ظهر في صور ” قيصر” .. قوات أمن بشار الأسد تعذب صبياً و تقتله بعد العثور على أغنية تسخر من ” الرئيس ” في هاتفه المحمول

ذكر موقع صحيفة “إندبندنت” البريطانية يوم الخميس الماضي أن صبياً سورياً يدعى “أحمد المسلماني” تم سحبه من باص صغير على الحدود اللبنانية وهو يبكي، وأصر عناصر المخابرات الجوية التابعة لنظام الأسد في حاجز جسر الكسوة على معرفة سبب بكائه فقال لهم “أبكي لأن والدتي ماتت”، لكن هذه الإجابة لم تقنعهم فبدأوا بتفتيشه.

فتشوا محفظته وجيوبه ثم هاتفه، وكان الأخير سبب مقتل أحمد لاحقاً، وفقاً للركاب الذين كانوا برفقته والتقوا عائلته بعد ذلك، بعد أن عثر العناصر على أغنية تسخر من بشار الأسد فيه.

وبحسب شهادات الركاب، صاح الجنود في أحمد “إنت حيوان”، وأقسموا على سحبه لغرفة التحقيق، فغادر الباص الصغير دونه.

بعد مرور عامين على هذه الحادثة عٌثر على جثة أحمد وآثار “رضح كليل” (توصيف طبي) بادية على رأسه.

وردت قضية مقتل أحمد في ملف ما سمي “صور قيصر” التي كٌشف عنها في شهر آذار الماضي، وقال قيصر (اسم مستعار) لهيومانس رايتس ووتش إن المئات من ضحايا معتقلات بشار الأسد تم تصويرهم وتوثيق حالاتهم، معترفاً أنه قام بتصوير بعضها.

وتشير الصحيفة، بحسب ما ترجم عكس السير، إلى أن “قيصر” قال إنه لطالما تساءل لماذا يقوم بتصوير الضحايا، لكن هذه الصور ساعدت في إثبات مقتل سبعة آلاف شخص في سوريا، بينهم أحمد.

وتوضح الصحيفة أن أحمد كان قد أرسل في العام 2011 من سوريا للبنان لأن أهله اعتقدوا أنها ستكون أكثر أماناً ومناسبة ليكمل حياته فيها بعد مقتل شقيقه شادي برصاص قوات الأسد خلال مظاهرة في درعا، وعندما توفيت والدته لأسباب طبيعية في العام 2012 سافر أحمد عائداً ليحضر جنازتها، فكانت رحلته الأخيرة.

وتنقل الصحيفة عن ضاحي، وهو عم أحمد، وكان قاضياً مدة 20 عاماً، قوله إنه بعد مرور 5 أشهر من القبض على أحمد لم يحصلوا على أخبار تفيد بما حصل له إلا بعد أن دفعوا مبلغاً مالياً لشخص له صلات مع النظام فأخبرهم أن “أحمد حي !”، مضيفاً ” أنه معتقل في فرع المخابرات الجوية في الزبلطاني”.

ويقول ضاحي، بحسب ما ترجم عكس السير، إنه قال للوسيط : “أريد أن يطلق سراحه”، فأجاب الأخير :”لقد كنت تريد أن تعرف مكانه، والآن تعرف ذلك، إن أردت المزيد عليك أن تدفع مليوني ليرة سورية”، فأجابه ضاحي : “لا أملك هذا المبلغ من المال، علي أن أكون إما سارقاً أو غنياً جداً (لأملك مثل هذا المبلغ)”.

وبعد أن جمع ضاحي المال ببيع أرض، تم إخباره أنه سيطلق سراح أحمد بعد 10 أيام، لكنه لم يصل أبداً.

ويشرح ضاحي لهيومان رايتش ووتش كيف واصل عملية البحث عنه مدة 950 يوماً، حتى بعد انتقاله للأردن مع أولاده نظراً لشعوره أنه في خطر.

ويوضح أنه عند نشر صور قيصر سارع لتصفحها، فظهرت 5 من صور أحمد في ملف شهر آب 2012، وهو الشهر الذي تم اعتقاله فيه.

وقال أطباء من منظمة هيومان رايتس ووتش إن الصور تظهر ولداً في مقتبل العمر، مع علامات متعددة لرضح كليل (توصيف طبي).

ووصف ضاحي للمنظمة صدمته عندما رأى الصور قائلاً :” عندما وجدته هناك (انهار وهو يتحدث) كانت صدمة، كانت صدمة حياتي، لقد بحثت عنه مدة 950 يوماً، لقد عددت كل يوم، عندما كانت والدته تموت أوصتني قائلة (أتركه تحت حمايتك)، أي نوع من الحماية بإستطاعتي منحها؟”.[ads3]