تحليل لوكالة رويترز : القصف الروسي يوجه ضربة للمعارضة في سوريا .. و الدولة الاسلامية تواجه ضغوطاً
أدت الضربات الجوية التي تشنها روسيا منذ أربعة أشهر في سوريا إلى الحاق أضرار جسيمة بمقاتلي المعارضة وتعزيز موقف الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواصل التحدي في الوقت الذي تسعى فيه الأمم المتحدة جاهدة لاجراء محادثات سلام.
ويتعرض مقاتلو المعارضة لضربات أشد عنفا في الغرب في حين يواجه تنظيم الدولة الإسلامية في المناطق الواقعة بشرق ووسط البلاد ضغوطا عسكرية وبدأ في خفض رواتب المقاتلين بعد تأثر عمليات تهريب النفط جراء تهاوي الأسعار.
وتتحدث جماعات من المعارضة المسلحة عن وقوع ضربات جوية مكثفة وهجمات برية في مناطق بغرب سوريا تمثل أهمية قصوى للأسد. وحققت القوات الحكومية الأسبوع الماضي واحدا من أكبر انتصاراتها منذ بداية التدخل الروسي باستعادة بلدة سلمى في محافظة اللاذقية.
ولا يبدو أن الانتصارات الأخيرة تمثل نقطة تحول في الصراع مع شن مقاتلي المعارضة هجمات مضادة واستعادة مواقع في بعض الأماكن لكن المعارضة المسلحة تشير إلى ان خطوط المواجهة في غرب سوريا تشهد مستويات عالية من الاستنزاف.
ويقول مسؤولون مقربون من دمشق إن اغلاق الحدود الشمالية الغربية مع تركيا يمثل الأولوية. وذكر مصدر عسكري سوري أن خطوط امداد المسلحين من تركيا -التي تدعم المعارضة المسلحة- واقعة تحت وطأة الضربات الجوية الروسية والسورية.
وتسلط مجريات القتال الضوء على المهمة الشاقة التي تواجه مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا لعقد محادثات سلام. وعلى الرغم من مباركة الولايات المتحدة وروسيا لعملية السلام الجديدة فإنها تبدو بعيدة عن واقع الحرب المستمرة منذ نحو خمس سنوات والذي لا يبدو أنه مهيأ بعد لصنع السلام.
وقال الرائد جميل الصالح قائد فصيل جيش العزة من الجيش السوري الحر “أغلب مناطق المعارضة تحولت إلى دفاع بسبب الحشد الكبير الذي تم من قبل القوات الروسية و استخدام العدد الهائل من الطائرات الروسية و الدعم اللا محدود من الذخيرة.”
وهون الصالح من أهمية المكاسب التي حققتها القوات الحكومية وقال إن المساعدات العسكرية التي يقدمها الداعمون الاجانب للمعارضة المسلحة ومنهم السعودية وتركيا ليست كافية للتصدي لهجمات تدعمها إيران على الأرض.
وقال لرويترز “الدعم المقدم في الوقت الحالي غير كاف .. قليل جدا .. وطبعا هذه إحدى الصعوبات التي يعاني منها الجيش الحر على الارض خصوصا ان القصف الجوي يؤثر على بعض المقرات والآليات والسيارات. والدعم قليل بالنسبة للهجمة الشرسة التى تتعرض لها فصائل الجيش الحر .. الدعم غير كاف.”
ولم يترجم الدعم السعودي للمعارضة المسلحة حتى الان إلى تقديم ما يطالب به مقاتلو المعارضة من أسلحة ثقيلة لا سيما الصواريخ المضادة للطائرات.
وقال المصدر العسكري الذي طلب عدم نشر اسمه إن المسلحين يعانون من تدمير مخازن أسلحتهم في ضربات تمت بفضل العمل المخابراتي الجيد. وأضاف أن مناشدتهم الحصول على المزيد من الدعم توضح انهم “فقدوا الكثير من القدرات الميدانية”.
* قوة دفع
قال نواه بونسي المحلل البارز لدى المجموعة الدولية لمعالجة الازمات إن مستويات الاستنزاف لا تزال كبيرة على الجانبين.
وقال “ولكن يبدو أن المعارضة المسلحة اكثر قلقا في الوقت الراهن بشأن مسار الاحداث في حين يتمتع معسكر النظام بقوة دفع.”
وأضاف “النظام نفسه لم يظهر قط استعدادا كبيرا للتوصل إلى حل وسط حتى في اكثر لحظاته ضعفا لذا فاننا نتوقع ان يؤدي احساسه الراهن بقوة الدفع إلى تشديد موقفه في الوقت الذي تحاول فيه دمشق تحقيق نصر عسكري حاسم.”
وتبلي دمشق وحلفاؤها بلاء حسنا أيضا في قتالهما ضد الدولة الإسلامية التي تواجه حملة قصف جوي منفصلة من تحالف تقوده الولايات المتحدة وهجمات برية تنفذها قوات كردية. وتقدمت القوات الحكومية حتى أصبحت على بعد بضعة كيلومترات من بلدة الباب الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية في محافظة حلب.
وأدى انخفاض اسعار النفط إلى زيادة الضغوط على المتشددين الذين يواجهون نقصا في تدفق المتطوعين الاجانب جراء تشديد الرقابة على الحدود التركية السورية التي كانت يوما طريقا رئيسيا لعبور هؤلاء الافراد.
وتعرضت الدولة الإسلامية لانتكاسات أيضا في العراق وفقدت السيطرة على مدينة الرمادي في الأسابيع القليلة الماضية.
ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتابع تطورات الحرب إن حملة القصف الجوي التي بدأتها روسيا في سبتمبر ايلول أسفرت عن مقتل 3000 شخص في سوريا منهم 900 تقريبا من الدولة الإسلامية.
لكن التنظيم ما زال يسيطر على مساحات في شرق ووسط سوريا حيث يقاتل للحفاظ على “الخلافة” التي أعلنها وليس من اجل الاصلاح في سوريا والذي هو هدف مقاتلي المعارضة في الغرب.
ويقول المرصد السوري إن تنظيم الدولة الإسلامية قلص في الآونة الأخيرة رواتب مقاتليه السوريين. وكانت الضغوط التي تعرض لها التنظيم في السابق جعلته يقدم على فتح جبهات قتال جديدة.
وأفادت الانباء بأن مقاتليه قتلوا العشرات من الموالين للحكومة في هجوم على مناطق تسيطر عليها الدولة في مدينة دير الزور هذا الأسبوع. وهذه المناطق هي احدى المواقع القليلة التي لا تزال تحت قبضة القوات السورية في شرق البلاد.
وتشمل الجماعات التي تقاتل قوات الحكومة السورية في الغرب فصائل من الجيش السوري الحر واسلاميين لهم أهداف قومية سورية وجهاديين منهم جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة التي تصنفها الولايات المتحدة جماعة ارهابية.
وتمثل الجماعات الرئيسية غير الجهادية جزءا من هيئة شكلتها المعارضة في الآونة الأخيرة بدعم من السعودية للإشراف على مفاوضات السلام المأمولة.
وتقول المعارضة المسلحة انها لن تتفاوض قبل أن يبدي الجانب الآخر حسن النوايا بوقف القصف على المناطق المدنية ورفع الحصار على المراكز السكانية والافراج عن محتجزين.
في الوقت نفسه تقول الحكومة انها مستعدة للمشاركة في المحادثات المقررة في 25 يناير كانون الثاني في جنيف رغم انها تريد معرفة الجماعات التي ستصنف على انها ارهابية في اطار العملية مما يمثل عائقا اخر بالنظر إلى موقفها بأن كل جماعات المعارضة تندرج تحت ذلك التصنيف.
* كر وفر
وأقر مقاتلون من المعارضة في تصريحات لرويترز بالمكاسب التي حققتها القوات الحكومية مؤخرا لكنهم يصرون على أن مشكلاتها المتمثلة في نقص القوى البشرية والاعتماد على ميليشيات من الاجانب منهم إيرانيون لا تزال تمثل للمعارضة ميزة مهمة وقدرة على الهجوم المضاد.
وتعرضت المعارضة المسلحة لضربة كبرى في 25 ديسمبر كانون الاول عندما أدت ضربة جوية قرب دمشق إلى مقتل زهران علوش أحد أبرز قيادتها.
وقال المتحدث باسم احدى جماعات المعارضة التي تقاتل في شمال غرب سوريا وهي الفرقة الأولى الساحلية إن الجانب الحكومي سيطر على بلدة سلمى باستخدام قوة مفرطة.
وأضاف المتحدث فادي أحمد لرويترز “لا يهمه سلاح وذخائر ولا يهمه مقتل عناصرهم ولا يهمهم اي شيئ المهم انهم يتقدمون بكافة السلاح
بكافة الطائرات.”
وقال قائد عسكري في جماعة أحرار الشام إن الحكومة وحلفاءها يحاولون التقدم صوب الحدود التركية. وأضاف لرويترز “هم يحاولون الزحف من الساحل باتجاه الحدود التركية وعزل الداخل السوري من الحدود التركية. هم غير مهتمين بالداخل السوري مثل حماة وغيرها.”
وحولت الحكومة وحلفاؤها تركيزهم على الجنوب للمرة الأولى منذ بدء حملة القصف الجوي الروسي في 30 سبتمبر أيلول وشنوا هجوما على بلدة الشيخ مسكين القريبة من الحدود مع الأردن اواخر ديسمبر كانون الأول.
ويقول مسلحون يقاتلون تحت مظلة تحالف الجبهة الجنوبية أحد المكونات الرئيسية لهيئة المعارضة المشكلة حديثا إن الهجوم الذي شنته القوات الحكومية اواخر ديسمبر كانون الاول واكبته ضربات جوية روسية.
وقال أبو غيث الشامي المتحدث باسم احدى جماعات الجبهة الجنوبية إنه رغم الهجوم فإن القتال لا يزال يشهد حالة من “الكر والفر”. وأضاف “أوعدك بان خلال الفترة القادمة سترى شيئا مختلفا سيفاجئ الجميع كعمل عسكري على الأرض.”
وقال دبلوماسي غربي إن الحكومة عاقدة العزم على ما يبدو على اضعاف تحالف الجبهة الجنوبية قبل أي مفاوضات.
وأضاف الدبلوماسي “انا مندهش من عدد الضربات وعدد القوات من جانب النظام (السوري) بما في ذلك حزب الله والقصف الجوي الروسي نيابة عن النظام وكون ان البلدة (الشيخ مسكين) لم تسقط بعد.”[ads3]
كل الصحف العالمية ومعظم الصحف العربية تتحدث عن انتصارات سوبرمانية لجيش الأهبلوف الإيراني الشيعي المدعوم من الطيران الروسي وكما تذكر رويترز هنا بأن واحداً من أكبر انتصارات هذا التحالف هو استعادة بلدة سلمى !! يعني كل هذا الحشد والتحشيد والاستعراض الناري والعلاك المصدي وأقصى ما تم تحقيقه هو (استعادة) سلمى فين حين أن جميع الصحف العالمية تأتي على ذكر خبر المذبحة التي تعرض لها جيش الأهبلوف في دير الزور أو خبراً عن وقف تقدم جيش الأهبلوف في الشيخ مسكين أو استعادة بعض المناطق التي استطاع التقدم إليها سابقا في ريف حلب الجنوبي مثلاً في صفحاتها الداخلية وعلى استحياء ولايعلقون عليها ولايتبارون بتحليل نتائجها وتداعياتها على عكس أي خبر عن تقدم جيش الأهبلوف هنا أو هناك وهذا إن دل فإنما يدل أن الغرب المنافق هو فلباً وقالباً مع الأهبلوف وجيشه العلوي شيعي ومع الروس والإيرانيين في كل مايفعلونه بسوريا بل ويحاولون إظهارهم بكل السبل كمنتصرين رغم أن الواقع على الأرض لايعكس ذلك أبداًَ.
مقال مسخرة و اللي كاتبو ما بيفهم شي من اللي عالأرض … جيش الفتح عم يفتحهم فتح