نيويورك تايمز : ألمانيا مطالبة بـ ” ثقافة الصدق ” في تعاملها مع اللاجئين

على الرغم من أن ما حدث خلال احتفالات رأس السنة الميلادية، في مدينة كولون الألمانية، ومدن أخرى، كان فظيعاً، إلا أنه ربما يساعد الألمان على حل مشكلة عالقة منذ أمد بعيد. وهذه المشكلة ليست دخول مليون لاجئ إلى ألمانيا، وإنما كيفية التعامل مع مشكلات اللاجئين، أو تلك التي سينتجونها لاحقاً.

فقد تم تسجيل نحو 650 شكوى من قبل النساء في كولون تتعلق بليلة رأس السنة، ونحو 150 شكوى في هامبورغ، بما فيها حالتا اغتصاب. وقالت امرأة عمرها 28 عاماً «فجأة شعرت بيد تمتد إلى جسمي، وكان أمراً مرعباً»، ومن ضمن 50 مشتبهاً فيهم تم تحديدهم في كولون، كانت الأغلبية من شمال إفريقيا، وبالمعظم من المغرب العربي.

وهذه الحقائق غير مزعجة، وحتى الآن كافح الألمان ليجدوا طريقة محترمة لمعالجة القضايا التي تهمهم، من دون أن يوصفوا بالنازية أو الغباء. وعلى الأقل يعد هذا تغيراً. وإذا كانت «الثقافة المضيفة»، هي الكلمة الأبرز في عام 2015، فإن الكلمة الرئيسة يجب أن تكون في العام الجاري «ثقافة الصدق». وكانت كولون هي المحفز، فقد أظهرت أنه ينبغي أن نتحدث بصراحة وبمسؤولية أكبر، حول موضوع الهجرة.

ويتوقف الأمر الآن على المستشارة، أنغيلا ميركل، لتحمل مسؤولية تحويل هذه الرزانة الجديدة إلى عمل، حيث قامت بتصحيح سياسة الباب المفتوح التي تنتهجها، بما فيها إصدار قانون أكثر صرامة يهدف إلى ترحيل المهاجرين الذين يرتكبون أي جرائم، لكن ينبغي عليها فعل الكثير، وستفعل ذلك بسرعة.

وتبدو الأخبار المتعلقة بالاعتداءات في كولون كقنبلة تنفجر ببطء، ويتم امتصاص تأثيراتها ببطء أيضاً بحيث تكون الآلام أقل من الصدمة. وقامت الشرطة في كولون بحجب المعلومات المتعلقة بالاعتداءات الجنسية (استقال قائد الشرطة)، وعندما بدأت تظهر التفاصيل، كان الصحافيون مترددين في الاعتراف بمجرد احتمال كون المهاجرين متورطين في هذه الهجمات، على الرغم من أن ذلك واضح تماماً من رواية العديد من الشهود في البداية. وحاول اليسار السياسي التخفيف من وقع الحدث، وقارنت عضو البرلمان من حزب الخضر، كلوديا روث، الاعتداءات الجماعية في كولون بالمضايقات الجنسية التي قالت إنها تحدث كل عام. وحذر رئيس المجلس المركزي الإسلامي من أنه سيتم ارتكاب «خطأ كبير»، في حالة وضع استنتاجات حول الخلفية الثقافية لمرتكبي الاعتداءات.

وفي حقيقة الأمر، وحسب شرطة مدينة كولون، فان 40% من المهاجرين في المدينة من شمال إفريقيا أصبحوا مرتكبي جنح، لقيامهم بالسرقات بصورة رئيسة، خلال العام الأول من وجودهم في ألمانيا. وثمة مشكلة ثانية حسب ما تقول الشرطة، إنه لتجنب الترحيل يقوم العديد من طالبي اللجوء من هذه البلدان بتمزيق جوازات سفرهم، الأمر الذي يجعل وطنهم غير معروف. وتم إلغاء التهمة عن المهاجرين الاقتصاديين الذين يتنكرون على هيئة لاجئين، منذ أمد بعيد هنا، وهي حقيقة أليمة ولا يمكن إنكارها. وكل مغربي عاطل عن العمل في بلاده، يجد تذكرة سفر إلى إسطنبول ويدخل إلى أوروبا، يحصل على فرصة جيدة.

والمشكلة، كما تظهر اعتداءات كولون، أنه من الممكن أن يكون الآلاف من هؤلاء الشبان مجرمين، وليس لهم أي هدف سوى سرقة وخداع مضيفيهم، وهو الأمر الذي لا يمكن تحمله. ويتعين على السيدة ميركل أن تعترف بأنها قللت من شأن هذه المشكلة، وعليها أن تفعل ثلاثة أشياء بصورة محددة.

أولاً عليها أن تجد طريقة لفصل المجرمين من اللاجئين، وثانياً عليها ترحيل من لا يملكون حق البقاء، وأخيراً يجب احتجاز من يصلون إلى ألمانيا من دون جواز سفر. (ترجمة : الإمارات اليوم)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها