بشار الأسد لـ ” صنداي تايمز ” : هزيمة ” داعش ” ليس أمراً معقداً جداً و ” المعارضة المعتدلة ” أشبه بالإرهابيين الذين هاجموا باريس

أشار رئيس النظام السوري  بشار الأسد أن بريطانيا وفرنسا شكلتا رأس الحربة في دعم الإرهابيين في سورية منذ بداية الصراع ومن ثم هما لا تمتلكان الإرادة في محاربة الإرهاب وأن المشاركة العسكرية في «التحالف» ينبغي أن تكون شاملة أي أن تكون المشاركة في الجو وعلى الأرض، وأن تكون بالتعاون مع القوات الموجودة على الأرض، أي القوات الوطنية لكي يكون هذا التدخل أو هذه المشاركة قانونية، وقال: يمكن لهذه المشاركة أن تكون قانونية فقط إذا تمت بالتعاون مع الحكومة الشرعية في سورية. إذاً بوسعي القول إنهم لايمتلكون الإرادة لمحاربة الإرهاب ولا الرؤية حول كيفية إلحاق الهزيمة به.

وأضاف  الأسد في مقابلة مع صحيفة «صنداي تايمز»: إذا أردنا إجراء تقييم، ينبغي أن نقيّم الوقائع. لنعد إلى الواقع على الأرض. منذ بدأ «التحالف» عملياته قبل أكثر من سنة، ماذا كانت النتيجة؟ لقد تمددت تنظيمات «داعش» و«جبهة النصرة» والتنظيمات أو المجموعات الشبيهة بها بكل حرية. بالمقابل كيف أصبح الوضع بعد المشاركة الروسية المباشرة في محاربة الإرهاب؟ لقد بدأ «داعش» و«النصرة» بالانكماش. إذاً يمكنني القول إن مشاركتهم لن تحقق أي نتيجة. ثانياً، ستكون هذه المشاركة ضارة وغير قانونية كما أنها ستشكل دعماً للإرهاب على غرار ما حدث بعد شروع «التحالف» في عملياته قبل أكثر من سنة، لأن هذه التنظيمات أشبه بالسرطان، والسرطان لايعالج بإحداث جرح فيه، بل ينبغي استئصاله بشكل نهائي. أما هذه العملية فلا تتجاوز إحداث جرح في السرطان ما سيؤدي إلى انتشاره في الجسم بسرعة أكبر.

وشدد  الأسد على أن سورية دولة ذات سيادة وأن الروس عندما أرادوا تشكيل تحالف ضد الإرهاب، فإن أول شيء فعلوه كان الشروع في نقاشات مع الحكومة السورية قبل أي طرف آخر.

ثم بدؤوا بمناقشة القضية نفسها مع حكومات أخرى، ثم أحضروا قواتهم وبالتالي فإن هذه هي الطريقة القانونية لمحاربة الإرهاب في أي مكان في العالم.

وأعاد  الأسد التذكير بما قاله طوني بلير من أن غزو العراق أدى إلى ظهور «داعش» وقال نحن نعرف أن «داعش» بدأ بشكل علني وأعلن عن قيامه كـ«دولة» في العراق عام 2006 وكان زعيم التنظيم حينذاك أبو مصعب الزرقاوي، الذي قتل في غارة جوية أمريكية وأن الأمريكيين أعلنوا أنهم قتلوه، وبالتالي فإنهم يعرفون بوجوده ويعرفون أيضاً أن تنظيم «الدولة الإسلامية» كان موجوداً في العراق حينذاك، ثم انتقل التنظيم إلى سورية بعد بداية الصراع فيها بسبب الفوضى التي حدثت. إذاً المسؤولون البريطانيون وبشكل أساسي طوني بلير يعترفون بذلك، كما أن الواقع يقول ذلك، يقول إنهما ساعدتا في ظهور «داعش» و«جبهة النصرة» في هذه المنطقة.

