القناة الألمانية الأولى تقارن بين آثار الحرب على الأطفال السوريين و الألمان الذين عايشوا الحرب العالمية الثانية ( فيديو )
تقول “آنيا ريشكه” مقدمة برنامج بانوراما على القناة الأولى الألمانية إن العام 2015 قد غير في الألمان مع وصول اللاجئين وهجمات باريس فأصبحوا أكثر تخوفاً من المستقبل.
لكن على الرغم من ذلك بقيت كلمة الحرب شيئاً جامداً بالنسبة لهم فهم يتحدثون عن الحرب كما يتحدثون عن الطقس، ووسط هذا المجتمع المرفه حل اللاجئون الذين ارتسمت على وجوههم أثار الحرب، تماماً كما كان الألمان قبل 70 عاماً.
خصص البرنامج فقرة من حلقته يوم أمس، بحسب ما تابع عكس السير، على تأثير الرعب والخوف وحالة التأهب المتواصلة حيال الأخطار على الأطفال، وآثار صور الجثث المتفحمة والدمار العالقة في ذاكرتهم، عليهم.
وأشار ريبورتاج أعده البرنامج إلى أن الحرب تعاقب الأطفال حتى قبل أن يستطيعوا الكلام والمشي، إذ لا يختلف ما عايشه الأطفال السوريون في عام 2015 عما عايشه الأطفال الألمان خلال الحرب العالمية الثانية قبل 70 عاماً، “كلهم ضحايا حرب”.
ولفت إلى أنهم يحلمون حتى بعد أن يكبروا بأجساد أطفال ممزقة شاهدوها، ويجفلون عندما يسمعون على سبيل المثال الألعاب النارية خلال أعياد الميلاد دون أن يكونوا منتبهين إلى ذلك.
تقول مونيكا ييتر، التي عايشت الحرب والقصف على برلين عندما كانت في الثالثة من العمر، للبرنامج : ” إن الحرب لا تنتهي لفترة طويلة بالنسبة لهم، حتى بعد إنتهائها بزمن طويل”.
وتضيف : “أتذكر جيداً، عندما كنت في سن البلوغ كيف كنت أحلم بأذرع وأقدام صغيرة لأطفال متناثرة في كل مكان، لقد كانت قطعاً من جسدي !، كانت ترغب بالالتحام معاً من جديد”.
وتقول، بحسب ما ترجم عكس السير، إنها كانت تحمل دائماً حقيبة صغيرة ولعبة عندما كانت صغيرة إستعداداً للنزول إلى القبو، حيث كان الخوف يسيطر على الأجواء دائماً، مشيرة إلى أنهم كانوا يلعبون ألعاباً من قبل دفن الدمية لأنها ميتة.
وتقول معدة الريبورتاج إن الأطفال يصابون بالجمود عندما يواجهون الأهوال، كحالة الطفلة سيلفي البالغة من العمر 3 أعوام تماماً كـ “ييتر” آنذاك، وهي من مدينة حلب، فهي لا تتفوه بكلمة، مكتفية بالصمت والنظر إلى والديها، بعد أن تعرضت
لصدمة شديدة، وعندما يطرق أحدهم باب منزلهم في ألمانيا، تركض إلى أمها وتضمها بشدة، كما تبكي ليلاً.
وتقول والدتها تامار التي جاءت مع زوجها وطفلتها منذ ثلاثة أشهر إلى ألمانيا، إنهم كانوا يواجهون خطر القصف مدة 4 أعوام، وأنهم انتظروا انتهاء الحرب دون جدوى، مشيرة إلى أن ابنتها لم تعش طفولتها خلال هذه الفترة.
وفي حالة مماثلة، تحاول ريان (12 عاماً) و معاذ (14 عاماً)، اللذان قدما من مدينة درعا إلى ألمانيا منذ عام، نسيان الماضي و3 أعوام من الحياة تحت القصف والتطلع إلى المستقبل، ويتمنى والداهما أن يدرسا ويتعلما، لأن هذا كان دافع رحلة لجوئهم.
وتقول ريان إن والديها مازالا حزينين على تركهما سوريا، ويتحدثان يومياً عنها، لذلك يودان أن يسعداهما، ويريد معاذ بشدة أن يصبح طبيب أسنان كوالده، أو ربما لاعب كرة قدم.
عالمة النفس كاترينا أوهانا تعلق على ردة فعل الطفلين قائلة إن هؤلاء الأطفال خائرو القوى، يرون والديهما ضعيفين وقلقين، ويريدون فعل شيء حيال ذلك، لذا يرغب الكثير من هؤلاء الأطفال باكتساب علم وتعلم مهن أملاً في أن يروهما مرة أخرى
أصحاء أقوياء، كوالدين اعتياديين، ويحموهما، على الرغم من أنه ليس من واجب الأطفال إنقاذ والديهما، على حد تعبيرها.
في الوقت نفسه، يواصل الطفلان التعامل مع الصور التي ما زالت في مخيلتهما بعد أعوام من معايشة القصف والمخاطر، ثم لاحقاً رحلة اللجوء التي أوشكا خلالها على الغرق.
وتأمل الألمانية “ييتر” في أن يحصل هؤلاء الأطفال الآن على رعاية نفسية على الأقل، كي لا يحصل معهم ما مرت به هي والكثير من الأطفال بعد الحرب العالمية الثانية.
ويجمع الخبراء، بحسب الريبورتاج، على أن المتعرضين للصدمات يمكن أن ينقلوها حتى الجيل الرابع من ذريتهم، حيث يشعر الأطفال بما مرت به عائلاتهم،وإن كانت الأحداث التي مروا بها مغلفة بغطاء من الصمت، إذ أصيب ثلث الأطفال الذين عايشوا الحرب العالمية الثانية بصدمات شديدة.
[ads3]
حسبنا الله ونعم الوكيل … حسبنا الله ونعم الوكيل
لعنة الله على الأسد من الوالد إلى الولد