صحف ألمانية : الطائرات الحربية و البوارج وحدها ليست حلاً

تباينت مواقف الصحف الألمانية الصادرة صباح اليوم إزاء قرار حكومة برلين بإشراك الجيش الألماني في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا. وفي حين ترى صحف أنه “قرار لابد منه” ترى أخرى أنه “متعجل وغير مجد”.

حول قرار الحكومة الألمانية بإشراك الجيش الألماني في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، كتب موقع شبيغل أونلاين “Spiegel Online” يقول: “مع الأسف، ليس هناك بديل آخر.” وتابع الموقع الألماني: “الطائرات الحربية والبوارج ليست حلا بالطبع ، لكنها جزء من الحل. وأوروبا يمكن أن تنعم بالأمن الدائم فقط، إذا دافعت عن نفسها ضد أعدائها. وأيضا إذا نجحت (أوروبا) في دعم وتقوية قوى السلام والديمقراطية في الشرق الأوسط، وصد تأثير الدعاة المحرضين على الحقد والكراهية. وهذا ممكن بالدبلوماسية الذكية والوسائل الاقتصادية – وللأسف – الوسائل العسكرية أيضا. أما الانتظار وغض الطرف، فلم يعد لهما جدوى.”

وجهة النظر هذه تتبناها أيضا صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ “Frankfurter Allgemeine Zeitung” الصادرة في فرانكفورت، حيث كتبت تقول:

“قرار الحكومة كان لا مفر منه، إذا كانت النتائج التي تم التوصل إليها في الأيام الماضية ليست مجرد كلام فارغ، وأننا جميعنا مستهدفون بالهجمات الإرهابية وأنه يجب محاربة تنظيم “الدولة الأسلامية” بالوسائل العسكرية، كما قالت المستشارة نفسها (…) لكن المهمة لا تخلو من المخاطر، والكل يعرف ماذا تفعل داعش بالطيارين الذين تأسرهم.”

وعلى عكس ما سبق، تشكك صحيفة تاغس تسايتونغ „Tageszeitung“ في التدخل العسكري الألماني في سوريا وكتبت تقول:

“يعاني الغرب من مشكلة المصداقية في الشرق الأوسط، لأنه (الغرب) يدعم أنظمة ديكتاتورية تعد بالاستقرار. وعدا ذلك لا يهتم بالمنطقة؛ إلا إذا وضع الإرهابيون موضوع الشرق الأوسط على جدول أعماله. ولا يبدو أن التدخل العسكري الألماني في سوريا سيجعل الغرب أكثر مصداقية، فقد كان لدى الحكومة الألمانية أربع سنوات للتفكير في تدخل عسكري في سوريا. وقرار التدخل المخطط له الآن يبدو متعجلا وغير مجد. فالألمان سيوفرون طائرات الاستطلاع والآخرون يوفرون قاذفات القنابل.”

أما صحيفة زود دويتشه تسايتونغ „Süddeutsche Zeitung“، فتدعو إلى مزيد من العمل الوقائي ضد الإرهاب وكتبت تقول:

“في لبنان وحده البالغ عدد سكانه 4.5 مليون نسمة يعيش أكثر من 400 ألف طفل سوري لاجئ في سن المدرسة. بينهم 100 ألف فقط وجدوا مقاعد في المدارس اللبنانية. والباقون؟ كلما طال بقاء الأطفال خارج المدرسة، ألقى ذلك بظلاله السوداء على مستقبلهم. وهذا يزيد من احتمال أن يرى هؤلاء الأطفال العنف أمراً جيداً جداً، وقد يتعلمون إظهار الثقة بالنفس من خلال القنابل بدلاً من الكتب. الوقاية من الإرهاب تكون هنا في مخيمات اللاجئين، وهذه الوقاية ستكون أرخص بكثير من القمع لاحقاً بطائرات التورنادو الحربية. فمخيمات لاجئين بدون مدارس ولا مستقبل هي مرتع خصب ومراكز لتجنيد الإرهابيين.” (دويتشه فيله)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. خلال 50 سنة من حكم الديكتاتوريات العربية نعمت أوروبا بالسلام الداخلي مقابل تغاضيها ودعمها لتلك الأنظمة القمعية التي كانت تحقق لها جميع مصالحها بما فيها السلام والعجيب والغريب الآن وبعد أن انكشفت البلاوي والمصائب الناجمة عن حكم تلك الأنظمة ومنها الإرهاب العابر للقارات ما زالت هناك تيارات حاكمة قوية ومؤثرة في أوروبا تنادي بالعودة لحكم تلك الديكتاتوريات القذرة وعلى رأسها نظام الأهبلوف مقابل السلام الداخلي لأوروبا على مبدأ (ياللي بتعرفه أحسن من ياللي بتتعرف عليه) علما بأن هناك مبدأ آخر يقول (من جرب المجرب فعقله مخرب) فهل سيتعظ الأوروبيون من فشلهم وسوء خياراتهم السابق ؟