وأوضح  الأسد أن التنظيمات الإرهابية تستند في أفعالها إلى إيديولوجيتها الوهابية الظلامية المنحرفة وأن لا فرق بين تنظيمي «جبهة النصرة» و «داعش» لأن لهما نفس الإيديولوجيا، وقال: إذا أردنا التحدث عن قواعد هذه التنظيمات وأتباعها وأعضائها، نجد أنه ليس هناك ما يميزها عن بعضها البعض، لأن هؤلاء ينتقلون من تنظيم إلى آخر ومن جماعة إلى أخرى. ولهذا السبب فإنهما يتقاتلان من وقت لآخر طبقاً لمصالحهما على المستوى المحلي. لكن في الواقع هما يتعاونان على كل المستويات. إذاً لا يمكن تحديد أيهما أكثر خطورة من الآخر لأنهما يمتلكان العقلية نفسها، يمكنك القول إن التنظيم الأول ينتمي إلى «القاعدة» والثاني أيضاً ينتمي إلى «القاعدة» لااختلاف بينهما إلا في الاسم، وربما في بعض التفاصيل الثانوية.

وبشأن تصريحات رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون المتعلقة بتوسيع الضربات الجوية البريطانية إلى سورية والتي تتمثل في ما قاله عن «وجود 70 ألف مقاتل ينتمون إلى المعارضة المعتدلة ويمكن أن يستخدمهم الغرب في محاربة داعش». قال  الأسد: هذه حلقة جديدة في مسلسل ديفيد كاميرون الهزلي وهذا أمر غير مقبول. أين هم هؤلاء الـ«70 ألف معتدل» الذين يتحدث عنهم؟ إنهم يتحدثون دائماً عن وجود «مجموعات معتدلة» في سورية. هذه لاتعدو كونها مهزلة تقوم على تقديم المعلومات الزائفة والسخيفة بدلاً من الحقائق.

وأضاف  الأسد: الروس يسألون منذ بدؤوا بالمشاركة قبل شهرين أين هم أولئك «المعتدلون»؟ لم يجبهم أحد. في الواقع ومنذ بداية الصراع في سورية، لم يكن هناك أي «مقاتلين معتدلين» جميعهم متطرفون، موضحاً أنهم يحمّلون صوراً ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها خطابهم المتطرف والفظاعات التي يرتكبونها بوجوه مكشوفة وهم يستعملون السيوف ويقطعون الرؤوس ويأكلون قلب شخص بريء قطّعوا أوصاله وما إلى ذلك.

وأردف  الأسد: اعتراف المجرم هو سيد الأدلة، إذاً، هؤلاء هم «السبعون ألف معتدل» الذين يتحدث عنهم! هذا أشبه بوصف الإرهابيين الذين قاموا بالهجمات الإرهابية في باريس مؤخراً، وقبل ذلك في حادثة شارلي ايبدو وقبلها في بريطانيا قبل حوالي 10 سنوات، وقبلها في إسبانيا وفي نيويورك في الحادي عشر من أيلول بـ«المعارضة المعتدلة» وهذا غير مقبول في أي مكان من العالم، كما أنه ليس هناك سبعين ألفاً ولا سبعة آلاف ولاربما عشرة من هؤلاء الذين يتحدث عنهم.

وبشأن الأكراد والحديث عن أنهم يتلقون الدعم من الأمريكيين، أكد الأسد أن الأكراد يقاتلون الإرهابيين إلى جانب الجيش السوري وفي المناطق نفسها، وقال: إنهم يتلقون الدعم بشكل رئيسي من الجيش السوري، ولدينا الوثائق التي تثبت ذلك، نحن أرسلنا لهم الأسلحة لأنهم مواطنون سوريون، ولأنهم يريدون محاربة الإرهاب، كما نفعل مع العديد من الجماعات الأخرى.. لأنه لا يمكن إرسال الجيش إلى كل جزء من سورية، إذا، فإن الأمر لايقتصر على الأكراد، فالعديد من السوريين الآخرين يفعلون الشيء نفسه.

