اللاجئون العراقيون في هولندا يريدون العودة لبلادهم و السلطات ترفض

تجتاح هولندا حالة من الغضب، منذ الإعلان عن انتحار اللاجئ العراقي حسين (30 عاماً) ليلة السبت الماضي شنقاً، بأحد مراكز اللاجئين بالعاصمة الهولندية أمستردام، بعدما طلب من المسؤولين على المركز العودة طوعاً إلى العراق، وقوبل طلبه بالرفض، وهو ما جعل النقاش حول أسباب رفض السلطات الهولندية لسفر اللاجئين إلى بلدانهم الأصلية تشغل الرأي العام، وتتصدر العناوين الرئيسية للصحف خلال اليومين الماضيين.

وبناءً عليه، نشرت صحيفة “ده تليغراف” الهولندية واسعة الانتشار، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، تحقيقاً موسعاً عن القضية، وأظهرت الكثير من التفاصيل الصادمة في حادث انتحار اللاجئ العراقي، كما أوضحت الكثير من العراقيل البيروقراطية التي جعلت من آلاف اللاجئين، منذ ما يزيد عن الستة أشهر سجناء في مراكز مغلقة، غير مسموح لهم بالعمل أو بتلقي دروساً في اللغة الهولندية، كما رصدنا في موضوع سابق لنا هنا قبل أسبوع، ما دفع بمؤسسة (IOM) الدولية للاجئين إلى أن تدق أجراس الخطر بقوة، اعتراضاً على أسلوب السلطات الهولندية في معاملة اللاجئين.

وصرح أكرم شوقي من مؤسسة شئون اللاجئين الهولندية، وأحد المسؤولين عن متابعة حالة اللاجئ العراقي المنتحر للصحيفة قائلاً: “حسين كان يطالب منذ شهور بالعودة إلى العراق، لأن زوجته وأطفاله لا يزالوا هناك، وحين بدأت تأتيه شكاوي زوجته من عدم قدرتها على دفع إيجار البيت أو إيجاد مال لتنفق على أطفالهما، بدأ يدخل في حالة من الاكتئاب والحزن والغضب، وطالب المسؤولين بمركز اللاجئين بمنحه وثائق سفره كي يتمكن من العودة إلى العراق، لكنهم أخبروه أن وثائقه موجوده في مدينة تر آبل الهولندية، فكان عليه السفر إلى هناك، ورفض المسؤولون في تر آبل إعطائه الوثائق، وطالبوه بالعودة إلى مركز اللاجئين الذي أتى منه”.

وأضاف: “بقي حسين نائماً في الشارع يومين لعدم امتلاكه أية نقود للعودة إلى المركز، لكنه عاد بعد يومين قضاهما في الشارع نائماً في العراء، ليتم تحديد موعد معه للقاء المسؤولين ليمنحوه وثائق سفره، وكان هذا الموعد يوافق أمس الإثنين، إلا أنه أقدم على الانتحار شنقاً ليلة السبت الماضي في غرفته بالمركز”!

كما أشارت ده تليغراف في تحقيقها إلى أن مؤسسة (IOM) الدولية للاجئين، تولت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي ترحيل 300 لاجئ عراقي إلى العراق على نفقتهم الخاصة، بعدما وجدوا أن فترة بقائهم في هولندا، سجناء وممنوعون من الدراسة أو العمل، لن تفضي إلى شيء، ومنذ رحيل هذا العدد الكبير، طالب لاجئون عراقيون آخرون بالعودة، ولكنهم قوبلوا بآلاف الأبواب الموصدة من قبل السلطات الهولندية، لعدم امتلاكهم أية نقود، والسلطات الهولندية لا تريد أن تتكفل بنفقات رحلاتهم إلى العراق.

ونقلت الصحيفة تصريحات لأحد العاملين بمؤسسة (IOM) الدولية للاجئين يقول فيها: “لن تصدق كم اتصال هاتفي أتلقاه يومياً من مئات العراقيين المتواجدين في مراكز اللاجئين في هولندا، يطالبون فيها بالإسراع في مغاردتهم والعودة إلى العراق، لقد أصيبوا بالجنون من بطء تسوية أوضاعهم كلاجئين، وهم هنا مجرد سجناء، وليس العراقيون وحدهم من بدأوا في التململ من بطئ السلطات الهولندية في حسم موقفهم، بل السوريون أيضاً”.

واختتمت ده تليغراف تحقيقها بتصريح لأكرم شوقي من مؤسسة شئون اللاجئين الهولندية يقول فيه: “النازحون عن بلادهم بسبب الحروب سيموتون في هولندا بسبب البطء الشديد والبيروقراطية المتفشية في تسوية أوضاعهم، هؤلاء اللاجئون صاروا بلا أمل في مستقبل مختلف، نحن في هولندا نملك نظاماً، ولكن غالباً لا نملك قلباً لنشعر بمعاناة الآخرين”. (24.AE)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫3 تعليقات

  1. والله ان اوربا كلا وهم في وهم ابوس تراب سورية و سلام على الكلاسة متا وردة في الكاسة

  2. الحكومة الهولندية حكومة فاشية قامت وتقوم بتعذيب اللاجئين السوريين بمعسكرات خاصة بالتعذيب وخاصة بمركز الاستخبارات هوفدورب و حاليا هناك دعاوي ترفع ضد الجكومة الهولندية في محكمة حقوق الانسان الاوربية على انتهاك هولندا لحقوق اللاجئين والانسان وقيام بعض عناص الامن الهولندي بالاستهزاء من الدين الاسلامي والكعبة المشرفة وتهديد اللاجئين السوريين بتسليمهم للسلطات السورية .

  3. منظمة الiom الهجرة الدولية تعمل ضد اللاجئين السوريين وخاصة في هولندا حيث افادوا بان لديهم تعليمات بعدم مساعدة اي لاجئ سوري واي لاجئ يريد المغادرة فيجب عليه المغادرة على نفقته الخاصة ونطلب من صحيفتكم الكريمة ابراز وفضح هذه المنظمات الارهابية التابعة للامم المتحدة العاملة ضد السوريين وشكرا