لاجئ سوري بلا أطراف يرسم جداريات في الأردن

يحرّر الحجر من طول السكون والثبات، ويخوض رحلة الطموح مع كل جدارية يرسمها الفنان السوري مثنى الزعبي الذي فقد أطرافه العليا اثر صعقة كهربائية أدت إلى تلف الأعصاب. يرسم الجداريات وينحت في الصخر ويقبض على ريشته واثقاً متمرساً، ويكتب الحكم والعبر بأعمق المعاني وأجمل الخطوط. هذا هو الواقع الذي صنعه الزعبي بعدما فقد ذراعيه.

ففي مدينة أربد الأردنية، يقيم الزعبي العشريني كلاجئ سوري بتشابه مع جميع اللاجئين السوريين في معاناتهم وحاجاتهم لكنه يختلف معهم في طريقة مواجهته لظروف اللجوء، خصوصاً أنه لم يبتعد لحظة عن ممارسة هواياته رغم قساوة اللجوء، بل أخذ جداريات المدارس والكليات الأردنية واحة لا حدود فيها لصب كل ما يملك من فنون بواسطة ما تبقى من أطرافه العلوية.

وأشهر الزعبي بمرفقيه الريشة والقلم كسلاحين أمام عجزه، فخطّ ما يجول بخاطره من أحلام يتمنى أن تتحقق على أرض الواقع لا على الجدران والورق فحسب، فهو يميل إلى رسم الوجوه المتفائلة والحزينة، إضافة إلى رسوم تعبر عن السلام والأمان وعن أهمية العلم ناهيك بالزخرفات الهندسية والحروف العربية.

ومن حبه لهوايته، وسّع الزعبي رقعة تطوعاته ومبادراته، فأصبح يدعو الطلاب من كليته المنتمي اليها، إلى مشاركته في الرسم على جداريات مدارس السوريين في الأردن، إضافة إلى تعليم الأطفال السوريين مبادئ الرسم.

ويقول الزعبي لصحيفة “الحياة ” إنه يشعر بسعادة لا توصف حين ينتهي من رسم جدارية، أو إعطاء حصص الفن للأطفال، مضيفاً أنه سيستمر في العمل التطوعي إلى أن يعود هو وجميع الأطفال واللاجئين إلى سورية.

ويحلم بافتتاح معرض يضم أعماله الواسعة، مشيراً إلى أنه بدأ الرسم منذ مراحل الطفولة وعشق ذاته في هذا الفن لأنه يسعى من خلاله إلى التعبير عما في داخله ودعوة الآخرين إلى مساعدة من هم في أمس الحاجة إلى يد العون.

وينوي الفنان السوري الشاب إنشاء مجموعات تطوعية، للذهاب إلى مخيمات اللجوء ومراكز الأيتام لتنظيم نشاطات تفاعلية مع الأطفال، ضمن برنامجه التطوعي الذي يعده في شكل دوري ويهدف إلى مساعدة الأطفال على ممارسة هواياتهم.

ومن أجواء الرسم الهادئة، إلى فن من فنون القتال الأكثر انتشاراً بين الشباب والأطفال في الأردن، إذ حاز الزعبي الحزام الأسود في رياضة التايكوندو بعد مثابرة وتحدٍ ليكون القائد والقدوة لكثير من الأطفال المهتمين بهذه الرياضة.

الكابتن الأردني مصطفى البحيري تحدث عن مدى دهشته عندما رأى حماسة الزعبي في تعلم الرياضة على رغم امكاناته المحدودة، مؤكداً أنه وصل إلى الحزام الأسود في وقت قياسي مما أهله للبدء في تدريب الأطفال.

ولا تتوقف طموحات الزعبي عند هذا الحد، اذ إنه يبحث عن طريقة تلائمه في تعلم الموسيقى على آلة الكمان، والعزف على أوتارها بطريقة حرفية أيضاً.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫3 تعليقات

  1. اناشد السوريين بالدول الاوربية و العربية و كل مراكز اللاجئين تزيين اشجار عيد الميلاد و صور السيد المسيح و كلام الانجيل