميركل، فيما تقترب المانيا من رقم مليون لاجىء وصلوها منذ بداية السنة.
ولم يتوصل الاتحادان المسيحيان (الاتحاد المسيحي الديموقراطي بزعامة ميركل وحليفه الاتحاد المسيحي الاجتماعي في بافاريا) والاشتراكيون الديموقراطيون، إلا بعد عدد كبير من الاجتماعات الماراتونية، الى اتفاق الخميس حول تسريع اعادة الذين لم تقبل طلباتهم للجوء. وفي اليوم التالي، ادلى وزير الداخلية بتصريحه الشهير.
ومنذ ذلك الحين، طرحت صحيفة بيلت عن جدوى بقاء دو ميزيير في الحكومة. وقال المتحدث باسم الحكومة اليوم شتيفان زايبرت بأن الوزير يتمتع بالتأكيد بثقة المستشارة ميركل، وذلك بعد اقتراحة المثير للجدل حول تخفيض مستوى الحماية لطالبي اللجوء السوريين.
يذكر ان دو ميزيير، الصديق الوفي لميركل، يشارك في كل حكوماتها منذ حوالي عشر سنوات.[ads3]