رويترز : دبلوماسيون يرون أن الرئيس اليمني يقوض محادثات الأمم المتحدة للسلام

يقول دبلوماسيون إن المحاولات لإطلاق محادثات سلام تنهي الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر في اليمن أحبطت لأسباب من بينها الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من السعودية الذي يخشى من أن يؤدي التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض لرحيله عن الحكم.

وبعد أن اضطر هادي لمغادرة صنعاء في وقت سابق هذا العام بسبب تقدم المقاتلين الحوثيين الذين يقول الجيران العرب إنهم مدعومون من ايران عاد ليقود الحكومة من مدينة عدن في جنوب البلاد التي استعادت قوات التحالف بقيادة السعودية السيطرة عليها في يوليو تموز.

وعلى غرار خصومه يقول هادي إنه ملتزم بمحادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في واحدة من أفقر الدول العربية. لكن دبلوماسيين يتابعون عملية السلام يقولون إنه يمثل عقبة على نحو متزايد الأمر الذي يزيد الضغط على السعودية لسحب دعمها له او لتساعد في تنحيته جانبا.

وقال دبلوماسي يتابع الوضع في اليمن طلب عدم نشر اسمه “يحاول هادي عرقلة أي نوع من المحادثات لأنه يعلم أن أي تسوية ستكون نهاية حياته السياسية.”

وأضاف “لم يحظ هادي بشعبية قط وليس من مصلحته أن تتوقف الحرب قبل تحقيق نصر كامل. الدبلوماسيون يعلمون أن هادي ليس مرشحا قويا والتسوية تعني رحيله.”

وقال دبلوماسي ثان إن هناك اتفاقا على نطاق واسع في الوقت الحالي على أن المحادثات هي الحل لأن الحرب وصلت الى حالة من الجمود على الصعيد الميداني. لكن “بعض المعارضين” وهناك عدد منهم في معسكر هادي يرفضون ويريدون نصرا عسكريا.

وأضاف “بما ان هذا يعتبر صعب المنال فإنهم ينظر اليهم على أنهم يدعمون الصراع لأن الحل السلمي لا يقدم شيئا لهم.”

وينفي هادي بشدة أنه يعرقل المفاوضات.

وقال مختار الرحبي المسؤول بالرئاسة اليمنية “ليس صحيحا ما يتم تناوله أن الرئيس يعوق الحوار أو يعرقل انعقاد مشاورات جنيف بالعكس من ذلك الرئيس أعلن عن قوائم الوفد المشارك وتم إسنادهم بفريق استشاري وهم جاهزون للحوار في أي وقت يتم الإعلان عنه من الأمم المتحدة.”

ومنذ جولة غير حاسمة من المحادثات في جنيف في يونيو حزيران سعى مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد مرارا لتمهيد الطريق لعقد المحادثات اما في سويسرا او عمان.

وقال مندوب بريطانيا بالأمم المتحدة ماثيو ريكروفت يوم الاثنين إن المحادثات يمكن أن تبدأ في أوائل ديسمبر كانون الأول.

وتتوقف أي نهاية للصراع على السعودية التي أطلقت أكبر عملية عسكرية تقوم بها منذ عقود لدعم هادي في وقت هبط فيه الدخل من صادرات النفط كثيرا وتصاعدت الاضطرابات الإقليمية. تقول الرياض إن الحوثيين لعبة في يد ايران خصمها بالمنطقة وإنها تحركت لمنعها من الهيمنة على الدولة على غرار حزب الله المتحالف مع طهران في لبنان.

وعلى الرغم من قول السعودية إنها ملتزمة بعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة فإنها لم توقف حملة القصف. يقول دبلوماسيون إن السعودية ربما لا تسمح بانتهاء الحرب مادام الحوثيون هم الفصيل المهيمن.

في الوقت نفسه تفاقمت أزمة انسانية في أفقر دولة بشبه الجزيرة العربية بفعل القتال الذي عطل أيضا جهودا لمكافحة الإسلاميين المتشددين. ولقي الآلاف حتفهم في الاشتباكات والقصف الذي تنفذه قوات برية عربية. وتعتقد الأمم المتحدة أن جميع الأطراف ارتكبت جرائم حرب.

وقال الدبلوماسي الثاني “المعاناة الانسانية على الأرض: نحن نعرض مستقبل البلد بكامله للخطر. ونعرض جيلا مستقبليا للخطر.”

كان تنظيم القاعدة بجزيرة العرب وهو فرع القاعدة باليمن هدفا لغارات سرية بطائرات بلا طيار تشنها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.ايه) وقد سيطر على مساحات من الأراضي منها مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت بشرق البلاد.

وتعاونت القوات التي تقودها السعودية بصورة غير رسمية مع مقاتلي القاعدة في مواجهة جماعة الحوثي العدو المشترك. ويدعم بعض متشددي القاعدة فرعا جديدا لتنظيم الدولة الإسلامية باليمن الاكثر عنفا والذي لم يسلم منه أي من الأطراف ففجر مساجد للحوثيين في صنعاء وأهدافا تابعة لحكومة هادي وحلفائه العرب في عدن.

“أكثر وضوحا”

يقول الحوثيون إنهم يقودون ثورة ضد المسؤولين الفاسدين والإسلاميين المتشددين وحلفائهم الأجانب.

وكونوا تحالفا قويا مع سلف هادي علي عبد الله صالح عدوهم السابق الذي حكم اليمن لأكثر من ثلاثين عاما الى أن تخلى عن السلطة التي تولاها هادي عام 2012 بعد احتجاجات ضمن موجة انتفاضات “الربيع العربي”. وزادت الحرب من شعبية هادي بين قطاع عريض من الشعب ويرجح أن يسعى الى أن يلعب حزبه الحاكم السابق دورا في أي تسوية.

وبرز الحوثيون بوصفهم القوة الأكبر في اليمن هذا العام بعد أن أجبروا حكومة هادي على ترك صنعاء. وعلى الرغم من أن القوات التي تقودها السعودية استعادت عدن من أيديهم فيما بعد فإن من المستبعد على ما يبدو إخراجهم من العاصمة قريبا.

وفي حين تتهم حكومة هادي الحوثيين بعرقلة المحادثات فإن دبلوماسيين يقولون إنهم يبدون رغبة أكبر من تلك التي يبديها الرئيس.

وقال الدبلوماسي الثاني الذي انتقد صالح وتحالفه مع الحوثيين بشدة “ربما يكون الحوثيون اكثر تفهما وهم اكثر وضوحا.”

تناغم مفقود

وقبل أن يجبر الحوثيون هادي على ترك صنعاء اكتسب الرئيس الجديد سمعة بأنه زعيم ضعيف فشل في السيطرة على الفصائل المسلحة المتنافسة او الحد من الفساد.

وعبر مسؤولون غربيون وإقليميون عن دعمهم لخالد بحاح رئيس الوزراء ونائب الرئيس هادي الذي ينظر اليه على نطاق واسع على أنه خصم ويصفه البعض بأنه خبير فني يملك قدرات أكبر.

وقال الدبلوماسي الثاني “التناغم مفقود في القيادة بين بحاح وهادي.” وأشاد ببحاح بينما وصف هادي بأنه أكثر اهتماما بمصلحته الخاصة.

ونفى بليغ المخلافي القيادي في حزب العدالة المؤيد لهادي التقارير عن وجود شقاق مع بحاح وقال إنها “خلافات إدارية” لن تؤثر على محادثات السلام. واعترف أحد مستشاري هادي في أحاديث خاصة بوجود خلافات بين الزعيمين وقال إن الرياض تحاول حلها.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه “السعودية تحاول السيطرة على الأمر لأن هذا… يفيد الطرف الآخر سياسيا. لكن هذه الجهود لم تنجح.”

وعلى الرغم من أن محادثات السلام بين حكومة هادي والحوثيين يمكن أن تبدأ قريبا فإن الدبلوماسيين غير متفائلين.

وقال الدبلوماسي الثاني إن الأساليب التي تستخدم لتقويض المفاوضات تكون “من خلال تعمد وضع شروط صعبة التحقيق خلال المحادثات بحيث يجدها الطرف الآخر غير مقبولة لديه.”

وقال الدبلوماسي الأول “اذا عقدت المحادثات فإنها لن تسفر عن نتيجة لأن الانقسام بين المجموعتين كبير ولا يوجد وضوح يمكن أن تجرى هذه المحادثات على أساسه.”[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

One Comment