سوريا لا بواكي لها

أسابيع قليلة وتمر الذكرى الخامسة للثورة السورية، حيث كتب صبية شعارات منددة للنظام السوري فسجنوا وعذبوا فاندلعت بعدها الثورة التي كبدت الشعب السوري، حسب آخر تقرير صدر من الأمم المتحده قبل أيام، أكثر من ١٢ مليون مواطن (نصف الشعب) بين قتيل ومصاب ومفقود ونازح، وأصبحت القضية السورية حديث العالم بين متعاطف ومتكسب وبين متضرر ومستفيد.

أصبح الشعب السوري سلعة تتكسب بها الأنظمة الدولية والفرق المتصارعة، فهناك دولة عظمى تقتل السوري، وحزب إرهابي يقتل السوري، وفئة ضالة تقتل السوري، فلا يوجد أي طرف من أطراف الصراع تهمه حياة السوري، كلهم جاؤوا من أنحاء العالم لأجل قتل السوري!
والمجتمع الدولي يتحمل جزءاً كبيراً من هذه الأزمة التي يمر به الشعب السوري، فلماذا لم تتدخل الأمم المتحدة لحل هذه القضية كما حصل ذلك في تيمور الشرقية وجنوب السودان؟ هل الدم السوري رخيص؟ وهل الكرامة العربية لا قيمة لها عند العالم؟ إن ما يحصل في سورية سبّة في تاريخ العالم والإنسانية.

فالشعب عانى طوال حقبة الأسد الظلم والاستبداد، فلم نعرف المعتقلات السياسية إلا من النظام السوري، ولم نعرف الشبيحة إلا من النظام السوري، إنه نظام عاش ليقتل وما زال مستمراً في القتل، منذ ٥ سنوات والعالم يتفرج على جميع صور القتل البشعة!
لم أتوقع أن أرى شخصاً يدفن وهو حي ويردد «يالله»، ولم أتوقع أن أرى أطفالا يُنحرون، ولم أتوقع، ولم أتوقع… إلخ. ظهر الشبيحة بلباس القومية ففشلوا، وظهر الدواعش بلباس الدين ففشلوا، وظهر الروس كقوة عظمى للإبقاء على بشار وسيفشلون، وجميع من ذكرت اجتمعوا على بقاء النظام واستمراره، لكن ظنونهم ستخيب وينتصر الشعب السوري المظلوم، لقوله تعالى في الحديث القدسي لدعوة المظلوم: «وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ»، لأن هذا الشعب تعرض لجميع صور الظلم والله لا يقبل الظلم.

إننا نعرف من يقتل الشعب السوري ويسعى إلى تمزيقه، ولا يكفي أن نذكر جراحات هذا الشعب في الإعلام فقط، بل لابد من حل جذري للقضية السورية ووقف معاناة هذا الشعب، فسورية بلد الحضارات والأنهار أصبحت بلد المشردين والدمار.

أحمد عبيد المطيري – الجريدة[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫3 تعليقات

  1. مقال لا جديد ولا فائدة منه … بالحديث عن أطفال درعا … هل من صور لأصابع أطفال درعا التي اقتلعت اظافرها؟؟ أم أرادوا خلق بوعزيزي سوري فلم يجدوا غير الكذب؟؟

    1. بعد بدك صور يا بليد، من يرمي بيوت السوريين بالبراميل المفخخة المليئة بالمتفجرات و الحديد و المحروقات لا يستبعد عنه ان يفعل اي شئ و لكنها العصبية و العنصرية و الحقد على الاسلام و اهله هي وراء افكار أمثالك.

  2. الغريب بأن هناك المزيد والمزيد من السوريين ممن يحملون مسؤولية الخراب والدمار والقتل لمن ثاروا على الأهبلوف ودائما ما تجدهم يتسائلون نفس السؤال (طالما أنكم تعرفون أن النظام قاتل ومجرم وسيحرق البلد من أجل بقائه فلماذا ثرتم؟) وكأن الرئاسة حق أبدي إلهي له ولعائلته وطائفته ؟وذهب البعض إلى طلب أدلة على اقتلاع أصابع درعا وكأن الفساد والظلم المستشري في سوريا لوحده من دون اقتلاع أظافر للأطفال لايستحق الثورة من أجله ؟ والبعض الآخر يريد فيديوهات موثقة عن التعذيب في سجون المخابرات السورية لأنهم لم يقتنعوا بصور قيصر المسربة وآخرون يؤكدون أن الدمار الذي حصل لم يكن بفعل براميل الأهبلوف وسلاح جوه رغم عشرات الآلاف من الفيديوهات التي التقطها الناشطون بل حصل كل هذا الدمار على أيدي الإرهابيين المسلحين وأن الحصار النازي لمضايا والزبداني والوعر سابقا وداريا والغوطة والعديد من المناطق السورية هو حصار للإرهابيين وليس للمدنيين والكثير الكثير من الترهات والكذب والحكي الفاضي ولكن الملفت للنظر بأن الأصوات المدافعة عمن ثاروا على الأهبلوف باتت في خفوت مستمر ولم نعد نقرأ تلك التعليقات المتحدية السابقة وكأن لسان حالهم يقول لقد قمنا بأعظم ثورة في تاريخ البشرية ولكننا لم نستطع قيادتها بل سرقت منا وصدمنا بما أفرزته تلك الثورة من قيادات مريضة عاشقة للسلطة تريد أن تمرر إيديولوجياتها المريضة وعلاكها المصدي فوق بيوتنا وجثث أطفالنا رغم يقينهم بأن الأهبلوف لن يتوقف يوما واحداً عن القتل والتدمير ومع ذلك تراهم ليسوا في عجالة من أمرهم للخلاص منه عن طريق توحيد البندقية ضده فالأهم بالنسبة لهم هو أن تُحكم سوريا وفق الشريعة الإسلامية حسبما يرى الشرعي فلان وعلتان حتى ولو بعد 20 سنة من القتال وبعد 5 ملايين شهيد والتي ولأجل الصدفة لايستطيع أحد غيرهم وغير شرعييهم تفسير تلك الشريعة وفهمها وبالتالي لايصلح أحد غيرهم لقيادة سوريا !! أستطيع تفهم من خفتت أصواتهم دفاعاً عن الفصائل المقاتلة بعدما اكتشفوا بمرارة أنهم يدافعون عن السيء ضد الأسوأ وبأن ثورتهم تحولت إلى معركة مفتوحة على مساحة سوريا بين الملحد المجرم والمتأسلم الظالم بيوتهم وأطفالهم يعتبرون فيها ضحايا وخسائر جانبية لاقيمة لها بنظر من يقتل ويدمر (الحاضنة الشعبية للإرهابيين) وبين من يريد إرسال من لم يستطع الهجرة والفرار إلى الجنة شهيداً رغما عنه ؟ أما بالنسبة للمدافعين عن الأهبلوف ونظامه فقد جفت أقلامنا من الكتابة عنهم ولكن بدون فائدة فهم صمٌ بكمٌ عميٌ لايعقلون أعمت بصرهم وبصيرتهم طائفيتهم المريضة والتي هي بنفس الوقت السبب والمفجر الرئيسي لقيام الثورة .