ولدى طرح الصحيفة السؤال التالي:
وزير الخارجية جون كيري قال يوم الجمعة قد يكون من الممكن أن تتعاون الحكومة السورية وقوات المعارضة ضد مقاتلي «داعش» من دون أن يكون الرئيس الأسد قد ترك السلطة أولاً. لكنه أضاف إنه سيكون «من الصعب جداً» تحقيق ذلك إذ لم يكن لدى مقاتلي «المعارضة» الذين يقاتلون ضد  الأسد منذ أكثر من أربع سنوات بعض الثقة بأن الزعيم السوري سيترك السلطة في نهاية المطاف.

وقال كيري: فيما يتعلق بمسألة  الأسد والتوقيت، أعتقد أن الجواب هو ليس من الواضح أنه سيتوجب عليه «الرحيل» إذا كان هناك وضوح فيما يتعلق بما سيكون أو لا يكون عليه مستقبله، في هذه الأثناء، قال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، في مقابلة نشرت يوم السبت إنه لم يعد يعتقد أن رحيل بشار الأسد ضروري قبل أي عملية انتقال سياسي في سورية. في حديث للصحيفة الفرنسية المحلية «لو بروغريس»، قال فابيوس: إن سورية موحدة تنطوي على عملية انتقال سياسي. وهذا لا يعني أن على بشار الأسد الرحيل قبل العملية الانتقالية، لكن ينبغي أن يكون هناك تأكيدات بالنسبة للمستقبل.

السؤال هنا: هل تعتزم أن تكمل فترتك الرئاسية حتى عام 2021، أم إنك تتوقع إجراء استفتاء أو انتخابات رئاسية قبل ذلك التاريخ؟ إذا كان الأمر كذلك، متى يمكن أن تجرى تلك الانتخابات؟ وما الذي يمكن أن يجعلك تقرر إجراءها؟ وإذا أجريت الانتخابات، هل من المؤكد أنك ستشارك فيها؟ ما الذي يمكن أن يؤثر في قرارك؟

أجاب  الأسد قائلاً:

الجواب يعتمد على سياق السؤال. إذا كان السياق يتعلق بتسوية الصراع في سورية، ليس هناك علاقة بين الانتخابات المبكرة وإنهاء الصراع. يمكن لذلك أن يحدث فقط من خلال محاربة الإرهاب وإيقاف الأنظمة الغربية والإقليمية دعمها للإرهابيين. سيتم إجراء الانتخابات المبكرة فقط كجزء من حوار شامل حول المستقبل بين مختلف القوى السياسية ومجموعات المجتمع المدني في سورية.

وهكذا، فإن الأمر لا يتعلق بإرادة الرئيس، بل بإرادة الشعب السوري بتبني عملية سياسية معينة. إذا تم الاتفاق على مثل هذه العملية، من حقي، كأي مواطن سوري آخر، أن أترشح؛ وسيستند قراري حينذاك إلى قدرتي على الوفاء بالتزاماتي وعلى إذا ما كنت أتمتع أو لا أتمتع بتأييد الشعب السوري. في كل الأحوال، لا يزال الوقت مبكراً على ذلك، فكما تعلمين، لم يتم الاتفاق على مثل تلك العملية بعد.

وحول إمكانية إلحاق الهزيمة بـ«داعش» باستخدام الضربات الجوية فقط، أكد  الأسد أنه لا يمكن إلحاق الهزيمة بـ«داعش» من خلال الضربات الجوية وحسب دون التعاون مع القوات على الأرض، وقال: لايمكن إلحاق الهزيمة بهم من دون مشاركة الحكومة والناس بشكل عام، لا يمكنهم إلحاق الهزيمة بـ«داعش» من خلال الضربات الجوية، إنهم سيفشلون مرة أخرى، والواقع يدل على ذلك.

وفي الإطار ذاته، أكد  الأسد أن «التحالف» الذي تقوده واشنطن وهمي وافتراضي لأنه لم يحقق أي إنجازات في محاربة الإرهاب على الأرض في سورية، وأضاف: نحن بدأنا محاربة الإرهاب بصرف النظر عن وجود أي قوة عالمية، ونرحب بكل من يريد الانضمام إلينا، وسواء فعلوا ذلك أم لا، فإننا مستمرون في محاربة الإرهاب، هذه خطتنا الوحيدة التي لن نغيرها.

وتساءل  الأسد: هل من المعقول أن الحكومات الغربية، أو الأنظمة الغربية لا تعرف أساسيات القانون الدولي، ولا تفهم معنى الدولة ذات السيادة، أو إنها لم تقرأ ميثاق الأمم المتحدة؟ وقال: إنهم لا يحترمون القانون الدولي، ونحن لن نطلب منهم التعاون.

وأضاف  الأسد: إذا كانوا مستعدين، وجديين ومخلصين في مكافحة الإرهاب، فإننا نرحب بأي بلد في العالم وبكل جهد سياسي يهدف إلى ذلك، نحن لسنا متشددين في هذا الصدد، بل براغماتيين تماماً، في المحصلة، نحن نريد تسوية الوضع في سورية ومنع المزيد من سفك الدماء، هذه مهمتنا وبالتالي، فإن الأمر لايتعلق بالحب أو بالكراهية، بالقبول أو عدم القبول، بل يتعلق بالواقع، هل هم مستعدون فعلاً لمساعدتنا في محاربة الإرهاب، ولمنع الإرهابيين من دخول سورية من خلال الحكومات العميلة لهم في منطقتنا أم لا؟ هذا هو السؤال الحقيقي، إذا كانوا مستعدين فإننا نرحب بهم، هذه ليست مسألة شخصية.

وبشأن إذا ما كان بإمكان سورية وحلفائها إلحاق الهزيمة بـ«داعش» والوقت الذي يستغرقه ذلك، قال الأسد: إذا توقف الدعم الذي تتلقاه هذه المجموعات من مختلف البلدان في منطقتنا، ومن الغرب بشكل عام، فإن الأمر لن يستغرق أكثر من شهور لنتمكن من إنجاز مهمتنا، الأمر ليس معقداً جداً، والحل واضح بالنسبة لنا، غير أن هذه المجموعات تتلقى دعماً غير محدود من هذه البلدان، وهو ما يجعل المشكلة تطول وتطول، ويجعلها أكثر تعقيداً واستعصاءً على الحل، وهذا يعني أن مهمتنا ستتحقق لكن بثمن باهظ سيدفعه السوريون في المحصلة.

وأردف  الأسد قائلاً: إن جميع الحروب سيئة؛ فما من حرب جيدة. في كل حرب يسقط العديد من الضحايا الأبرياء. وهذا يمكن تحاشيه فقط بوضع حدٍ للحرب. من البديهي أن الحروب في أي مكان من العالم ستؤدي إلى خسائر بشرية. غير أن الخطاب الذي يتكرر في الغرب منذ وقت طويل يتجاهل حقيقة أن الإرهابيين يقتلون الأبرياء منذ اليوم الأول لهذه الأزمة. كما أنه يتجاهل حقيقة أن عدداً كبيراً من أولئك الذين قتلوا هم من أنصار الحكومة وليس العكس. وردّنا الوحيد كحكومة، هو محاربة هؤلاء الإرهابيين. ليس هناك خيار آخر. لايمكن لنا أن نوقف محاربة الإرهابيين الذين يقتلون المدنيين خشية من اتهامات الغرب «بأننا نستخدم القوة».

وعن الدور الروسي أكد  الأسد أنه دور مهم جداً، وقد كان له أثر كبير على الساحتين العسكرية والسياسية في سورية. لكن القول إنه من دون هذا الدور، «فإن الحكومة أو الدولة كانت ستنهار»، أمرٌ افتراضي، وقال: منذ بداية الصراع في سورية، كان هناك رهانات على «انهيار الحكومة». في البداية كانت المسألة مسألة بضعة أسابيع، ثم أصبحت بضعة أشهر ثم بضع سنوات. وفي كل مرة، كان ذلك مدفوعاً بالتفكير نفسه القائم على الرغبات وليس على الحقائق. الأمر المؤكد هو أن الدعم الروسي للشعب السوري والحكومة السورية لعب منذ البداية إلى جانب الدعم القوي والراسخ لإيران، دوراً مهماً جداً في صمود الدولة السورية في محاربتها للإرهاب.

وأوضح  الأسد أن الدعم الروسي لا يتعلّق فقط بالمشاركة التي بدأت مؤخراً. لقد قدموا الدعم منذ البداية وفي جميع المجالات: السياسية، والعسكرية، والاقتصادية.

وتابع الأسد: منذ بدأ «التحالف» الغربي عملياته، فإن «داعش» توسّع، و«جبهة النصرة» توسّع وكل منظمة إرهابية أخرى توسّعت واستولت على المزيد من الأراضي في سورية والعراق. من الواضح أن الروس رأوا في ذلك تهديداً لسورية والعراق والمنطقة بشكل عام، وكذلك لروسيا وباقي أنحاء العالم. ونستطيع أن نرى ذلك كواقع مُعاش في أوروبا اليوم. إذا قرأتِ وحلّلتِ ما حدث في باريس مؤخراً، وفي حادثة تشارلي ايبدو، ليس كحوادث منفصلة، ستدركين أن ثمة أمراً مهمّاً جداً.. كم من الخلايا الإرهابية يوجد الآن في أوروبا؟ كم من المتطرّفين صدّرتم من أوروبا إلى سورية؟ هنا يكمن الخطر. يكمن الخطر في وجود حاضنة. ويستطيع الروس رؤية ذلك بوضوح. إنهم يريدون حماية سورية والعراق والمنطقة، وأنفسهم، بل حماية أوروبا. ولا أُبالغ حين أقول إن الروس يحمون أوروبا اليوم.

وحول ما يقال عن «وجود 1000 جندي روسي وقوات خاصة» في سورية، قال  الأسد: ليس هناك أي قوات برية باستثناء الطواقم التي يرسلونها مع قواتهم العسكرية وطائراتهم لحراسة القواعد الجوية، وهذا أمرٌ طبيعي. ليس لديهم أي قوات برية تقاتل مع القوات السورية على الإطلاق.

وبشأن ما يقال عن أن سورية قد تحصل على نظام «إس300» من روسيا والذي سيسمح لسورية بحماية مجالها الجوي، وإذا ما كانت سورية ستستخدم هذا النظام ضد طائرات «التحالف» أوضح  الأسد أن سورية لاتمتلك هذا النظام حتى الآن، لكنه أكد أن من حقها حماية مجالها الجوي واستخدام أي وسيلة من أجل ذلك، وقال: ستستخدم جميع الأنظمة الدفاعية التي سنحصل عليها لتلك الغاية.

وأضاف  الأسد: هذا ليس الوقت المناسب للحديث عن هذا الموضوع، فأولويتنا الآن هي محاربة الإرهابيين على الأرض. هذا هو الخطر الأكبر الآن. إننا حريصون بالطبع على حماية مجالنا الجوي ومنع التدخل الخارجي في شؤوننا الداخلية، سواء كان ذلك عسكرياً أم غير ذلك. لكن الأولوية الآن هي إلحاق الهزيمة بالإرهابيين. وبهزيمة الإرهابيين، وبعضهم سوريون، نستطيع المضي أبعد من ذلك وحماية البلد كله من الأجانب. المسألة مسألة أولويات.

وحول محادثات فيينا، قال  الأسد: البند الأكثر أهمية في «إعلان فيينا» هو أن على السوريين أن يجتمعوا لمناقشة مستقبل سورية، كل ما عدا ذلك ثانوي. إذا لم يكن هذا الجزء الرئيسي موجوداً، فإن كل الأجزاء الثانوية ليست ذات جدوى. وبالتالي، فإن الحل الوحيد هو أن نجتمع كسوريين. «فيينا» بحد ذاته لا يعدو كونه اجتماعاً لإعلان النيات، وليس العملية الفعلية التي تتمثل في الجلوس إلى الطاولة ومناقشة المستقبل. إذاً، فإن المسألة لا تتعلق بالنتائج الناجمة عن فيينا، بل بما نستطيع نحن كسوريين أن نحقّقه عندما نجتمع.

وحول الاجتماع الذي سيعقد في السعودية لشخصيات من «المعارضة» وإذا ما كانت الحكومة السورية تجري أي محادثات مع «المعارضة»، قال الأسد: لدينا قنوات مباشرة مع بعض مجموعات المعارضة، لكن مجموعات أخرى لا تستطيع التواصل معنا لأن الحكومات التي تسيطر عليها لا تسمح لها بذلك. نحن من جهتنا منفتحون على كل الأطراف السلمية في المعارضة. ليس لدينا مشكلة في ذلك. فيما يتعلق بالاجتماع المزمع عقده في السعودية، فإن السعوديين يدعمون الإرهاب بشكل مباشر وصريح وعلني. ذلك الاجتماع لن يغيّر شيئاً على الأرض. قبل الاجتماع وبعده تقدّم السعودية الدعم للإرهابيين، وستستمر في تقديمه. لا يشكّل ذلك حدثاً مفصلياً يمكن مناقشته، إذ إنه لن يغيّر شيئاً في الواقع.

وفي شأن متصل قال  الأسد: منذ البداية كانت إحدى الدعامات الأساسية في سياستنا الشروع بالحوار مع جميع الأطراف الضالعة في الصراع، سواء كانت في سورية أم لا. لقد تفاوضنا مع العديد من المجموعات الإرهابية، وليس التنظيمات، كي أكون دقيقاً، التي أرادت التخلّي عن أسلحتها والعودة إلى الحياة الطبيعية. أفضَتْ هذه المفاوضات إلى إصدار أكثر من عفو، وقد كان ذلك ناجحاً جداً في العديد من الحالات. والأكثر من ذلك أن بعض هؤلاء المقاتلين انضموا فعلياً إلى الجيش العربي السوري وباتوا يقاتلون الآن مع قواتنا. إذاً، نعم نحن نتفاوض مع أولئك الذين ارتكبوا أفعالاً غير قانونية في سورية، سواء كانت سياسية أو عسكرية للتوصل إلى تسويات شريطة أن يتخلوا عن أسلحتهم ويعودوا إلى حياتهم الطبيعية. هذا لا يعني أن نتفاوض مع تنظيمات إرهابية مثل «داعش والنصرة» وغيرهما، ما قصدته بالمجموعات هو تلك المجموعات التي شاركت في القتال لكنها ندمت على خياراتها وتريد العودة إلى الحياة الطبيعية.

وحول الحملة الدعائية والمتضمنة ما يسمى «استخدام البراميل المتفجرة التي لا تميز بين المقاتلين والمدنيين» أكد  الأسد أن هذا الجزء من الحملة الدعائية غير صحيح على الإطلاق، وقال: لنطرح السؤال نفسه حول الهجمات المختلفة التي شنها الأمريكيون والبريطانيون بطائراتهم وصواريخهم المتطورة جداً في أفغانستان والعراق، ليس فقط بعد غزو العراق عام 2003 بل أيضاً خلال حرب الخليج الأولى عام 1990، كم مدنياً وبريئاً قتلوا في تلك الضربات الجوية التي استُخدمت فيها صواريخ عالية الدقة؟ لقد قتلت تلك الصواريخ من المدنيين أكثر مما قتلت من الإرهابيين. إذاً، فالقضية ليست ما يسمى «البراميل المتفجرة» و«هذا الرئيس الشرير الذي يقتل الناس الطيبين الذين يقاتلون من أجل الحرية». هذه الصورة الرومانسية غير حقيقية. المسألة تتعلق بكيفية استخدام الأسلحة، وليس بالاختلاف بين ما يسمى «البراميل المتفجرة» والصواريخ عالية الدقة. المسألة تتعلق بكيفية استخدام هذه الأسلحة، ونوعية المعلومات التي يتم الحصول عليها والنيات، هل لدينا إرادة لقتل الأبرياء؟ كيف ذلك والدولة هي من تدافع عنهم؟ إذا فعلنا ذلك فإننا ندفعهم إلى أحضان الإرهابيين. إذا أردنا قتل الأبرياء أو المدنيين لأي سبب كان، فإن ذلك سيكون لمصلحة الإرهابيين، وهذا يتعارض مع مصالحنا. فهل نقوم بعمل يضر بمصالحنا؟ هذا غير واقعي ولا منطقي. لم يعد من الممكن تسويق هذه الحملة الدعائية، ولم يعد أحد يصدقها.

وبشأن الحديث عن المسؤولية عن بعض ما حدث في سورية، جدد  الأسد القول: منذ البداية قامت سياستنا على دعامتين أساسيتين إجراء الحوار مع الجميع، ومحاربة الإرهاب في كل مكان من سورية. الآن، إذا أردت الحديث عن المسؤولية لا بد من مناقشة العديد من أوجه الصراع، وسبب وجودنا اليوم في هذا الوضع الصعب والمُحزن. إذا قُلت إنني أتحمّل المسؤولية، فهل أتحمل أيضاً مسؤولية الطلب من القطريين أن يدفعوا الأموال للإرهابيين، أو الطلب من السعوديين تمويل أنشطتهم، أو الطلب من الحكومات الغربية السماح لإرهابييها بالقدوم إلى سورية؟ هل أتحمّل مسؤولية الطلب من الحكومات الغربية أن تمنح مظلة سياسية لأولئك الإرهابيين وأن تسمّيهم «معتدلين»؟ أو عن الحصار الغربي المفروض على الشعب السوري؟ ينبغي أن نناقش الأمر على هذا النحو. لا نستطيع القول ببساطة: «إن الرئيس يتحمّل أو لا يتحمّل المسؤولية». علينا أن نتحدّث عن كل الجوانب، وأن نميّز بين القرارات المتّخذة في إطار السياسات من جهة والممارسات من جهة أخرى، بين الاستراتيجية والتكتيك. وبالتالي، فإن تقييم ذلك أمرٌ معقّد جداً. هذا بالإضافة إلى أننا إذا أردنا تقييم من يتحمّل المسؤولية في سورية، فإن ذلك يمكن أن يحدث بعد نهاية الحرب عندما يُصبح بالإمكان إجراء التحقيق بالمسألة برمتها: ما حدث قبلها، وخلالها، وبعدها.

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫10 تعليقات

  1. يداه ملطختان بدماء أطفال سوريا ونساءها ويتكلم عن الأرهاب (شلت يداك يا بشار ولا اسمعنا الله لك صوتاً)

  2. يقصف عمرك .مجنون مهووس .شخصيته دوما تذكرني يشخصية القاتل المتسلسل الذي يظهر بالافلام الامريكية .طبعا لم اقرأ المقاله السابقة لاننا بصراحة قرفناه وقرفنا سيرته وحفظنا اكاذيبه عن ظهر قلب .بس العتب على الصحف التى تعطي منبر لهذا المجنون كي ينفث سمومه.

  3. صحيفة صنداي تايمز منذ شهر وصفته ب ” الدموي ” والان تجلس امامه وتقابله

  4. يعني نحن بنعرف والغرب بيعرف والكل بيعرف هلسيناريو ،يا انا يا داعش ،يعني يا انا يا انا ،بقى شو الاحسن إلكون ؟؟؟؟والاضرب من كل شي إنّو الكل عمبيعمل متل ما بدو هلقرد،خرب الدنيا منشان ما تتخرب هلمنظومة الأمنية الطائفية يللي بناها ابوه المقبور.

  5. بشار خائن و إرهابي و قاتل و مجرم و كذاب
    منذ اليوم الأول قابل مطالبات الشعب الثاثر سلميا على حكمه الظالم و الفاشي بالرصاص و القتل و السجن و التنكيل
    صمت العالم و دعم إسرائيل له بالبقاء أدى الى تغاضي العالم عن افعاله الاجرامية
    حتى تجرا و بكل وقاحة ( شيخ البلاط الاسدي ) حسون بتهديد أوروبا و أمريكا و علنا امام الكاميرات بالعمليات الاجرامية و الإرهابية التي انتشرت الان في بلاد الغرب
    عند القضاء على حكم بشار سوف تنتهي داعش و النصرة و غيرها من المنظمات الإرهابية التي يقوم بشار و عصابته و ايران بدعم هذه المجوعات في المقام الأول

  6. {الأسد لـ ” صنداي تايمز ” : هزيمة ” داعش ” ليس أمرا معقدا جدا و ” المعارضة المعتدلة ” أشبه بالارهابيين الذين قاموا بهجمات باريس مؤخراً}….نعم سیدی هو هیك… و کی یتعلم بریطانیا هذا الموضوع بشکل افضل…الیوم صار عملیة ارهابیة فی بریطانیا…

  7. لعنة الله على كل صحفي يجري مقابلات مع هذا السفاح المجرم! إعلام الغرب المنافق مثل هذه الصحف ما زالت تسنح المجال لبشار الفسد أن يشرح ويبين موقفه ويبرر قتله للأبرياء والمدنييين كي يجري تعويمه وتقديمه لجمهورهم الغبي الساذج الذي يؤثر به الإعلام بقوة وهم مقتنعون الأن أن قتال داعش والإبقاء على فسد أولى لهم ولكن لا يعلمون أن مصيرا كمصير القذافي يتنظر هذا الخنزير في اللحظة المناسبة وأنه لن يفلت من العقاب مهما تلقى من الدعم ولنا في التاريخ عبرة!

  8. ماكان يجري تحت الطاولة أصبح يجري فوق الطاولة فالغرب وطوال فترة الازمة السورية كان يصرح بأن الاسد نظام مجرم قاتل جاذب للارهاب ولامكان له وفاقد للشرعية ولكن بالافعال هم من حافظوا على بقاء هذا النظام الذي بالاساس هم من زرعوه بسوريا.

    استخدم نظام الاسد كافة أنواع الاسلحة الحربية ضد السوريون فقالوا له عادي ولكن دخيل عينك الكيماوي خط أحمر تجاوز خطهم الوهمي سامحوه مقابل تسليم سلاحه الكيماوي أدخل لسوريا كافة المليشيات الشيعية من لبنان والعراق وايران فقالوا هذا حلال يدافع عن موتاه ومقاماتهم المزعومة بينما من دخل لمحاربته وصف بالارهاب ومنع عنه المال والسلاح وموضوع مثير للسخرية فاضح كاشف وهو موضوع ميشيل سماحة جريمة موصوفة كاملة الاركان هزت الرأي العام ولكن الدول العظمى كلها لم تسمع بها واعلامها الحر لم يذكرها وقادة هذه الدول يبدو أن خبرها لم يصلهم وكأن هذا الموضوع حدث بكوكب المريخ طبعا كل ذلك فدى عيون الاسد حامي اسرائيل…

    ما يجري الآن من اعادة تلميع الاسد بحجة محاربة الارهاب الذي اخترعوه ليس بأمر مفاجئ أو تغير في السياسة الدولية وإنما هو تغير بالاسلوب وماكان يجري تحت الطاولة لسنوات أصبح يجري فوق الطاولة والمهم بالنسبة لهم ليس الاسد كشخص بل كنظام لأنه ممنوع على سوريا حكمها من قبل السنة وكلمة السر بذلك هي اسرائيل والتي منذ عقود طويلة صرح وزير خارجيتها بن غوريون بأن اسرائيل تعيش ضمن وسط سني متشدد وعلينا التعامل مع الاقليات

  9. الرد على هذا الخروف اصبح مملا وهو يعيد نفس الكلام الكاذب كل مرة ..