طالبو لجوء في بلجيكا متخوفون من تداعيات هجمات باريس

عبّر عدد من المهاجرين وطالبي اللجوء في بلجيكا عن خشيتهم من تداعيات هجمات باريس الأخيرة على سير عملية تسوية أوضاعهم القانونية في بلجيكا، ولم يخف بعض هؤلاء شعورهم بآثار سلبية لتلك الهجمات بدأت تؤثر على أوضاعهم.

وتحدث بعض المهاجرين وطالبي اللجوء ممن التقاهم مراسل “الأناضول” في بروكسل، وفضلوا عدم ذكر أسمائهم، عن “زيادة تعقيد الإجراءات الإدارية المعقدة أساسا بخصوص إتمام إجراءات قبول طلبات اللجوء، وتشديد الإجراءات الأمنية أكثر من المعتاد حتى على مراكز استقبال تلك الطلبات”.

ولقي 129 شخصًا على الأقل مصرعهم، وأصيب 352 آخرون بجروح، جراء هجمات دامية متزامنة، شهدتها العاصمة الفرنسية باريس الجمعة الماضي، فضلًا عن مقتل 7 من منفذي الهجمات، التي تبناها تنظيم “داعش”.

وطالت الهجمات مطعمًا، ومسرح باتاكلان، ومناطق قريبة من “ستاد فرنسا”، الذي كان يشهد مباراة ودية بين فريقي ألمانيا وفرنسا، بحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند.

ووجهت بعض الأطراف الأوروبية أصابع اتهام إلى اللاجئين بمساهمة أفراد منهم في هجمات باريس بعد الحديث عن العثور على جواز سفر لاجئ سوري بجانب جثة أحد منفذي الهجمات، وضلوع آخرين في الهجمات، وهو الأمر الذي لم يصدر بشأنه اتهام رسمي أو يتم التوصل لدلائل دامغة حتى اليوم.

وبحسب مصادر أمنية، فإن عبد الحميد أباعود المتهم الأبرز بالتخطيط لهجمات باريس، هو من أصول مغربية، مولود في ضاحية “مولينبيك” البلجيكية، عام 1987، كان يعمل في التجارة، وانضم فيما بعد إلى صفوف تنظيم “داعش” في سوريا ليكون أحد أبرز الشخصيات فيه، قبل الحديث عن عودته إلى فرنسا وتخطيطه مع آخرين لتنفيذ الهجمات في باريس.

وحول سؤالنا عن وجود تأثيرات مباشرة محتملة لمحاولات الربط بين وجود اللاجئين في بلجيكا والهجمات الأخيرة في باريس، أجاب لاجئ من العراق في العشرينات من العمر، “نحن غادرنا بلداننا أصلا خوفا وهروبا من الإرهاب و الدمار، وبالتالي لا نتحمل مسؤولية تنامي هذه الظاهرة في أوروبا كما يزعم البعض”.

وأضاف “نتمنى أن تسوى وضعية إقامتنا القانونية وأن نتجاوز هذه المرحلة في أقرب وقت ممكن”، دون أن يخفي في كلامه مخاوف من تداعيات تلك الهجمات على السياسات الأوروبية تجاه اللاجئين”.

بدوره، تحدث طالب لجوء (عشريني) آخر من سوريا حول الموضوع نفسه، قائلا: “أغلب الناس هنا فارون من الحروب والإرهاب”.

وأضاف: “نحن قدمنا من أجل الاحتماء بالدول الأوروبية حتى نجد عندهم الأمان. ولم ألاحظ حتى اليوم أية تشديدات أمنية مبالغ فيها بعد هجمات باريس، لكننا نلاحظ في نظرات الناس إلينا بعض الريبة والخشية، ونحاول أن نتفهم ظروفهم وألا نأخذ ذلك بكثير من التأثر”.

من جانبه، قال أحد المصطفين أمام مركز شؤون اللاجئين في بروكسل وهو أفغاني في الخمسين من العمر، “يبدو أن إجراءات تقديم طلبات اللجوء وشروطها في طريقها للتشديد، ولن نتمكن من الحصول على الإقامة بالسهولة التي كنا نتوقعها”.

وعن السبب لما يقول، يذكر طالب اللجوء الأفغاني “الأكيد أن السبب في ذلك هي هجمات باريس، ونحن خائفون من بقائنا في مراكز اللجوء المؤقتة وقتا أطول بسبب تأخير النظر في ملفاتنا، نحن لم نقدم الى بلجيكا من أجل البقاء في مراكز اللجوء، وأرجو ألا تطول هذه الوضعية”.

وأعرب لاجئ آخر من سوريا عن شعوره بخشية الإكثار من الخروج إلى الشارع كما في الأيام السابقة، “نضطر للعودة إلى مركز اللجوء مباشرة بعد الفراغ من الإجراءات الإدارية الطويلة والمعقدة، وعلى أية حال فنحن نقضي جزءا من الليل وطول اليوم في الاصطفاف بالطوابير لإتمام الإجراءات ولا تكون لدينا بعد ذلك القدرة أصلا إلا للعودة إلى مركز اللجوء لأخذ نصيب من الراحة”.

بدوره، أضاف لاجئ آخر من أفغانستان على آراء زملائه بالقول،” اللاجئون هم أصلا أناس مقهورون ويريدون الأمان لا الإرهاب والحروب”.

وأضاف “لا أجد ربطا مباشرا بين تفجيرات باريس الأخيرة ومجيئنا لأوروبا كلاجئين، لأن سبب لجوئنا إلى هذه الديار هو أصلا طلب الأمان وإن شاء الله يتحقق الأمن للجميع″.

ويمكن للشخص التقدم بطلب لجوء لبلجيكا عند وصوله لأحد المراكز الحدودية لبلجيكا أو في أحد المطارات البلجيكية، ليحصل على وثيقة لجوء تثبت ذلك، وتقوم مصلحة قضايا الهجرة أولا بأخذ البصمات لمعرفة ما إذا كان صاحب الطلب سبق له تقديم طلب لجوء في إحدى دول الاتحاد الأوروبي أم لا، و ذلك في إطار التنسيق بين دول الاتحاد لعدم القيام بالإجراءات نفسها أكثر من مرة.

ونظراً للأعداد الهائلة من الطلبات، قد تدوم دراسة الملفات والبت فيها مدة ربما تصل إلى ستة أشهر، وفي هذه الأثناء يحق لطالب اللجوء الاستمرار في أحد المراكز الموزعة على كامل أنحاء البلاد أو البحث عن سكن خاص، مع حصوله على معونات مالية وغذائية ورعاية صحية.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها