داوود أوغلو يعلن أولويات حكومته : الاقتصاد و العلويون و ملاحقة غولن

أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو خطة عمل لحكومته خصّص معظمها لمشاريع اقتصادية من أجل تحريك عجلة الاقتصاد، وتجاهل الملف الكردي، والسياسة الخارجية. واللافت إعطاء الملف العلوي أولوية، من خلال تعهُّد بحل مشكلة أماكن العبادة لدى العلويين، المعروفة ببيوت الجمع، خلال ثلاثة أشهر فقط، عبر إعطائها صفة قانونية. ويُمهّد ذلك لحل جزء كبير من المشكلة العلوية في تركيا، فطالما طالب العلويون باعتراف الحكومة بدُور عبادتهم، وتمويلها كما تُموَّل المساجد.

وضمن الخطة الحكومية السنوية، تعهّد داود أوغلو إصدار قانون جديد للانتخابات والأحزاب، وهو أمر طالب به كثير من الجمعيات المدنية التي تعتبر أن القانون الحالي الذي وضعه الانقلابيون العسكر للأحزاب يعطي زعيم الحزب صلاحيات واسعة وغير ديموقراطية، تجعل تغييره من كوادر الحزب صعباً جداً، كما أنها أبعد ما تكون من قوانين الاتحاد الأوروبي. ووعد داود أوغلو بقانون جديد لـ «أسرار الدولة»، لحسم السجال الواسع حول حرية الصحافة والإعلام في كشف ما تحاول الحكومة إخفاءه من سياساتها، ليصبح كشف الأسرار أو السياسات، جريمة وليس ضمن حرية العمل الصحافي. ولم يتطرّق داود أوغلو إلى إصلاح المؤسسة القضائية الذي وعد به خلال الحملة الانتخابية، على رغم صدور تقرير لرئيس محاكم التمييز والاستئناف يشير إلى «فداحة وضع المحاكم»، قائلاً إن «60 في المئة من الأحكام التي تصدر تُلغى في محاكم التمييز والاستئناف، وهذه نسبة عالية جداً تؤكد تحيُّز القضاء».

وقبل إعلان داود أوغلو برنامجه، كَشَفَ الإعلام التركي استعانة الحكومة بشركات محاماة دولية مركزها أمستردام، لرفع قضية على الداعية المعارض فتح الله غولن داخل الولايات المتحدة، بتهمة «ارتكاب جرائم ضد حقوق الإنسان من خلال تشكيل تنظيم إرهابي في تركيا». وهدف الدعوى دفع الولايات المتحدة إلى تسليم غولن للسلطات التركية، بعدما أرسلت واشنطن رسالة واضحة إلى أنقرة بضرورة الامتناع عن عدم تسييس القضية أو إقحام الإدارة الأميركية فيها، وتركها للقضاء. ويراهن الرئيس رجب طيب أردوغان على صدور حكم من المحاكم التركية سريعاً بإقرار تهمة تشكيل تنظيم إرهابي لغولن وجماعته، وعلى القضية الجديدة في أميركا لتسلُّم غولن وحبسه في تركيا. وكانت محكمة تركية وجّهت إلى جماعته تهمة جديدة بالوقوف وراء كل الاغتيالات السياسية التي شهدتها فترة تسعينات القرن العشرين، وسُجِّلت ضد مجهول. (الحياة)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

2 Comments

  1. الحروب الصليبية أو حروب الفرنجة هي حملات قامت في العصور الوسطى خلال أواخر القرن الحادي عشر وحتى أواخر القرن الثالث عشر تحت إقرار كنيسة الروم الكاثوليك. ففي عام 1095م قام البابا أوربانوس الثاني بإطلاق الحملة الصليبية الأولى بهدف فك سيطرة المسلمين على الأراضي المقدسة وبيت المقدس وإرجاعها إلى قبضة المسيحيين، فكانت الحملات الصليبية تحمل الشعار الديني فقد كانوا يلبسون علامة الصليب على صدرهم وأكتافهم تيمناً بهذا الهدف. وبيد أنّ الدافع الرئيسي وراء الحملات الصليبية كان هو الدافع الديني ضد المسلمين، والرغبة في السيطرة على بيت المقدس والحد من توسع المسلمين في البلاد فقد كانت هنالك عوامل ودوافع أخرى ساعدت على إطلاق الحملات الصليبية، فقد أدى الندماج الحاصل بين هذه الدوافع إلى الحملة الصليبية الأولى عام 1096م. فكان أحد الدوافع للقيام بالحملات الصليبية هو ما كان يروى عن اضطهاد المسلميين للمسيحيين وخاصة بعد هدم كنيسة القيامة في عام أوائل القرن الحادي عشر، لكن هذه الدوافع تحولت عن هدفها الرئيسي إذ قامت الحملات الصليبية نفسها بتدمير مدينة القسطنطينية المسيحية وهي عاصمة الدولة البيزنطية في ذلك الوقت. أمّا عن الدافع الآخر فهو الطبقية التي كانت حاصلة بين فئات الشعب بشكل العموم والتي امتد لتصل إلى ما بين الإخوة أنفسهم فتكونت طبقة من النبلاء والأسياد الاقطاعيين على حساب الآخرين الذين لا يملكون الأراضي وهو السبب الذي دفع هؤلاء إلى انتهاز الفرصة والحصول على الأراضي والاقطاعات في الشرق والمدن الإسلامية. وكان السبب في هذه الفجوة الاجتماعية راجعاً إلى القوانين التي كانت تفرضها الكنيسة نفسها على الشعب كأن يرث الابن الأكبر جميع ممتلكات أبيه، وهو الأمر الذي أدى إلى ظهور عدد من الفرسان أيضاً الراغبين في التخلص من هذه القوانين والتخلص من حياة العبودية والطبقية التي كانت سائدة في ذلك المجتمع. أمّا الدافع الآخر فهو خوف المسيحيين والكنيسة من المد الإسلامي والقوة الإسلامية التي طغت على البلاد في تلك الأيام، فقد وصلت حدود الدولة الإسلامية شمال اسبانيا وفرنسا وشمال إفريقيا، وبعد المعركة التي دارت ما بين السلاجقة والبيزنطيين وانتصار السلاجقة عليهم قام البيزنطيون بالستنجاد بمسيحيي فرنسا وكان هذا هو الشرارة الرئيسية التي أطلقت هذه الحملات. وقد امتدت الحملات الصليبية وقاموا بالسيطرة على الأراضي المقدسة وبيت المقدس حتى قام صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس بتحرير هذه الأراضي بعد المذابح التي قام بها الصليبيون على المسلمين في خلال تلك الحملات، كما أنّه في المقابل يعتبر الأوروبيون الحملات الصليبية هي حملات مقدسة حتى يومنا هذا ويقدسون الأبطال هذه المعارك كريتشارد قلب الأسد ولويس التاسع وغيرهما.

    إقرأ المزيد على موضوع.كوم: http://mawdoo3.com/%D9%85%D8%A7_%D9%87%D9%8A_%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A9

    1. لم نعد نعيش في القرون الوسطى يا فهمان. الكنيسة اليوم لا تدعو إلى أي حروب صليبية بل إلى تطبيق تعاليم المسيح الذي دعا إلى المحبة والتسامح، وهذا هو المهم، وأن تتراجع المؤسسة الكنسية عن أخطائها وجرائمها فهذا أمر يشرفها. في المقابل، هل تجد الكثير من رجال الدين المسلمين القادرين على إدانة الدعوات إلى الجهاد والقتال والذبج والسبي وجميع الآيات والأحاديث الأخرى التي يتحجج بها المتأسلمون المتعطشون إلى القتل والنهب والإجرام وإلى “بسط سيطرتهم على العالم ورفع أعلامهم هنا وهناك”؟ وهذا حلم كل مسلم “مؤمن” أن يرفع راية الإسلام فوق روما … لا لن تجد، وما زلنا حتى اليوم نبرر “الفتوحات” بألف حجة وحجة، رغم أنها كانت حروب قتل فيها مئات الآلاف من سكان البلاد المفتوحة وسبيت نساؤهم وأطفالهم وسُرقت ممتلكاتهم بحجة أنها “غنائم”. يعني إذا جاءك اليوم جيش واحتل بلدك وسرق أموالك فهو سارق محتل، وإن ذهبت أنت بجيشك فأنت فاتح مغتم؟؟ فعلا مسخرة. ونعم، يحق لهم أن يقولوا اليوم الحمد لله على نعمة المسيحية لأنها قائمة على رمز السلام المتمثل في شخص المسيح الذي منع القتل والكراهية والبغضاء. وحينما نبدأ نحن في نشر صورة النبي محمد (صلعن) ليس بشكل نبي محارب منتصر بل بشكل نبي دعا إلى العدل والتسامح، وننبذ العنف والغزوات والغنائم والسبي والفتوحات، يومها يحق لنا أن نقول بفخر الحمد لله على نعمة الإسلام.