ألمانيا تحذر روسيا من استغلال ” شكوى اغتصاب ” لأغراض سياسية
حذرت ألمانيا روسيا يوم الأربعاء (27 كانون الثاني/ يناير 2016) من “استغلال” شكوى اغتصاب تقدمت بها فتاة ألمانية روسية في برلين ضد أجانب بعد أن اتهمت موسكو السلطات بالتستر على الأمر. ورفضت الشرطة الأسبوع الماضي رواية فتاة في الثالثة عشرة قالت إن “أجانب” اعتدوا عليها لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تبنى الثلاثاء رواية الفتاة واتهم برلين بالتستر على الأمر.
فقد وجه وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير تحذيرا شديدا لروسيا من مغبة استخدام هذه الشكوى “لأغراض إعلامية سياسية” لزيادة سخونة النقاش الحالي والصعب أصلا في ألمانيا بشأن أزمة اللاجئين. وقال شتاينماير إنه لا يسعه في هذا السياق سوى أن ينصح السلطات الروسية بالاعتماد فقط على نتائج التحقيق في هذه القضية وليس على تكهنات.
بدوره قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان زايبرت “ليس هناك سبب، لا بل من غير المقبول أن يتم استغلال هذا الحادث سياسيا”. وأشارت وسائل الإعلام الروسية إلى أن الفتاة التي عرفت عنها باسم “ليزا” اختفت أثناء توجهها إلى المدرسة في 11 كانون الثاني/يناير. وبعد عودتها قدمت شكوى إلى الشرطة وقال أهلها للمحققين إن ثلاثة رجال “أجانب” خطفوها في محطة القطار في شرق برلين واقتادوها إلى شقة حيث اغتصبوها وضربوها.
وأثارت القضية احتجاجات ومزاعم على مواقع اليمين المتطرف والإعلام الروسي بوجود تستر على القضية. لكن المحققين الألمان أكدوا أنه لا توجد أدلة على أن الفتاة أرغمت على ممارسة الجنس خلال تلك الفترة. وقال متحدث باسم مكتب النائب العام في برلين مارتن ستلتنر إنه تم فتح تحقيق ضد رجل بتهمة الاغتصاب.
وتعتبر المعاشرة الجنسية مع أي شخص تحت سن الرابعة عشرة حتى في حالة الرضا جريمة في ألمانيا عقوبتها السجن.
وفي حين تشهد العلاقات توترا بين روسيا والغرب استغل لافروف القضية خلال مؤتمره الصحافي السنوي لإثارة الموضوع، وقال إن موسكو تتابع الأمر. وقال “نعمل الآن مع محاميها وهو يعمل مع عائلتها ومع سفارتنا (…) واضح أن الفتاة اختفت لثلاثين ساعة – دون إرادتها”. وقال لافروف إنه يأسف “للتستر” على اختفاء الفتاة “لفترة طويلة، لسبب ما”.
ورفض زايبرت التعليق مباشرة على القضية لكنه قال “ما يمكنني قوله إنه في ألمانيا لدينا دولة قائمة على القانون. لدينا قضاء مستقل يثق به كل مواطن وهذا القضاء يجب أن يكون قادرا على متابعة التحقيق من دون تأثير خارجي”. (AFP-DPA-DW)[ads3]