قوات الأمن التركية تضبط شاحنة محملة بالأسلحة في إسطنبول .. وأمريكا تتوقع ” تهديداً وشيكاً ” لقنصليتها
قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تتوقع “تهديدا وشيكا” لأمن قنصلية الولايات المتحدة في إسطنبول، داعية المواطنين الأمريكيين إلى عدم التوجه إليها السبت.
وقال مكتب الأمن الدبلوماسي في وزارة الخارجية الأمريكية (أوزاك) في بيان نشره السبت، “بسبب معلومات عن تهديد وشيك يستهدف أمن حرم القنصلية، فإن القنصلية العامة في إسطنبول تنصح جميع المواطنين الأمريكيين بتجنب التوجه إلى القنصلية اليوم”.
وذكر بأن القنصلية مغلقة على أي يومي السبت والأحد.
وأضاف المكتب التابع للخارجية “ننصح بقوة الأمريكيين بالحفاظ على قدر كبير من اليقظة، والإطلاع على الأحداث المحلية واتخاذ التدابير الملائمة لتعزيز أمنهم الشخصي”.
وكانت القنصلية الأمريكية في إسطنبول قد تعرضت في آب/ أغسطس لهجوم مسلح، قتل فيه تسعة أشخاص على الأقل في موجة من الهجمات المنفصلة على قوات الأمن التركية بعد أسابيع من اطلاق تركيا حملة ضد تنظيم الدولة، والمقاتلين الأكراد وعناصر من اليسار المتطرف.
وأعلنت جبهة جيش تحرير الشعب الثوري اليسارية المتطرفة التركية تنفيذ أحد أعضائها الهجوم على القنصلية الأمريكية في إسطنبول اليوم الاثنين قائلة في بيان على موقعها على الإنترنت إن الولايات المتحدة “عدو لدود” لشعوب الشرق الأوسط والعالم.
وكانت قوات الأمن التركية ضبطت في مدينة إسطنبول، سيارة مسروقة بلوحة مزورة، بداخلها بندقيتين من طراز “كلاشينكوف”، ومسدسين، وقنبلتين يدويتين، إضافة إلى 6 مخازن احتياطية، وعددا كبيرا من الرصاص، وأقنعة.
وأفادت وكالة الأناضول وفقاً لمصادر أمنية، أن فرق مكافحة الإرهاب قامت بعملية بحث وتفتيش في مرأب سيارات بحي “مال تبه” في اسطبنول بناءً على بلاغ تلقته حول وجود سيارة مسروقة تحوي على أسلحة ومتفجرات.
وأضاف أن الفرق عثرت خلال العملية على السيارة المشبوهة التي احتوت على بندقيتين ومسدسين وقنبلتين يدويتين وأقنعة ومخازن وكمية كبيرة من الرصاص.
إلى ذلك، بدأ الأمن إجراءاته من أجل تحديد هوية الأشخاص أو المنظمة التي تعود لها الأسلحة والمتفجرات بعد إرسال الأخيرة إلى المختبرات الجنائية. (فرانس برس، الأناضول)[ads3]
اطباء اسنان سوريون المشهورون و اصحاب مخابر الاسنان يفتتحون عيادات في نيجيريا و السودان و كثير من البلاد
اسرائيل تغري روسيا: سأكون بديلة تركيا — لم يهدأ بال اسرائيل منذ ان دخلت سوريا مرحلة المعارك وفترة عدم الاستقرار والحروب، فهي دخلت على الخط عسكرياً وسياسياً وامنياً، لتأمين مصالحها والامعان في تصعيب المهمة على اعدائها. واختارت اسرائيل تغذية ودعم المنظمات الارهابية والمسلحين الذين يحاربون النظام السوري و”حزب الله” وايران، ولم تتردد في قصف قوافل ومراكز في سوريا من اجل مصالحها، الى ان دخلت روسيا على الخط.
مع وصول قوافل الدعم العسكري الروسي الى سوريا، بدات استراتيجية اسرائيل تتغير، وعلمت ان وصول قوى عظمى بقواتها العسكرية ولو غير البرية، من شأنه تغيير قواعد اللعبة واتباع اسلوب جديد للمواجهة. يسجل للاسرائيليين معرفة مصلحتهم ووضعها قبل اي اعتبار، وهم من اجل ذلك، لم يترددوا في عقد لقاء مع الروس للتنسيق معهم في ما خص الشؤون العسكرية، وتفادياً لحصول اي احتكاك قد يضعهما في مواجهة بعض، وهو ما لا ترغب فيه اسرائيل مطلقاً.
التودد الاسرائيلي للروس، لا ينبع من محبة فائقة، بل من معرفة عميقة بأن اي مواجهة لن تصب في مصلحة تل ابيب، وان الولايات المتحدة وحلفاءها غير مستعدين لخوض اي حرب جديدة او باردة قد تتحول الى حرب عالمية، وبالاخص في ظل الادارة الاميركية الحالية التي اثبتت انها بعيدة كل البعد عن الخيار العسكري لاي مشكلة تعترضها، ولعل ايران وكوبا خير مثال على ذلك.
استغلال اسرائيل للاوضاع في المنطقة للتقرب من الروس، تجلى ايضاً على الصعيد السياسي والاقتصادي. فحادثة اسقاط تركيا للطائرة الروسية، اعقبه تصريحات للمسؤولين الاسرائيليين بأن هذا الامر لا يمكن ان يحصل مع اسرائيل، حتى ولو خرقت الطائرات الروسية المجال الجوي الاسرائيلي. هذا الاسترضاء اعطى مفعوله في ظل تصاعد التوتر بين الروس والاتراك، وبعد ان قررت روسيا قطع خطوط التواصل السياحي مع تركيا والذي يقدر بأكثر من 4 ملايين سائح روسي في العام.
انبرت اسرائيل للحلول بدل تركيا، وبدأت حملة سياحية لاستقطاب الروس سياحياً، واشعارهم ان اسرائيل هي البديل الطبيعي لتركيا ومصر (بعد تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء)، في ظل تقاعس لبنان عن القيام بهذا الدور لأسباب عدة، تماماً كما تقاعس حين اندلعت الحرب في سوريا وترك المجال مفتوحاً امام تركيا وقبرص وغيرها من الدول لتوجيه السياح الاجانب اليها.
الدعاية السياحية الاسرائيلية لاستقطاب السياح الروس قد تفعل فعلها، لكن المشكلة الاساسية التي تواجه اسرائيل لا تزال على حالها وتسمى: الشعب الفلسطيني. يعرف الفلسطينيون كيف “ينغصون العيش” على الاسرائيليين، والعمليات التي يقومون بها بشكل متقطع وعبر افراد تلحق الاذى بالاسرائيليين على الصعيد الامني، كما على الصعيد السياحي ايضاً. فمن من السياح سيرغب في زيارة منطقة او مكان قد يشهد فيه عملية طعن او دهس ولو ان المستهدف اسرائيلي وليس من جنسية اخرى؟
تستميت اسرائيل للحلول محل تركيا في قلب الروس، وهي ستطرق كل الابواب للوصول الى غايتها، ولكن الخوف من المنافسة مشروع، ولعل الاردن هو العقبة الاخرى امام اسرائيل. فالتنسيق الاردني-الروسي قائم، والتفاهم بينهما في اعلى مستوياته حالياً، وقد ينعكس ايضاً على الوضع السياحي لان الاردن يبقى اكثر استقراراً من الناحية الامنية من اسرائيل.
ووسط غياب لبناني تام عن هذه “المعركة السياحية”، يمكن القول ان تعزيز روسيا لتواجدها في سوريا وبالتالي في المنطقة، لم ينزل برداً وسلاماً على اسرائيل، ولكنها تحاول عدم اغضاب الدب الروسي، لانه اذا ما حصلت المواجهة بالفعل، ولو انها لم تتخذ منحى عسكرياً، لن تكون لمصلحة اسرائيل، وقد تكون تركيا خير دليل على ذلك.