” النور الثانية “.. مدرسة لاجئين سوريين جدران صفوفها ستائر قماشية

مساحة ضيقة، وعدد كبير من الطلاب الجالسين على مقاعد غير صالحة للاستخدام، لم تمنع مدرسة النور الثانية في اسطنبول، من التمسك بحق الحياة والتعليم، واجتهدت في رعاية الطلبة السوريين اللاجئين وتعليمهم، حتى وإن أخذت “ستائر قماشية” دور الجدران في الفصل بين القاعات والصفوف الدراسية.

وفي قبو مسجد بمنطقة “إيكي تيلي” في اسطنبول، يروح الطلبة ويجيئون طلباً للعلم، بعد أن انقطعت السبل لإيجاد مكان مناسب لإيواء أكثر من 300 طالب، يدرسهم 10 من الإداريين والمعلمين، في مساحة ضيقة تخلو من أبسط مقومات التعليم، لمتابعة العملية التربوية.

وتتألف المدرسة، بحسب وكالة أنباء الأناضول، من قاعات صفية محدودة، تستوعب طلبة المرحلة الابتدائية فقط على دفعتين يومياً، فيما فصلت القاعات بستائر بيضاء، وحلت مقاعد بلاستيكية مكان المقاعد الدراسية غير المتوفرة.

محمد فياض العلي، مدير المدرسة، حاصل على إجازة باللغة العربية والدراسات الإسلامية، قدم شكره بداية لتركيا حكومة وشعباً، وبين أنه رغم المعوقات، فإن الإصرار على تحدي الظروف الصعبة، والاهتمام بالعلم، بدا واضحاً على الطلاب وأهاليهم والمدرسين.

وقال : “نقدم الشكر لتركيا حكومة وشعباً، حيث رحبوا بنا وفتحوا أحضانهم، وقدموا لنا هذا المكان لتعليم أطفالنا”.

وأضاف: “هذه المدرسة افتتحتها دار الإفتاء وقائمقام، ومدير التربية بمنطقة (كوجوك جكمجة)، بعد أن فشلنا بإيجاد المكان المناسب لتعليم الأطفال، ففتحوا لنا هذا المكان لتعليم الأولاد المناهج السورية”.

افتتحت المدرسة داخل قبو أحد المساجد، السنة الماضية، وما تزال تقدم خدمات التعليم لأكثر من 300 طالب سوري لاجئ في المرحلة الابتدائية، باستخدام مناهج عن طريق هيئة (علم) للتربية والتعليم السورية (معارضة)، التي تقدم الكتب والدعم، بحسب العلي.

وأوضح العلي أن هناك 10 مدرسين، و8 شعب للتعليم الابتدائي، تتوزع على الصفوف من الأول وصولاً إلى السادس، الذي تنتهي عنده المرحلة الابتدائية.

وعن أبرز الصعوبات، أوضح مدير المدرسة أن “ضيق المكان هو أبرز العقبات، حيث لا متسع لأعداد الطلبة (…)، ما يزال في الخارج طلبة سوريون لاجئون، لم تتح لهم فرصة التعليم لعدم توفر المكان المناسب (…)، نود استقبالهم جميعاً، ونرجو في المستقبل أن يهيأ لنا مكان أفضل”، على حد تعبيره.

وتابع بالقول: “حاجتنا الأساسية هو مبنى للمدرسة، إذا تم تأمين المبنى مستقبلاً فإننا قادرون على استيعاب عدد أكبر من الطلاب، ومن هم في سن الدراسة، وهو ما نود تأمينه في المستقبل”.

وتحدث عن الدعم المالي، مشيراً أن المدرسة مجانية، وتقدم التعليم مجاناً للأيتام خاصة والفقراء، وهيئة “علم” للتربية والتعليم تقدم لنا وللمدرسة الدعم اللازم”.

وأكد أنه “رغم هذه المصاعب هناك محاولات حثيثة وجدية نحو تعليم أفضل، ونجد الاهتمام من أولياء الأمور (…)، ورغم الصعوبات الحياتية إلا أن الإقبال على التعليم حاضر بقوة، والأطفال صابرون ومثابرون، باحثون عن العلم، فلا بد من التعلم”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها